الأضحى بلا طعم.. سودانيون في الشتات: العيد في البيت الكبير مع الأسرة
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
كتب- محمود عبد الرحمن:
داخل مقهى شعبي بمنطقة أرض اللواء بالمهندسين، انتظرت فرحه آدم، قدوم صديقتها التي تحمل نفس جنسيتها السودانية، للذهاب إلى عملهم بإحدى العيادات الخاصة، حتى يتسنى لهم العودة مبكرا، وذلك للتجمع مع بعض السودانيين لقضاء عيد الأضحى معا، بعدما انقطعت بها سبل العودة إلى أهاليهم نتيجة الاشتباكات المسلحة التي اندلعت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أبريل الماضي.
"ده أول عيد اقضيه في مصر بعيدا عن أسرتي"، تقول فرحه. قبل 3 أشهر وافقة أسرتها على سفرها إلى مصر للعمل مع إحدى أصدقائها في مستشفى خاص، حملت الفتاة صاحبة الـ20 عاما حقائبها من محل إقامته بمدينة القضارف شرق السودان قادمة إلى مصر لتتفاجأ بعد قدومها بأسبوع باندلاع الاشتباكات المسلحة بين قوات الجيش والدعم التي تسببت في حالة إغلاق عامة في كل أنحاء السودان.
"كنت بحاول أرجع للسودان مرة أخرى بس مفيش فايدة"، تقول الفتاة، من أجل البقاء بجوار أسرتها "والدها ووالدتها وأخواتها"، الذين تقطعت بهم السبل وضاق حالهم ولا يجدون مأوى، تقول فرحة "لما الحرب بدأت هربوا عشان الضرب هناك شديد"، لذا حاولت الفتاة كثيرا العودة لهم لكن دون فائدة.
"بكلم أسرتي كتير بس العيد اللي بعيد عن الأهل ما له طعم"، تستكمل الفتاة الحاصلة على المرحلة الثانوية، تتذكر عندما كانت تتجمع هي وأسرتها في أولى أيام عيد الاضحى كل عام لذبح الأضحية والذهاب إلى أقربها تقول "مفيش السنة دي حاجة من كل ذلك بس مع أقرب فرصة هرجع بلدي".
ما حدث مع فرحة هو نفس ما حدث مع أبو بكر دهب القادم من منطقة الحاج يوسف شرق النيل بالسودان. فمع تصاعد أحداث الحرب أواخر أبريل الماضي اتخذ أبو بكر الذي يعمل تاجر أجهزة كهربائية في بلدته قراره بالرحيل مثل غيره من آلاف السودانيين الذين قصدوا العديد من الدول المجاورة.
"جهزنا حالنا أنا وأسرتي وقولنا نسافر مصر"، يقول صاحب الـ53 عاما، ليحدث ما لم يكن متوقع بمنع أفراد أسرته من السفر إلى مصر دون الحصول على تأشيرة دخول أو وجود جوزات سفر يقول أبو بكر "الأول كنا ندخل عادي بس القرارات الجديدة لازم تأشيرة لمن هو أقل من 50 عاما"، ليقرر الرجل القدوم إلى مصر بمفرده بعدما تعذر استخراج تأشيرة دخول لأسرته: "كل المصالح الحكومية متوقفة بسبب الحرب"، على أن يأتي بهم بعد تدبر أموال سفرهم وتجهيز الأوراق: " التذكرة من السودان إلى القاهرة وصلت 600 دولار حاليا".
"العيد ملهوش طعم هذا العام بسبب الخوف على الأسرة وغيابهم"، يستكمل أبو بكر، يتذكر الرجل استغاثات أسرته التي تقيم حاليا في إحدى المناطق بالخرطوم خوفا من الأحداث والاشتباكات التي ترهب المواطنين الأبرياء يقول "كل ما اكلم ابني الأصغر يقولي يابابا أنا خايف"، يحاول الأب في هذه الحالة تطمينه على أنه سوف يقوم بعمل محاولات لقدومهم مصر.
"أحنا قدمنا لمصر بسبب الزيارة ولكن حاليا لا نستطيع العودة، تقول فاطمة أحمد. قبل ثلاث أشهر قررت فاطمة وزوجها القدوم إلى مصر لقضاء شهر إجازة برفقة أطفالها الذين انتهوا من الامتحانات كما هي معتادة كل عام، على أن تعود قبل عيد الأضحى الذي كانت تنوي قضائه برفقة أسرتها "والدها ووالدتها".
"أول ما جينا الحرب بدأت قولنا هتخلص بس لسه مستمرة"، تستكمل فاطمة، ومع تزايد الأحداث أصبح الرجوع مستحيلا، لذا دبرت حالها لقضائه أول مرة بعيدا عن الأسرة.
"في العيد في السودان بنتجمع في البيت الكبير مع الجد والجدة"، تستكمل فاطمة ويبدأ اليوم الأول بالصلاة وذبح الأضحية لأحد أفراد الأسرة تقول "بنعمل جدول في العيلة مين هيدبح في أول يوم في العيد ومين تاني يوم وكده"، على أن يظل التجمع مع الأسرة حتى انتهاء أيام العيد، تقول "هنا في مصر معرفش أعمل كده لأننا ساكنين إيجار ومش بيتنا".
فيديو قد يعجبك: