لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الروائية العراقية آفاق صالح: أطمح إلى تغيير نظرة المجتمع العربي للمرأة (حوار)

03:24 م السبت 17 يونيو 2023

أجرى الحوار: سمير محمود

آفاق صالح روائية وشاعرة عراقية من جيل الشباب مواليد 1988من قرية الضلوعية في محافظة صلاح الدين العراق، حاصلة على بكالوريوس في علم النفس من جامعة تكريت، ولدت ببيت صغير متكون من جدة وأب عسكري وأم تربوية ولها اهتمامات سياسية وثقافية وثلاثة إخوة تسلسلي بينهم الفتاة الوسطى، أخ وحيد وأخت واحدة.. ترى أن الإبداع حالة بوح وشغف وتأثر بالبيئة والطبيعة، فتقول: أكثر الأشياء التي علقت بذهني بعد مغادرة قريتي الأم شاطئ دجلة وجزيرة صغيرة اسمها ( حويجة الجابر ) أشعر بالراحة والانتماء للنهر أكثر من البنى التحتية والناس، ربما لأنه جزء ثابت من الطبيعة، أو تستهويني حركته المستمرة مهما كنت ثابتة في مكان، هو يشبه أمنياتي على الأغلب، وهي تؤمن بالأسرة والعائلة والجذور الراسخة التي تدفع دومًا للأمام، فهي أم لأربعة أولاد بنتان وولدان، هم جذورها الثابتة بعد الأم والأب، وعن هذا تقول: ليس لديّ شعور عميق بالتجذر والانتماء للأماكن لكن لديّ شعور جميل بخصوص السكن في قضاء العلم، تعجبني البيئة الجغرافية للمنطقة والتنوع السكاني واحترام أهلها للاختلاف الثقافي وشاطئها حتماً من أجمل ما خلق الله.. في السطور التالية حوارنا مع الروائية العراقية آفاق صالح.

تنتمين إلى جيل أدباء الشباب وتكتبين الشعر والرواية، فما السبب وراء هذا الشغف وهل تأثرت بشخصية روائية أو أدبية بعينها؟

عبارة " لأدباء الشباب" استفزت مخيلتي لأقوم بعزل جيلي ومن هم أصغر مني في مجموعة، حاولت تخيل أننا قد نكون مجموعة فعلاً، لكن لا تتصور كم أثرت الميديا بتكوين المجاميع وانسجامها، على الأغلب ما يجعلنا ضمن إطار مجموعة هو الجيل الأكبر منا، أما اليوم صار كل فرد هو مجموعة بحد ذاته وعلى قناعة تامة بأنه يحتاج إلى نافذة إلكترونية يشتق منها المفاهيم والأفكار وستوفر له الوقت والجهد، تستطيع أن تقول أنا أديبة فحسب.

الكتابة لاسيما كتابة الرواية لها بُعد نفسي قبل أن تكون مجرد شغف، خضت غُمارها لأنها مساحة تحتوي متاهات أسكبها من داخلي كي أصل إلى أجوبة أو إلى علاج شافي أو ربما كي أخلق عالماً يشبه ما أتمنى أو حتى كي أقصي عني رغبة محمومة وأتخلص منها، تأثرت بالكاتبة أحلام مستغانمي ولا زلت كذلك.

لدي فكرة تستحق التقدير!

قدمت روايتين، هما مقبرة الغواية ومس عشقي، موضوعهما تقريبًا العلاقات الإنسانية والعاطفية وما بها من خزلان وانكسار فما تعليقك؟

هناك ملكة فطرية لدى الكاتب كي يصبح كاتباً فيما بعد لكن ما هو الحدث أو القناعة التي ستجعل ذلك الكاتب ينطلق بسهم الكلمة صوب الحياة!

حتماً هناك حدث استفز هذهِ الملكة لديّ، جعلني هذا الحدث أغير قناعاتي بشكل عام ومنها قناعة مقتبسة لدى الجميع وهي أن الفتاة التي تكتب في قرية متمردة أو عاشقة أو سليطة اللسان والفعل، استطعت بروايتي أن أرسل رسالة للجميع مفادها إني أمتلك فكرة تستحق التقدير.

اما سبب تقارب الروايات فسببه ما أستطيع تسميته حُمى الكتابة، تنتابني فترات تنساب الكتابة فيها كالشلال ولا أستطيع التوقف حتى نفاد ذلك الشعور الذي يدور في صدري مثل عاصفة.

السلام النفسي

اختيار مواضيع رواياتك وبناء شخصياتها هل يتأثر بتخصصك في دراسة علم النفس؟

علم النفس كان أرضية رصينة للانطلاق في عالم الرواية وهذا الأمر ساعدني في رسم الشخصيات داخل الروايات وحتى الأحداث، أما عن المواضيع فهي عديدة، حيث يولد الأنسان في الحياة فترسمه أحداثها ليبدو بعيداً عن معنى الإنسانية تماماً، لهذا هناك حرب وأسلحة دمار وصراع دائم وهناك حروب من نوع آخر هي حروب فكرية وهي تحدث بجميع البيئات تقريباً، كل شخص يرى الحياة من زاويته الخاصة سيرفض القوالب الجاهزة المُعدة له أو على الأقل جزء منها، فاخترت الإنسان وصراعاته موضوع أساسي لرواياتي فلا أرى شيء أهم من بلوغ السلام النفسي.

في رواية مقبرة الغواية ربما تنتهي الرواية عند سطري المقدمة.. فماذا أردت أن تقولي؟

اردت أن أبرز السوء الذي تحمله الغِواية رغم كل ما تحتويه من ثمالة وطلاقة، وأن من يُساير رُكبها سيسقط على أعتابها يهذي بألمه، فهي ليست شفاء على الإطلاق.

محض خيال

شخصية غريب الشاعر وزوجته كاتيا المترجمة وحبه الضائع حنين، علاقة شائكة ومشوشة ماذا أردت أن تقولي للمجتمع من وراء هذه الرواية؟

مقبرة الغِواية خيال خالص، أما الرسالة التي كُنت أنوي ايصالها فهي أن تكون اي رواية اكتبها تجربة متخيلة تنمي لدى قارئها الشعور بذاته، وتنمي ذائقته الفنية والجمالية، كذلك تسمو بشعوره عن البلادة والجلادة، بإمكانك أن تقول إنها تشذب شعور الإنسان بداخلنا، وحتى رؤية الإنسان للحياة تختلف بعد قراءة أي كتاب، فتتفتح مداركه على أشياء قد تخفف ألمه وتواسيه

اضافة إلى ذلك أن الروايات التي أكتبها أضع فيها معلومات حقيقية عن الحضارة العراقية مثلاً أو عن علم النفس أو الشعراء أو ثقافة مكان معين.

هل محاولتك الروائية الأولى أو الثانية حظيت بقبول واهتمام الأوساط الثقافية بالعراق، أعني ندوات وقراءات نقدية؟

فيما يخص الندوات لم يكن هناك الكثير منها بحكم إني امرأة من القرية فمساحتي للإبداع تكمن في أروقة الكتب والفضاءات الإلكترونية، والحمد لله إني موجودة في عالم الميديا، ساعدني ذلك على دخول المنتديات والاختلاط بالكتاب والشعراء العرب فتعرفوا على ما كتبت فاستفزت كتاباتي تفكيرهم الناقد وكتبوا عنها منهم اذكر، الناقد الفلسطيني رائد محمد الحواري والناقد جمال نوري والناقدة أنفال كاظم.

أيهما يستهويك أكثر دنيا الشعر أم عوالم الرواية، وهل لديك مخططات أو طقوس مسبقة في الإبداع الروائي؟

بداياتي كانت هاوية للشعر وكاتبة لقصيدة النثر، ثم بعد أول رواية عثرت على شغفي واستقريت عليها فبإمكانك أن تقول إني روائية. ولا طقوس خاصة، لا شيء سوى الخيال والمضي خلفه بلا مخططات، اثناء كتابة الرواية اعتزل الانفعالات والمحيط تماماً وأساير ما يُمليه عليّ ذلك الخيال وأحاول مسايرة دوامة الشعور والأفكار التي تخالجني.

قوالب مغلوطة

تقولين في روايتك مس عشقي: يشتعل الشرق رجولة حين تحترق سيجارة الأنثى، ويتجلد بلادة إذا ما احترق قلبها.. هل هذا بوح بمعاناة المرأة في مجتمع ذكوري مثلًا؟

أستطيع أن أقول هي عبارة استنكار للطريقة التي تُعامل بها المرأة ، لماذا يستفز الرجل دخان احتراق السجائر ولا يستفزه احتراق القلب، فإن كانت هذه الصورة هي قوالب وضع فيها ليكون ( الرجل) (والسيد ) فهي قوالب مغلوطة وإن كان يريد أن يُساير المرأة في عصر الميديا فلا يمنعها من احتراق سيجارة ويجلس ساكناً إذا ما احترق قلبها، بإمكانه أن يكون سيداً وبالقالب ذاته دون الخروج منه، حين يتناول منها السيجارة فيدخنها بدلاً عنها وهو يضمد جروحها ، ستحصل الأنثى على الأقل على أحد حقوقها سقيا القلب أو تخدير الألم بالنيكوتين.

في رواية مس عشقي تصدير لكل فصل من فصول الرواية بمقولة منحوتة من صنع الكاتبة، هذا لم يكن مستخدمًا في روايتك الأولى مقبرة الغواية.. فهل تطور التكنيك أم ماذا؟

اعتمدت هذا التكنيك لأني وجدته ترميز للفصل يُجنب القارئ الوقوع في فخ الملل، فمن المتعارف عليه أن كل شيء نقوم بتجزئته سيكون أسهل إذا ما أردنا فهمه.

أما عن طموحات آفاق صالح، فهي تطمح أن تكون روائية تمتلك قلماً ناضج ومتجدد يجعلها تتسلق سور تلو الآخر حتى تكون أفكارها وكتاباتها محط إعجاب وتقدير جميع الثقافات، كما تطمح ان يكون لديها الفكر الخصب والقلم الناضج كي تؤلف كتبًا علمية في مجال النوع وان تكون من اوائل الكُتّاب العرب الذين يضعون ملامح مستمدة من الثقافة العربية لهذا المفهوم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان