هل يستسلم فيس بوك أمام التحديات التي تواجهه؟
12:05 م
الأحد 05 أغسطس 2012
عندما طرحت شركة فيسبوك أسهمها لأول مرة في البورصة قي وقت سابق من هذا العام، بلغت قيمة هذه الأسهم مستويات فلكية، ووصلت قيمة الشركة لأكثر من 100 مليار دولار.ومنذ ذلك الحين، تتعرض الشركة لأوقات صعبة، حيث انخفض سعر السهم الأولي من 38 دولار إلى أقل من 29 دولار في مايو الماضي.وقامت بي بي سي باستطلاع آراء أربعة خبراء حول التحديات التي من المتوقع أن تواجهها الشركة في الأشهر المقبلة.الخصوصيةتقول جنيفر لينش، وهي محامية لدى مؤسسة فرونتيرللالكترونيات، والمتخصصة في مجال الترويج للخصوصية، إنها تشعر بالقلق بشأن استحواز فيسبوك مؤخرا على شركة فيس.كوم المتخصصة في التعرف على الوجوه من خلال الصور.ويثير استحواز شركة فيسبوك على شركة فيس.كوم لبرمجيات التعرف على الوجوه مخاوفا بشأن حماية الخصوصية، وذلك لسببين:الأول، أنه من غير الواضح كيف ستتعامل فيسبوك مع البيانات التي جمعتها شركة فيس.كوم.حيث ذكرت شركة فيس.كوم مؤخرا أن قاعدة البيانات الخاصة بها تضم أكثر من 30 مليار صورة لوجوه المستخدمين.فإذا تم إضافة هذه البيانات إلى 300 مليون صورة للوجه يرفعها المستخدمون يوميا على موقع الفيسبوك، فمن المرجح أن تمتلك الشركة بذلك أكبر قاعدة بيانات مملوكة لشركة خاصة للتعرف على الوجوه على مستوى العالم.وتطلب حكومة الولايات المتحدة بانتظام الحصول على نسخ من جميع الصور التي يتم رفعها على شبكة الفيسبوك حينما تقوم الشركة بعمل تراخيص.مشكلة حقيقيةهناك حرص أيضا من قبل المؤسسات الحكومية في الولايات المتحدة وفي الخارج والتي تقوم ببناء قواعد بيانات خاصة بالتعرف على الوجوه للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الصور.وعند جمع بيانات الشركتين معا قد يصبح ذلك مطمعا للحكومة إذا لم تتخذ شركة الفيسبوك التدابير الكافية لحماية هذه البيانات بشكل صحيح.أما السبب الثاني فهو بينما تقوم شركة فيسبوك بالتوسع في الأدوات التي طورتها شركة فيس.كوم لاستخدام أجهزة الهاتف المحمول في جمع الصور والتعرف على الأشخاص، يصبح أمن هذه المعلومات مشكلة حقيقية.وبالتالي ينبغي على فيسبوك أن تظهر أن لديها التدابير الكافية لحماية أمن هذه المعلومات الخاصة بالتعرف على الوجوه، وسلامة حسابات المستخدمين من أعمال القرصنة والتزوير.قبل طرح الشركة للاكتتاب العام، توقعت فيسبوك أنها ستبذل جهدا كبيرا لكسب المال من خلال مستخدمي الهواتف المحمولة الذين كانوا مترددين في التعامل مع الإعلانات على الموقع أثناء التصفح.وكما يقول خبير تطوير التطبيقات مالكولم باركلي، إذا كان هناك تغيير يمكن القيام به، فإن عروض الفيسبوك المتعلقة بالهواتف المحمولة تحتاج إلى أن تتحسن بشكل كبير.بطء شديدويقول إن التطبيق الحالي المقدم من فيسبوك يعاني من بطئ شديد في التحميل، ومشاكل في إعادة التشغيل وتشعر كأنك تستخدم موقعا على الإنترنت في أواخر التسعينات.وبعبارة أخرى، الأمر شبيه بالاستماع إلى راديو ترانزستور، وبالتالي ينبغي إعادة صياغة هذا التطبيق بلغات برمجة مختلفة تلبي احتياجات المستخدم.وإعادة صياغة هذا التطبيق من خلال لغة البرمجة المعروفة باسم أوبجيكتف- سي هو ما يحتاجه التطبيق الخاص بفيسبوك الآن، حيث أن التطبيق الحالي الذي تستخدمه الشركة مكتوب في أغلبه بلغة HTML5.ويعد تطبيق أوبجيكتف-سي هو لغة البرمجة الأصلية لأجهزة الآي فون، ويمكن لفيسبوك أن يستفيد من خصائص هذا التطبيق الحديث الذي يمتاز بالسرعة ولديه مكونات مألوفة للمستخدمين.يقول غراهام كلولي، وهو باحث في أمن المعلومات لدى شركة سوفوس لبرامج الحماية، إن فيسبوك ينبغي أن تحكم قبضتها على البرامج والتطبيقات الأخرى التي تظهر على موقعها.هل تريد أن تعرف من الذي ينظر إلى صفحة التعريف بك على موقع الفيسبوك؟ هناك برامج على الفيسبوك خاصة بذلك، ولكن يجب أن لا تسارع باستخدام مثل هذه البرامج ومنحها إذن بالوصول إلى حسابك على الموقع.تطبيقات مزيفةفهناك العديد من البرامج والتطبيقات المزيفة الخاصة بالفيسبوك والتي يصنعها قراصنة الإنترنت الذين يريدون الوصول إلى بياناتك الشخصية على أمل أن يحصلوا على أموالك من خلال استدراجك للضغط علي الروابط التي تضعها أمامك.وستكون النتيجة هو أنك لن تعرف مع من تتبادل المعلومات، ومن الذي يصل إلى بياناتك، حيث تستطيع هذه التطبيقات المزيفة أن تقدم نفسها على أنها أشخاص موجودة على الفيسبوك.وأخطر ما في الأمر هو أن ترسل هذه التطبيقات رسائل تحمل اسمك وتخدع أصدقاءك ويظنون أنك تريد أن تنشر رابطا معينا، والذي قد يكون مصمما لإصابة أجهزتهم بفيروسات أو سرقة مزيد من المعلومات التي تخصهم.وربما ينبغي على المستخدمين إعادة النظر بدقة في نوع البيانات التي يرفعونها على صفحاتهم على الفيسبوك، فهذه هي الطريقة الأكيدة لضمان عدم وقوعها في يد تطبيقات مزيفة.ويتوقع كثيرون أن تبحث شركة فيسبوك امكانية صنع أجهزة هواتف محمولة تحمل اسمها، وهي ما تعرف باسم “بافي” فون.وتتساءل كارولينا ميلانسي، وهي خبيرة تحليل بيانات لدى شركة غارتنر، بشأن الأسباب وراء مثل هذه التوقعات:يتزايد الحديث أحيانا ويخفت أحيانا أخرى بشأن التوقعات بظهور هواتف “فيسبوك فون” وذلك منذ عامين.وبعد الجولة الأولى من الشائعات رأينا شركة إتش تي سي لتصنيع الهواتف المحمولة تطرح في الأسواق نوعا من الهواتف بها مفاتيح خاصة للفيسبوك، وقد شهدت هذه الهواتف مبيعات متواضعة.قبول لدى المستهلكينفالبرغم من أن شبكات التواصل الاجتماعي أصبحت جزءا مهما للعديد من مستخدمي الهواتف المحمولة، فإن هناك شريحة من المستخدمين الذين يريدون بالفعل الهواتف التي تركز مكوناتها بشكل كامل على شبكات التواصل الاجتماعي.لكن المستخدمين لن يتنازلوا أيضا عن مواصفات تتعلق بالمكونات الكاملة للأجهزة، ما يعني أن الفيسبوك يجب أن يطرح في الأسواق أجهزة مشابهة لهواتف أندرويد حتى تلقى قبولا لدى المستهلكين.لكن من المرجح أن تكون تكاليف التصنيع مرتفعة للغاية مقارنة بعائدات الإعلانات التي تحصل عليها الشركة.والاعتقاد هو أن وجود تكامل أكثر عمقا للفيسبوك مع نظم التشغيل الحالية مثل آى أو إس، وأندرويد، وويندوز فون سوف يفتح سوقا أوسع بكثير للفيسبوك من مجرد طرح جهاز يحمل اسم الشركة.واذا وضعنا جانبا الشائعات ونظرنا الى الحقائق، فسوف نعلم أن الفيسبوك سيكون مكونا أساسيا في الإصدار الجديد من برنامج التشغيل الخاص بهواتف أبل وهو آي أو إس 6.وهذا يدعو للتساؤل، هل كانت شركة أبل ستتخذ مثل هذا القرار لو كانت هناك امكانية لظهور هواتف فيسبوك فون في الأفق؟
فيديو قد يعجبك:
الخبر التالى:
هل تصبح المواقع الكبرى صناع القرار بدلاً من الحكومات؟