في شتاء العشوائيات.. المرض نصيب 161 ألف أسرة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
كتبت: نور عبد القادر
لا يملكون رفاهية شراء أجهزة التكييف أو الاغطية والبطاطين الفاخرة للتدفئة والاحتماء من برد الشتاء القارس، فكل ما يقدرون فعله هو محاولة توفير أكبر قدر من الأكياس البلاستكية لتغطية الأسقف والأرضيات للحماية من الأمطار الغريزة ، والسعي وراء الجمعيات الشرعية ومندوبي الجمعيات الاهلية للحصول على البطاطين المتاحة .
ملابس البالة
ساكني المناطق العشوائية.. عانوا هذا العام من الشتاء البارد، وحتى لو حصلوا على وسائل تدفئة، فربما تجلب لهم الامراض. تحكي الحاجة وداد، إحدي قاطني (عزبة بلال) بجوار السكك الحديد إنها تتمني أن يكون الصيف طوال العام، فعلي حد قولها نار ارتفاع درجات الحرارة ومشاكل غياب الكهرباء ولا جنة الشتاء مع عدم قدرتها على تدفئة أبنائها.
الحاجة وداد، سيدة خمسينة، تستعد كل عام لفصل الشتاء بشراء الملابس الشتوية لا بنائها من سوق الجمعة، حيت تتواجد ملابس البالة، فلا يتعدى ثمن القطعة عشرة جنيهات، بحيث تتمكن من الشراء لابنائها الخمسة.
بطاطين الوكالة
تجلس أمام غرفتها بعزبة بلال..تضع يدها على خدها وتحكي لمصراوي: '' أعتدت على شراء المستعمل من الملابس لأبنائي، فعمل زوجي في المغالق لا يوفر لنا سوي نفقات الأكل يوميا ً، أما البطاطين فهناك ( ولاد الحلال) يوفروا لنا البطاطين التى تفيض عن حاجتهم، ولكن هذا العام اضطررت لشراء بطاطين لأن ما لدى لا يكفي لتدفئة إبنائي، ولم يكن أمامي سواء شراء ثلاث بطاطين من وكالة البلح، سعر البطانية حوالي 30 جنيه، ولكن للأسف نوعها ردئ ورائحتها كريهة تسببت في تفاقم مرض الحساسية لدي، واضطرت لفرشها بأرضية الغرفة''.
الحاجة وداد لا تملك رفاهية شراء الدفاية حتى لو كانت من النوع الصيني، فعلى حد قولها، الكهرباء غالباً تقطع ليلا، وبالتالي لا فائدة من وراء شرائها، ولهذا فهي تستعين بالموقد البدائي لتدفئة غرفتها قبل النوم.
عزبة بلال ''إحدى المناطق العشوائية، شوارعها ضيقة لا يتعدى عرضها متران، والمنازل متهالكة وتم بنائها بشكل عشوائي وأغلبها ذات أسقف خشبية، وشبكات بدائية للصرف الصحي وألمياه، ومع قدوم الشتاء تتحول لبرك من مياة الأمطار التى تغرق الحواري ومداخل البيوت.. وربما بعض العشش والغرف بها التى لها أسقف خشبية .
أعمال الخير من قبل المساجد وبعض الجمعيات الأهلية والقادرين ماديا متوفرة داخل العزبة، ولكن أغلبها متجسدة في توفير البطانية الشعبية التي لا يتعدى سعرها الاربعون جنيها ، ولا يجد أهالي العزبة بديلا لها، ومع صعوبة ظروف المعيشة أصابتهم الأمراض.
مواقد بدائية
تقول أم نسمة، سيدة خمسينية من سكان العزبة : '' أعتدنا تدفئة الغرف بالمواقد الخشبية، فكل منزل يقوم بإشعال الخشب يوميا للتدفئة، وللأسف تصاعد الدخان أصاب أغلب الاطفال وكبار السن بأمراض الحساسية وبعضهم أصيب بالالتهاب الرئوي، ولكن لا غني عن ذلك، فلا نملك المال لتوفير مدفأة أو تكييف، وأغلب منازلنا ذات أسقف خشبية، وأصابت الرطوبة جدرانها نتيجة عدم وجود شبكة للصرف الصحي''
بطاطين المساجد
وتابعت: '' قام المسجد بتوزيع بطاطين على كل آسرة بالعزبة يثبت أنها بحاجة للبطاطين، ولكن للأسف وجدنا البطاطين من النوع الرديء، فرائحتها كريهة للغاية، وملمسها خشن، ولا نشعر بالدفء عند استخدامها، وبعد استخدامها لفترة أصابتني بحساسية الصدر، وطالبنا المسجد بتوفير بطاطين آخري لنا، ولكنوا اكدوا انها لا يوجد سوى هذا النوع من البطاطين''
وبصوت حزين انتقدت ''أم نسمة'' ما يحدث مع الفقراء في الشتاء، وكيف أن الصدقات التي يحصوا عليها تسبب لهم الامراض.
غرفة أم نسمة عباره عن غرفة داخل ممر لا يتعدى عرضه متران ، وبداخل الممر غرف يسكنها أربعة عائلات وبنهايته حمام مشترك لكافة الاسر التى تعيش بالممر، أما داخل الغرفة فبها سرير واحد ويعلوه أغطية متهالكة، وبجواره غسالة وبوتاجاز، والارضية طينية ويعلوها حصير بلاستك .
أمراض العظام والصدر
''الشوارع غارقة والأسطح متهالكة من مياه الامطار، والأرضيات أصبحت طينية والرطوبة سببت لنا أمراض العظام والصدر..الغلابة مصيرهم الموت من البرد والمرض'' .. تصف زينات محمد حالهم في فصل الشتاء، مضيفة أن التدفئة في الشتاء تكون عن طريق أكياس المشمع التي تقوم بتركيبها مع بداية الشتاء بالشبابيك وبالسقف الخشبي، لمنع تسرب المياة والهواء لغرفتها بعزبة بلال.
وتقول: '' المفروض من يعطي صدقة للغلابة أن تكون صالحة ولا تضره، ولكن للأسف نحصل على بطاطين الشتاء أشبه ب( الخيش)، ولا يمكننا الاعتراض عليها''
وتابعت: ''غرفتي مساحتها لا تتعدى ثلاثون مترا، وبها سرير وكنبة، ولدي ابنتين، وأتمنى أن اشتري لهم دفاية تحميهم من برد الشتاء، خاصة وأن رائحة الدخان المتصاعد من الموقد الخشبي أصابت إبنتى الصغري بحساسية صدر، واتفقت مع أحد تجار الأجهزة الكهربائية لشراء دفاية بالتقسيط ''
ليس فقط سكان العشوائيات، من يعانون من ويلات الشتاء القارس، فهناك سكان الشوارع والأرصفة وأسفل الكباري من لا يملكون مأوي أو غطاء لهم، وهؤلاء نصيبهم هو بطانية الشتاء، وغالبا ما تكون بلا فائدة، لرداءتها.
15 مليون ساكني العشوائيات
جدير بالذكر أن هناك أكثر من ثلاثة ملايين مشرد بلا مأوى في شوارع مصر، وقرابة 15.5 مليون نسمة فى العشوائيات، و 161 ألف أسرة يعيشون بها، وفقا لإحصائية المركز المصري للحق في السكن أيضا، رغم وجود ما يزيد عن 5.8 مليون وحدة سكنية خالية لم تستخدم بعد .
364 منطقة عشوائية
وهناك 364 منطقة عشوائية غير آمنة في مصر، تشمل 26 منطقة مهددة للحياة، و258 منطقة سكن غير ملائم، و61 منطقة مهددة للصحة، و19 منطقة عدم استقرار، وهناك 1034 مجتمعًا عشوائيً، والتكلفة الإجمالية لتطوير 59 منطقة عشوائية هي 852 مليون جنيه ، وميزانية وزارة العشوائيات للتطوير حوالي 600 مليون.
دور التضامن
وكانت وزارة التضامن الاجتماعي مع بداية فصل الشتاء أعلنت رفع حالة الاستعداد القصوى فى جميع مراكز الإغاثة التابعة لها على مستوى مديريات التضامن بالجمهورية استعدادا لموسم الشتاء، وتم تخصيص مبلغ 90 مليون جنيه من ميزانية الوزارة في العام المالي الحالي لإدارة الإغاثة بالوزارة، كما أنه إطار حملة صك الشتاء تقوم مؤسسة مصر الخير بتوزيع ١٣٠ ألف بطانية و٣٠ ألف شنطة ملابس شتوية للأطفال، وشيلان لكبار السن، وكراتين تغذية، بالإضافة إلى مشروع تسقيف المنازل للأسر الأولى بالرعاية.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: