سنودن: فشل مكتب التحقيقات الفيدرالي في اختراق هاتف أبل "خدعة"
كتبت - رنا أسامة:
اعتبر العميل السابق بوكالة الأمن القومي الأمريكي، إدوارد سنودن، أن المحاولة الأخيرة التي أجراها مكتب التحقيقات الفيدرالي، "إف بي آي"، لاختراق جهاز آيفون الخاص بمُنفّذ هجوم سان برناردينو الإرهابي، سيد رضوان فاروق، ما هي إلا "خدعة".
وقال سنودن إن: "مكتب التحقيقات الفيدرالي كشف أن أبل تملك وسائل تكنولوجية حصرية قادرة على فتح الهاتف بكل سهولة"، خلال مُناقشة حول أجهزة المراقبة، الديمقراطية، وقضايا المُجتمع المدني في مؤتمر الديمقراطية.
وأردف قائلًا: "مع كامل احترامي، ما يحدث هُراء."
واستكمل سنودن حديثه حول النِزاع بين أبل و"إف بي آي"، في تغريدة على حسابه الشخصي على موقع تويتر، كتب فيها: "هُناك إجماع بين الأوساط التكنولوجية العالمية على مُناهضة مكتب التحقيقات الفيدرالي".
واستشهد في تغريدته بمنشور على مُدوّنة الموقع الإلكتروني للاتحاد الأمريكي للحُريات المدنية، يشرح الكيفية التي يُمكن أن تقوم من خلالها "إف بي آي" بفكّ شفرة الهاتف من تلقاء نفسها دون مُساعدة أحد، مُعلّقًا على ذلك: "وهذا مثال واحد".
وفي السياق نفسه، شرح خُبراء تقنيّون كيف يُمكن لـ "إف بي آي" أن تصل بكل سهولة إلى أحدث النُسخ الاحتياطية لحساب "آي كلاود" الخاص بالهاتف، إذا لم يقوم العاملون بمُقاطعة سان برناردينو بإعادة ضبط كلمة مرور الحساب.
وبالرغم من ذلك، يُقِرّ الباحثون في مجال الأمن إن هُناك العديد من الخيارات الأخرى لفكّ شفرة الهاتف، مثل: (تفريغ ذاكرة الهاتف للوصول إلى المعلومات المُستهدفة بعيدًا عن فتح الهاتف نفسه، أو إعادة ضبط العدّاد الداخلي للهاتف، ليُصبح في الإمكان تخمين كلمات المرور أكثر من مرة دون التقيّد بإدخال عدد مُحدّد من المرات).
بيد أن صعوبة تطبيق تلك الخيارات وتكلفتها العالية واحتمالية تدميرها للهاتف، يحول دون اللجوء إليها، وإن كان يتم استخدامها في الماضي، على حد قول الخُبراء.
ناهيك عن مُخططات الاستخبارات الحكومية المتوالية وتكتيكاتها الخفيّة للتجسّس على أجهزة الاتصالات، فقد عملت وكالة الأمن القومي (FBI) ووكالة الاستخبارات المركزية (NSA) قُرابة الـ 10 أعوام على تطوير طرق لاختراق أجهزة أبل، وفقًا لما كشفه موقع The Intercept الأمريكي.
والمُثير للدهشة هو غياب وكالة الاستخبارات المركزية (NSA) من المشهد خلال المُناوشات الجارية بين أبل وحليفتها "إف بي آي"، فيما تُثير الصحيفة الأمريكية احتمالين، الأول أن تكون قد حاولت "سرًا" مُساعدة مكتب التحقيقات الفيدرالي في اختراق جهاز الآيفون، فباءت مُحاولتها بالفشل، والثاني أن تكون تحاشت الانخراط في تلك النزاعات - عمدًا- لتجتاز "إف بي آي" ذلك الاختبار وحدها.
جدير بالذكر أن مكتب التحقيقات الفيدرالي قد نجح الشهر الماضي، في إقناع محكمة فيدرالية بأن السبيل لاختراق هاتف الإرهابي المُشتبه فيه، هو أن تكشف أبل عن الرمز السري الخاص بالبروتوكولات الأمنية الخاصة بها، فيما رفضت الشركة الامتثال لذلك الطلب.
فيديو قد يعجبك: