لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

عملات "بيتكوينز" تخرج من حيز الإنترنت لتغزو ألمانيا

04:33 م الأربعاء 10 يوليه 2013

 منذ أن علقت كاسندرا فيتجنز على المدخل الرئيس للنزل الخاص بها بمنطقة كرويتسبيرج في قلب العاصمة الألمانية برلين لافتة زرقاء تحمل عبارة "نقبل البتكوينز" أو "We Accept Bitcoins" بحروف صفراء بارزة، أصبح جميع السائحين المترددين على المكان يدركون تماما أنهم في هذا المكان يمكنهم السداد باستخدام تلك العملة الافتراضية المثيرة للجدل.

 

أما نزل "Lekkerurlaub Notaufnahme " وتعني تقريبا "استقبال طوارئ للأجازات اللذيذة" فيعتبر سابع فندق في هذا الحي البرليني الشعبي، يقبل تداول عملة (البتكوينز) في المعاملات اليومية، سواء في دفع ثمن فنجان قهوة أو في سداد قيمة قضاء ليلة في النزل، وإذا استمر الحال على هذا المنوال، فمن المتوقع أن يتم اعتماد تداول هذه العملة الافتراضية كمثل بطاقات الإئتمان أو حتى مثل الأموال السائلة.

 

وإذا كانت النقود الافتراضية يتم تداولها فقط داخل فضاء الشبكة العنكبوتية، فإن هذه الوسيلة غير التقليدية بدأت تقطع خطوات واسعة داخل الأسواق التقليدية في برلين.

جدير بالذكر أن سعر إقامة الشخص لمدة ليلة في غرفة مزدوجة بفندق "Lekkerurlaub " يصل إلى 40 يورو أي ما يعادل 52 دولارا، وهذه القيمة توازي 4ر0 بتكوينز.

تقول عاملة الاستقبال بالنزل بسعادة "الأسبوع الماضي كان لدينا نزيل قام بسداد قيمة العشاء بالـ(البتكوينز)، لقد كان أمرا مثيرا، لأننا لم نحتج إلى البنك، التي نتضرر منها دوما، لأنها لا تقف أبدا إلى جانب أمثالنا من صغار المستثمرين".

 

ويتم تداول البتكوينز منذ عام 2009 بصورة مباشرة بين البائع والمشتري، الذي يتعين عليه الحصول عليها بصورة مسبقة بأموال حقيقية عبر الفضاء الافتراضي على شبكة الانترنت.

 

كان السيد يورج بلاتسر، جار صاحبة النزل البرلينية قد أقنعها بقبول تداول العملة الافتراضية بعد أن أوضح لها فوائدها، ومن ثم أصبح بمقدور زبائن الحانة "Room 77" الملحقة بالنزل سداد قيمة ما يحتسونه من أكواب الجعة بعملة البتكوينز، وهو النظام المستمر في الحانة منذ أكثر من عامين.

 

يقول بلاتسر "بصفتي رجل أعمال يبدو الأمر مربحا بالنسبة لي، نظرا لأنه لا توجد مصاريف إضافية، كما أن العملية تتم في التو واللحظة، في حين أنه في حالة التعامل ببطاقات الائتمان فإنه يتعين دفع الكثير من العمولات، كما يتعين أيضا الانتظار لحين إتمام تحويل العائد إلى الرصيد".

 

يتردد على المشرب المبني من الكتل الخراسانية والزجاج، في الحانة "Room 77" نحو مئة شخص يوميا، ما يقرب من 10% منهم يدفعون قيمة ما يحتسونه من مشروبات بالبتكوينز.

 

عند السداد، لا يخرج الزبون حافظة نقوده كما جرت العادة، بل هاتفه الذكي "Smartphone" حيث يتم عمل مسح بواسطة ماكينة ليزر لرقم حساب من يقوم بالسداد، حيث يتم احتساب القيمة بالبتكوينز، وما تعادله سواء باليورو أو بالدولار، ويتم تحويل هذه القيمة مباشرة إلى حساب البتكوينز الخاص بالبائع.

 

كما يكون بمقدور جميع مستخدمي هذا النظام رؤية السداد على الانترنت، إلا أن النظام نفسه يقوم بإخفاء هوية المستخدمين المشاركين في هذه النوعية من المعاملات حفاظا على الخصوصية.

 

عادة ما يكون كم النقود المتاح على النظام محدودا. وتتغير قيمة البتكوينز وفقا لنظام العرض والطلب ففي أوائل أبريل الماضي تراجعت قيمة البتكوينز من 266 دولارا للوحدة إلى دون الثمانين.

 

 تقوم البنوك المركزية في عالم معاملات اليورو والدولار بدور المحافظة على استقرار أسعار العملات الأجنبية، من خلال ضبط الأسواق وتقنين العرض والطلب، وهي إجراءات يفتقر إليها نظام التداول بالعملة الافتراضية البتكوينز.    

 

إلا أن بلاتسر لا يرى أن تقلبات سعر صرف البتكوينز يمثل أي مشكلة، نظرا لأنه إزاء أي تخوف أو قلق، يمكن تحويلها إلى يورو في أي لحظة. من وجهة نظره، يعتقد بلاتسر أن البتكوينز ستواصل غزو الأنشطة التجارية بمنطقة  "Kreuzberg "، مدللا على ذلك بقوله إن محال أخرى بدأت تعلن عن استعدادها قبول التدوال بهذا النظام. وفي هذا السياق يؤكد أن "البتكوينز هي عملة المستقبل".

 

من جانبه يرى المكسيكي راؤول روخاس أستاذ الذكاء الاصطناعي بجامعة برلين الحرة أنه "ومع ذلك لا تزال البتكوينز تمثل الاستثناء في السوق الحقيقي، ولا يزال استخدامها مقصورا على معاملات بسيطة ومحدودة، حيث لم يجر استخدامها مطلقا في أي صفقات كبيرة".

جدير بالذكر أن روخاس انخرط في دراسة العملات الافتراضية منذ ما يقرب من عقد من الزمان، حيث توصل إلى نتيجة مفادها أن المشكلة الحقيقة في استخدام هذه النوعية من الأنظمة البديلة للنقد الحقيقي، يكمن في تقلبات سعر الصرف.

 

مؤخرا، كشفت وسائل إعلام أمريكية أن منظومة الدفع عبر الانترنت "Liberty Reserve " ومقرها في كوستا ريكا، والتي يتم تداول نظام البتكوينز من خلالها، ما هي إلا أحد الأطراف الرئيسية في شبكة دولية كبيرة لتبييض الأموال. وقد أثرت هذه الأنباء بشدة على تجربة العملة الافتراضية.  

 

إلا أن هذه العمليات غير الشرعية، لا يمكن مقارنتها بنظام البتكوينز، الذي يدار عبر نظام حاسوب متطور وباهظ التكاليف. كما أن حجم معاملات التداول داخل هذه المنظومة لا يتعدى الـ 21 مليون يورو، وهو ما يجعل العملة الافتراضية غير ملائمة لتلبية مطالب أصحاب جرائم تبييض الأموال، لهذا فالبتكوينز تعتبر نادرة مثل الذهب.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان