40 % زيادة في الإنتاج.. هل تنخفض أسعار السجائر؟

كتب- عبدالله عويس:

رغم تصريحات رسمية خلال منتصف الشهر الماضي، بالسعي لضبط أسعار السجائر في الأسواق، وتوجيهات رئيس مجلس الوزراء، مصطفى مدبولي، ببزيادة أموار التوريد لمواد الخام، بما يسهم في زيادة الإنتاج اليومي، وإتاحة المزيد من المعروض، فإن أزمة السجائر ما تزال مستمرة، بالتوازي مع تصريحات أخرى بزيادة الإنتاج 40 في المائة.

منتصف أغسطس، صرح السفير نادر سعد، متحدث مجلس الوزراء، بأن اجتماعا عقده رئيس الوزراء، لاستعراض موقف نشاط عمل شركة الشرقية للدخان، وحجم الإنتاج، وخطط عمل وتطوير زيادة الإنتاج، للشركة التي تستحوذ على نحو75% من حجم السوف الخاصة بالسجائر.

في تصريحات متلفزة، قال هاني أمان، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب للشركة الشرقية للدخان، إن الجهات الأمنية والرقابية كان لها موقف جيد تجاه أزمة ارتفاع أسعار السجائر، وكان الأداء ممتازا وعلى أعلى مستوى، وهي تصريحات تأتي بالتوازي مع انتشار تفاصيل ومعلومات بشأن ضبط سجائر جرى تخزينها من قبل بعض التجار، لكن على أرض الواقع وداخل الأكشاك والمحال التجارية، فإن الأمر كان له مردود مختلف، في بعض الأحيان.

لجأ بعض أصحاب المحال التجارية لإخفاء السجائر، وقصر بيعها على زبائن بعينها خشية الجهات الرقابية، فيما باتت عبارة «لا توجد سجائر» تزين واجهات بعض المحال والأكشاك، فيما هي بالداخل، وهو أمر يقول عنه تجار إنه خشية الإبلاغ عنهم، أو أن يكون السائل عن السجائر أحد أفراد الجهات الرقابية.

وازدادت أسعار السجائر في الأسواق في الفترة الأخيرة بشكل غير رسمي، ويصل الأمر لضعفي سعر العبوة الواحدة في بعض الأحيان، وقد يكون الثمن متغيرا من منطقة لأخرى، ومن محل لآخر، بحسب الكميات المتوافرة لديه «الموضوع بقى صعب، مش لاقيين سجاير ولو لقيناها فأسعارها مرتفعة، من 7 أيام نزلت شوية لكنها رجعت زادت تاني» يحكي محمود عبدالرحمن، الذي له 4 أعوام من تدخين أحد أنواع السجائر اضطر مؤخرا إلى تغييرها لعدم توافرها بشكل كبير.

تصريحات الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب للشركة الشرقية للدخان، تناولت أيضا زيادة الإنتاج من السجائر خلال الفترة الأخيرة، بنسبة 25%، ثم زيادة الإنتاج مرة أخرى منذ الخميس الماضي بنسبة 15%، أي 40% زيادة في الإنتاج مؤخرا، على أمل استقرار السوق، قائلا إنه بات هناك انخفاض كبير في أسعار السجائر.

لكن محمود مدخن السجائر، لا يرى ذلك الانخفاض، على الأقل في محيطه بحي الوراق، ولا يستطيع الحصول على السجائر بسعرها الرسمي، والمدون على العبوة من خلال مسح ضوئي «توافرها قليل، وفي نفس الوقت سعرها عالي، يمكن تأثير الزيادات ده لسة موصلش الأسواق، بس أتمنى الأزمة تتحل» يحكي الشاب.

تحدث مصراوي مع 3 تجار من محافظات مختلفة، واتفقوا جميعا على أن زيادة الإنتاج، ومراقبة كبار التجار، سيؤدي لانخفاض أسعار السجائر، لكن في ظل قلة الكميات التي يحصلون عليها، فإن الأزمة ستظل موجودة، وبمنطق أحدهم فإن «القاعدة تقول كلما زاد الطلب وقل العرض ارتفعت الأسعار، وهو ما حدث مؤخرا». فيما يقول آخر إنه من الممكن أن يكون هناك تجار يخزنون سجائر بالفعل، في انتظار زيادة، لكنها لم تكن لتصل إلى ضعف السعر الرسمي للعلبية، عادا أن زيادة الإنتاج والتوزيع ما سيحل المشكلة.