هل تغني الهواتف الذكية عن مسجلات الصوت الرقمية؟!
هناك العديد من المواقف والمناسبات التي يحتاج المستخدم فيها إلى تسجيل الصوت، سواء كان ذلك محاضرة في الجامعة أو جلسة خاصة لمناقشة بعض الأفكار، وقبل 20 عاماً كان يتم تسجيل الصوت عن طريق مسجل الكاسيت، ثم ظهر في وقت لاحق مسجل الصوت الرقمي، ولكن اليوم يتمكن أي هاتف ذكي من تسجيل الصوت والموسيقى، لذلك يتبادر إلى الذهن حالياً تساؤل حول مدى أهمية شراء مسجل صوت منفصل.
وتوجد بعض الفروق الواضحة بين التسجيلات بواسطة المسجل الرقمي وتطبيق الهاتف الذكي، سواء كان ذلك للأحاديث العادية أو الموسيقى، وفي النهاية فإن الميكروفون في الهاتف الذكي غير مطور للتسجيلات الصوتية، لكنه مخصص لإجراء المكالمات الهاتفية.
وتقوم في أغلب الأحيان الهواتف الذكية بتسجيل الأصوات بشكل كروي في كل الاتجاهات، في حين أن المسجل الرقمي يشتمل على ميكروفون أو أكثر، والتي يتم توجيهها في اتجاهات معينة، بالتالي تظل ضوضاء الخلفية المزعجة خارج التسجيلات.
بالإضافة إلى ذلك، فإن العديد من الهواتف الذكية لا توفر إلا تسجيلات أحادية، فيكون الأمر على ما يرام عند تسجيل الصوت لمتحدث واحد، أما عند وجود اثنين من المتحدثين فإن التسجيلات الصوتية تفتقر إلى الانطباع المكاني.
ميكروفون خارجي
ويمكن تحسين جودة صوت التسجيلات التي تتم بواسطة الهواتف الذكية عن طريق استعمال ميكروفون خارجي، فعندئذ يتوافر للمستخدم جودة صوت مماثلة لجودة المسجل الرقمي، لكنها تكون بتكلفة مقاربة أيضاً.
وبينما تمتاز الهواتف الذكية بمساحة أكبر للاستعمال عن طريق الشاشة، تزخر المسجلات الرقمية بالعديد من المفاتيح والأزرار المركبة على الجهاز مباشرة، بحيث لا يضطر المستخدم إلى البحث طويلاً في القوائم، علاوة على أنه يمكن في أغلب الأحيان تثبيت مسجلات الصوت على حوامل، ويتم التحكم فيها عن بُعد بواسطة إشارات الأشعة تحت الحمراء، أما مستخدمو الهواتف الذكية فيضطرون إلى التخلي عن مثل هذه الوظائف المريحة.
ولا يفضل الكثير من الخبراء استعمال الهواتف الذكية في التسجيلات الصوتية، معللين ذلك بأن المسجلات الرقمية الجيدة عادة ما تشتمل على عدة ميكروفونات يمكن أن تتيح من الناحية النظرية تسجيلات رباعية القنوات.
ولكن يبقى المسجل الرقمي مفيدأ أكثر للمحترفين، إنما المستخدم العادي يمكنه استعمال الهاتف الذكي في التسجيلات الصوتية بدون أخطاء تقريباً، ومن الأمور المهمة فقط ألا يتم تغطية الميكروفون بالأصابع أثناء التسجيل.
مسألة حظ
ويشير عدد من الخبراء إلى أن المستخدم يحصل على تسجيلات صوتية جيدة وموثوقة فقط إذا كان لديه هاتف ذكي من الفئة الفاخرة؛ لأن جودة الميكروفون في الموديلات منخفضة التكلفة تكون مسألة حظ، حيث هناك موديلات مزودة بميكروفونات بجودة رديئة للغاية، في حين أن هناك موديلات أخرى تسجل الصوت بجودة مناسبة.
ومع ذلك تتمتع الهواتف الذكية بميزة هامة للغاية، حيث دائماً ما يحمل المستخدم هاتفه الذكي معه في كل مكان، فضلاً عن إمكانية إرسال ملفات التسجيلات الصوتية على الفور إلى أي جهة.
وهناك العديد من تطبيقات التسجيل تتيح للمستخدم إمكانية معالجة التسجيلات الصوتية على الجهاز مباشرة، ومع ذلك يفتقر المستخدم في كثير من الأحيان إلى الأدوات المناسبة لعملية المعالجة اللاحقة للتسجيلات الصوتية على الحواسب المكتبية.
وتشتمل أنظمة التشغيل المخصصة للحواسب المكتبية وأجهزة الماك على بعض الأدوات لتحرير مقاطع الفيديو، في حين أنه يتم تجاهل التسجيلات الصوتية في أغلب الأحيان.
وإذا قام المستخدم بشراء مسجل صوت رقمي، فإنه غالباً ما يحصل معه على برامج الشركات المعروفة، إلا أن هذه البرامج لا تكون الإصدار الكامل، وبدلاً من ذلك يمكن للمستخدم الاعتماد على البرنامج Audacity مفتوح المصدر، الذي يمكن تنزيله مجاناً من هنا.
سعة الذاكرة
وتعتبر سعة الذاكرة من الفروق الهامة بين الهواتف الذكية والمسجلات الرقمية، وعادةً ما تتراوح سعة الهواتف الذكية ما بين 16 و 32 جيجابايت، ويمكن زيادة هذه السعة التخزينية في كثير من الهواتف الذكية عن طريق بطاقة الذاكرة SD؛ ولكن هذه السعة التخزينية بالهاتف الذكي تشترك فيها جميع البرامج والخدمات الأخرى على الهاتف.
وفي المقابل تقوم المسجلات الرقمية بتخزين التسجيلات الصوتية عادةً على بطاقة الذاكرة SD، التي تُستخدم في الكاميرات الرقمية أيضاً، وقد تصل سعة الذاكرة حسب موديل الجهاز إلى 128 جيجابايت، فضلاً عن أنه يمكن استبدال بطاقات الذاكرة بسرعة وسهولة، ويتوقف مدى سرعة نفاد السعة التخزينية على ضغط التسجيلات الصوتية، وكلما كان الصوت بجودة أفضل، زاد حجم الملف.
ويشغل التسجيل الصوتي رباعي القنوات بصيغة WAV وبجودة 24 بت لمدة 30 دقيقة حوالي واحد جيجابايت من مساحة الذاكرة، وعادةً ما يتوافر أمام المستخدم صيغ مختلفة يمكنه الاختيار من بينها سواء كان يعتمد على المسجلات الرقمية أو الهواتف الذكية.
فيديو قد يعجبك: