أيهما أفضل.. تطبيقات الملاحة أم أجهزة GPS الخاصة
تحظى أجهزة الملاحة في الوقت الحالي بإقبال كبير من قائدي السيارات، لاسيما كثيري السفر والترحال والذين يتطلبون معايير عالية فيما يتعلق بطريقة الاستعمال والوظائف المتطورة، غير أن هذه الأجهزة غالباً ما تكون باهظة الثمن. لذا تمثل تطبيقات الملاحة المخصصة للهواتف الذكية حلولاً بديلة رخيصة الثمن، وإن كانت لا تزخر بالكثير من الوظائف مقارنة بالأجهزة.
وتؤدي تطبيقات الملاحة خدمات ممتازة فيما يتعلق بالإرشاد الملاحي نحو الوجهة أو احتساب خط السير، حتى أنها تتفوق على أنظمة الملاحة التقليدية بميزة أخرى، ألا وهي الاتصال بالإنترنت، الذي يتوافر بالفعل في الهواتف الذكية. لذلك فإن المستخدم يمكنه إضافة الخدمات المميزة الخاصة بالتكدسات والازدحامات بسهولة بالغة.
ولكن يتعين على المستخدم في بعض الأحيان تقديم بعض التنازلات عند استخدم حلول الهواتف الذكية فيما يتعلق بطريقة الاستعمال والجوانب العملية، حيث أن شاشات الهواتف الذكية غالباً ما تكون أصغر من أنظمة الملاحة التي يتم تثبيتها بشكل دائم، بالإضافة إلى أن النوافذ المنبثقة أو الرسائل الواردة أو تغيير التطبيقات أثناء القيادة يمكن أن يتسبب في ارتباك قائد السيارة. كما أن جودة أو شدة صوت السماعات المدمجة بالهواتف الذكية قد تكون متواضعة. لذلك فإن أجهزة الملاحة التقليدية غالباً ما توفر مزايا لقائدي السيارات من كبار السن بصفة خاصة.
وبطبيعة الحال لا تشتمل معظم الهواتف الذكية على نفس الإكسسوارات والملحقات التكميلية مثل أجهزة الملاحة التقليدية. حيث يضطر المستخدم، الذي يعتمد على نظام الملاحة بالهاتف الذكي، إلى شراء حامل سيارة، بالإضافة إلى أنه ينبغي شراء كابل شحن سيارة؛ لأن وحدة النظام العالمي لتحديد الموقع (GPS) والشاشة الفعالة باستمرار تتسبب في فراغ شحنة بطارية الهاتف الذكي بسرعة.
ولكن في المقابل تطبيقات الملاحة توفر لقائد السيارة العديد من المزايا الإضافية المثيرة للاهتمام عن طريق معلومات الموقع والإنترنت، ومن ضمن الوظائف المفيدة بكل تأكيد الترابط الشبكي بين بيانات الموقع وخدمات الأخبار، من أجل إرسال موقع المستخدم إلى الأصدقاء والمعارف بسرعة عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك وتويتر.
التطبيقات نوعان
وعند الحديث عن تطبيقات الملاحة على الهواتف الذكية يميز الخبراء ما بين تطبيقات من النوع Onboard التي تحوي جميع بيانات الخرائط على ذاكرة الهاتف الجوال وبين تطبيقات من النوع Offboard، التي تقوم بتنزيل الخرائط اللازمة من شبكة الإنترنت. وتتمثل ميزة التطبيقات من النوع Offboard في انخفاض تكلفة الشراء وصغر المساحة التخزينية التي تشغلها.
ولكن على الجانب الآخر تشترط هذه التطبيقات وجود اتصال إنترنت إلزامي عن طريق شبكة الاتصالات الهاتفية الجوالة، وهو ما يتطلب الاشتراك في خدمات الإنترنت غير المحدود، وقد يتم منع استخدام هذه التطبيقات خارج بلد المستخدم أو أنها قد تكون مُكلفة للغاية.
وبالنسبة للمستخدم الذي لا يرغب في دفع تكاليف نظير تطبيقات الملاحة، يجب عليه الاعتماد على التطبيقات المجانية من شركات جوجل ونوكيا وآبل التي تغطي أغلب الهواتف الذكية تقريباً، كما تتوافر بعض الحلول الرخيصة مفتوحة المصدر للمستخدمين مثل تطبيق Navfree المجاني لنظام جوجل أندرويد.
عيوب البيانات
ويجب الانتباه إلى أن بعض التطبيقات المجانية قد لا توفر خدمات فائقة في بعض الأحيان، فتنطوي الحلول مفتوحة المصدر على عيوب في بيانات الخرائط، حيث إنها لا تشتمل على كل الشوارع والطرقات في كل مكان، وفي بعض الأحيان يتم تسجيل الشوارع بصورة خاطئة، لكن في المقابل تسعى الشركات خاصة جوجل على تحسين خدمتها لتكون منافسة للخدمات غير المجانية.
ومع ذلك يتعين على المستخدم عند استعمال أجهزة الملاحة التقليدية وتطبيقات الملاحة المدفوعة مراعاة تحديث بيانات الخرائط بالإضافة إلى أنه يجب التحقق مما إذا كانت الخدمة المتميزة الخاصة بالتكدسات والازدحامات المرورية والتي يمكن الوصول إليها عن طريق قناة الرسائل المرورية (TMC) موجودة ضمن باقة التطبيقات أم أنه يتعين على المستخدم الاشتراك بها بشكل إضافي، ومن الأهمية بمكان عرض التكدسات والازدحامات المرورية، حتى يتمكن المستخدم من التعرف على خط السير المخطط له والعوائق الموجودة به جيداً، كذلك تقييم الاقتراحات البديلة من النظام بنفسه.
وتوجد تطبيقات عربية جديدة تقدم بديلاً فعالاً لقنوات الرسائل المرورية وهي التطبيقات التي تعتمد على الحشد الجماهيري من أجل توفير مساعدة للمستخدمين لمعرفة الأحوال المرورية بفضل تنبيهات من مستخدمين أخرين.
وتمتاز أجهزة وتطبيقات الملاحة الجيدة في التفاصيل بوجود مساعد مسار وتحذير سرعة قابل للتهيئة، بالإضافة إلى ضرورة أن يسمح الجهاز أو التطبيق بالتأثير على خط السير أثناء القيادة واحتساب خطوط السير البديلة أو استبعاد أجزاء معينة من خط السير.
فيديو قد يعجبك: