الأحزاب الفقيرة تطلق مبادرات للبحث عن حلول لمشاكلها المالية

القاهرة - (د ب أ):

تعاني عشرات الأحزاب السياسية المصرية من أزمات مالية، نتيجة اعتمادها في تمويل أنشطتها على اشتراكات أعضائها وتبرعاتهم المتواضعة , وتبرز المشكلات المالية للأحزاب مع كل انتخابات .

كما أدت التعديلات التي أجريت على قوانين الانتخابات بزيادة سقف تكاليف الدعاية الانتخابية إلى زيادة حدة الأزمة مما دفع بعض الأحزاب إلى اتخاذ قرارات بأن يتحمل مرشحوها التكاليف المالية لحملاتهم الانتخابية, وأطلقت بعض الأحزاب مبادرات لحل الأزمة منها المطالبة بتعديل القوانين للسماح لها بممارسة أنشطة تجارية لتغطية نفقاتها أسوة بتجارب ديمقراطية أوربية, بينما لجأت أحزاب أخرى إلى التحايل على الأزمة بالسعي للتنسيق فيما بينها ليتمكن كل حزب من استخدام مقرات الحزب الأخر .

وقال القيادي بحزب التجمع حسين عبدالرازق لوكالة الأنباء الألمانية، إن حزبه سيتبنى مبادرة بتعديل القوانين بما يسمح للأحزاب بممارسة النشاط التجاري أسوة بالنظام المعمول به في بعض الدول الأوربية موضحا أن "الحزب الاشتراكي الفرنسي يمتلك سلسلة محلات تجارية كبيرة لها فروع في مدن فرنسية عديدة , أما في مصر فالقوانين تمنع الأحزاب من ممارسة النشاط التجاري فيما عدى شركات النشر والصحافة, وهذه لا تحقق عائدات".

وأشار إلى أن حزبه يغطي مصروفاته الأساسية من وديعة بنكية بدأت ب 5 ملايين جنيه ووصلت الآن إلى 6 ملايين, وأضاف "منذ بداية تأسيس الحزب نعتمد في تمويلنا على اشتراكات الأعضاء والتبرعات , التي تأتي من شخصيات عامة شهيرة يرفضون أن تذكر أسمائهم , لكن هذه التبرعات أصبحت نادرة", وتابع "بسبب قلة مواردنا المالية الحالية فإننا نحمل كل مرشح تكاليف الدعاية الانتخابية لحملته " .

ولجأ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي إلى إطلاق مبادرة لدعم الحزب كي يتمكن من تدبير نفقاته المالية الأساسية تحت اسم مبادرة "المائة" والتي تهدف إلى أن يسدد كل عضو 100 جنيه شهريًا إلى الحزب .

وقال المتحدث باسم الحزب مدحت الزاهد لوكالة الأنباء الألمانية أن حزبه لجأ إلى هذه المبادرة عقب تزايد حدة الأزمة المالية التي اضطرته إلى إغلاق بعض مقراته , وأضاف "لدينا مبادرة أخرى طرحناها على بعض الأحزاب الصديقة تحت مسمى كونفدرالية, وهي مبادرة للتنسيق بين الأحزاب بما يسمح باستخدام مقرات بعضها البعض حتى لا يضطر كل حزب إلى إيجاد مقر في كل محافظة, وقد لاقت المبادرة قبولا مبدئيا من بعض الأحزاب " .

واقترح رئيس الحزب الاشتراكي المصري أحمد بهاء شعبان أن يتم إنشاء صندوق لدعم الأحزاب السياسية يساهم فيه رجال أعمال وطنيون على أن تقوم الدولة بتقديم تسهيلات وإعفاءات ضريبية لهم كما يحدث مع تبرعات المستشفيات والمشروعات الخيرية , وقال لوكالة الأنباء الألمانية "سافرت مرة لحضور فعالية بمقر الحزب الشيوعي القبرصي, وعند انتهاء الاجتماع اكتشفت أن الحزب يمتلك مطعما فاخرا بنفس المبنى مفتوح للجماهير كمشروع تجاري , لكن تطبيق ذلك في مصر قد يكون صعبا لأنه يحتاج إلى رأس مال, والأحزاب الفقيرة ليس لديها إمكانيات مادية " .