إعلان

قصة فشل فيس بوك

04:25 م الأربعاء 29 أغسطس 2012

قصة فشل فيس بوك

“ليس استبصاراً للمستقبل، إنما هو عنوان قد نراه قريباً جداً على مواقع التقنية”، فيس بوك الموقع الذي بدأ صغيراً وموجهاً لفئة واحدة -الطلاب- سرعان ما أنتشر حتى أصبح أكبر شبكة تواصل إجتماعي في العالم ومن ثم شركة تجارية ترعى مصالح هذا الموقع وهنا بدأ هذا الكيان يخضع لقوانين السوق.عندما كان فيس بوك مجرد موقع انترنت، جذب إليه ملايين المستخدمين من حول العالم، ولما لا، فهو وسيلة فعالة لتخطى حدود الزمان والمكان من أجل التواصل مع صديق على بعد الآف الأميال أو شخصاً من العائلة او حتى شخصاً لم تعرفه من قبل دخولك على هذا الموقع.أنه الموقع الذي يمد عقول مستخدميه بكميات من مادة الدوبامين، تلك المادة التي تفرزها الدماغ من أجل الشعور بالسعادة التي توفرها رسائل وصور الأصدقاء والمناقشات الحميمة و”القفشات” التي يقوم بها أصحاب الحسابات على الموقع الذي إقترب عدد مستخدميه من المليار.ولكن عندما أنتقل هذا الموقع بهذا العدد المهول من المستخدمين إلى السوق (البورصة)، تغيير الوضع فليس المستثمر بشخصا يبحث عن مادة الدوبامين بكثرة فهو يستعمل عقله بشكل أخر لبحث الصفقات الناجحة من الخاسرة.ويواجه فيس بوك تحدي كبير منذ أن اتجه إلى البورصة، خاصة بعد إنخفاض قيمة سهمه مع كل تداول، وهي كيفية استمرار بث السعادة والرضا في نفوس مستخدميه -الحفاظ على كمية الدوبامين وزيادتها- مع إستخدامهم كوسيلة فعالة لزيادة الأرباح.والحقيقة التي يعرفها مسؤولو فيس بوك -أو يجب أن يعرفوها تمام المعرفة- أن أي محاولة لتحويل المستخدم (وهو ليس غبياً على الإطلاق) لأداة لجلب الأرباح عبر ملء الموقع بالإعلانات سيعني إنسحابه بلا عودة في ظل إستمرار نفس السياسة.وما يؤكد ذلك هو رأي أستاذ إدارة الأعمال في جامعة هارفارد، بن ايدلمان، بأن ﻓﻴﺴ ﺒﻮك ﺳﻴﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻋﻜﺴﻲ إذا ما بدأ بمحاولة إستخدام الإعلانات على موقعه للحصول على إﻳﺮادات إﺿﺎﻓﻴﺔ.ويوضح ايدلمان في حوار سابق لمجلة فوربس الأمريكية أن تلامييذه -ممن يملكون حسابات على الموقع- أبلغوه وكلهم ثقة أن لن يكونوا راﺿﻴﻦ ﻋﻦ تحولهم لطعم ﻟﻺﻋﻼﻧﺎت اﻟﻤﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺑﺎت ﻓﻴﺴ ﺒﻮك، واﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻞ ﺑﻴﺎﻧﺎﺗﻬﻢ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺘﻨﺎول ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺸﺮﻛﺎت.إذا أن ما يقوم به مسئولو الموقع حالياً بداية من مارك زوكربيرج من محاولات لدعم البرنامج الإعلاني على الموقع سيعني إقتراب نهايته وليس زيادة الأرباح، على الرغم من عشرات التطويرات الأخرى على مستوى الخدمات المقدمة للمستخدمين.والدليل على عدم جدوى البرنامج الإعلاني الخاص بفيس بوك هو تقرير الـ BBC والذي عبر خلاله خبراء التسويق أن إعلانات شبكة التواصل لاتزال غير مفيدة للشركات الكبرى على الإطلاق خاصة بعد إزدياد آفة الحسابات الوهمية بشكل كبير.ومن المؤكد أن رأي مثل السابق، يفسر بشكل كبير هبوط سهم شبكة التواصل إلى أقل من 19 دولار أي نصف سعر الطرح العام الأولى البالغ 38 دولار الذي قد يكون مؤشراً جدياً على إقتراب “فشل فيس بوك”.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان