لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

تشفير البريد الإلكتروني .. مزايا وعقبات

08:51 ص الإثنين 06 يوليه 2015

برلين- (د ب أ):

على الرغم من أن تشفير رسائل البريد الإلكتروني يعتبر من الوظائف المفيدة، إلا أنه يعد من التقنيات المعقدة بعض الشيء بالنسبة للمستخدم العادي.

وقال المكتب الاتحادي لأمان تكنولوجيا المعلومات بالعاصمة الألمانية برلين إن رسائل البريد الإلكتروني العادية تعتبر مثل البطاقات البريدية؛ حيث يمكن "لساعي البريد" الإلكتروني، والأشخاص الآخرين قراءة هذه الرسائل. وإذا رغب المستخدم في التمتع بحقه في سرية المراسلات في العالم الرقمي، فإنه يتعين عليه تشفير البريد الإلكتروني.

تقنية (PGP)

وأوضح هولغر بلايش، من مجلة الكمبيوتر (c't) المتخصصة، أن الأمان المطلق لا يتوافر إلا عند استعمال تقنية (PGP)، التي تعتبر اختصاراً لمصطلح الخصوصية المتفوقة Pretty Good Privacy.

وتعتمد هذه الطريقة في التشفير على أن يكون لدى كل مستخدم مفتاحان للتشفير، أحدهما مفتاح خاص، والآخر يتم تخزينه على خوادم تبادل البيانات. ولا يتمكن أي شخص من قراءة رسائل البريد الإلكتروني المشفرة بواسطة تقنية PGP، إلا عندما يمتلك المفتاح العام الخاص بالمرسل، وأن يكون هو المتلقي الصحيح. وتظهر رسالة البريد للمستخدمين الآخرين كمجموعة من الحروف والعلامات غير المفهومة.

ويمكن دمج تقنية التشفير PGP في برامج البريد الإلكتروني الشهيرة مثل Thunderbird أو Outlook أو أبل Mail، إلا أن المستخدم العادي يواجه مشكلتين في تلك الأثناء، أولهما أن إنشاء المفتاح ودمج التقنية في برامج البريد الإلكتروني يعتبر من الأمور المعقدة بعض الشيء. علاوة على أن المستخدم لا يتمكن من تبادل الرسائل المشفرة إلا مع المستخدمين الآخرين، الذين يعتمدون على تقنية التشفير PGP؛ حيث يلزم أن يقوم كل طرف بإبلاغ المفتاح للطرف الآخر.

وثمة مشكلة أخرى تواجه المستخدم عند استعمال تقنية PGP؛ حيث يعتمد معظم المستخدمين على خدمات البريد الإلكتروني المجانية عن طريق واجهة بريد الويب في المتصفح. وفي مثل هذه الحالات عادةً ما يتم دمج تقنية PGP بشكل سيء، وهنا يمكن للمستخدم اللجوء إلى استعمال المكونات الإضافية للمتصفح مثل أداة Mailvelope المتوافرة مجاناً لمتصفح موزيلا فايرفوكس وغوغل كروم أو الأداة Whiteout Mail، التي تعمل مع الهواتف الذكية أيضاً. وأشار هولغر بلايش أيضاً إلى رغبة شركة United Internet الألمانية في طرح تقنية التشفير الخاصة بها، والتي تعتمد على أداة Mailvelope خلال العام الجاري. ونظراً لقيام الشركة الألمانية بتقديم العديد من الخدمات الشهيرة مثل 1&1 و Web.de و GMX فقد يساعد ذلك على انتشار تقنية التشفير الجديدة. ولكن شبكة الإنترنت تزخر حالياً بالعديد من التقنيات البسيطة، التي يمكن لأي مستخدم استعمالها.

وأضاف الخبير الألماني أن المستخدم قد لا يحتاج إلى تشفير كل رسائل البريد الإلكتروني، ولكنه يرغب في تعزيز مستوى الأمان في بعض الأحيان، فعندئذ تكون خدمات مثل Tutatona و Startmail كافية بشكل كامل. ومثل هذه الخدمات لا تتيح التشفير بتقنية PGP فحسب، بل إنه يمكن تشفير رسائل البريد الإلكتروني بواسطة نقرة واحدة بالفأرة. وفي تلك الأثناء يقوم المرسل بتحديد كلمة مرور وإخبار المستلم بها عن طريق الهاتف أو بأي وسيلة اتصال أخرى. وبعد ذلك يتلقى المستلم رسالة إلكترونية بها رابط لخدمة بريد الويب للشركة المقدمة للخدمة، وعندما يقوم المستلم بإدخال كلمة المرور المعنية، فإنه يتمكن من قراءة الرسالة كنص عادي.

وتعتمد بعض الخدمات الأخرى على عملية التبادل المزعجة للمفتاح، مثل خدمة Mynigma؛ حيث يتم إرسال المفتاح العام بكل بساطة مع الرسالة. وأوضح ميشيل هيرفيرت من معهد فراونهوفر لأمان تكنولوجيا المعلومات أن هذه الطريقة توفر على المستخدم الكثير من المشكلات، التي عادةً ما تظهر عند استعمال تقنية PGP، ولكن يتعين على المستخدم أن يعتمد على خدمة Mynigma أيضاً.

الهواتف الذكية

ويمكن للمستخدم الاستفادة من الاتصالات المشفرة بواسطة الهواتف الذكية أيضاً؛ حيث أكد هولغر بلايش أن ذلك يتم عن طريق برامج التراسل الفوري وليس رسائل البريد الإلكتروني، وأوضح الخبير الألماني أن تطبيق Threema يوفر أفضل توليفة بين مستوى الأمان والجودة الوظيفية، كما أشاد خبراء الألمان بتطبيق TextSecure أيضاً. ونصح ميشيل هيرفيرت باستخدام كلا البرنامجين. وهناك العديد من التطبيقات الأخرى التي تروج لنفسها من خلال الإرسال المشفر للنصوص والصور ومقاطع الفيديو والصوت، مثل Wickr و Signal و Wire.

ولا ينصح هولغر بلايش باستعمال تطبيق واتس آب الشهير لأسباب تتعلق بالخصوصية والحفاظ على البيانات، وعلى الرغم من قيام تطبيق واتس آب بالأجهزة الجوالة المزودة بنظام أندرويد بإرسال بعض الرسائل المشفرة، إلا أن المستخدم لا يمكنه معرفة ما إذا كان ذلك يحدث بالفعل، ومتى يتم ذلك.

ومن ناحية أخرى يتم تحميل جهات الاتصال من دليل العناوين لإجراء عملية المقارنة على خوادم شركة واتس آب. وانتقدت هيئة اختبار السلع والمنتجات في العاصمة الألمانية برلين بعض الأمور المشابهة، التي تحدث مع تطبيق Telegramm، وذلك بعد قيام الهيئة الألمانية باختبار تطبيق التراسل الفوري.

ويمكن للمستخدم أيضاً الاستمتاع باتصالات إنترنت على مستوى عالٍ من الأمان دون استعمال تقنية PGP، ولكن المشكلة الأكبر هنا تكمن في الانتشار المحدود لمثل هذه العروض؛ حيث يتعين على المستخدم الترويج لمثل هذه التقنيات حتى تنتشر بين المستخدمين.

وأوضح ميشيل هيرفيرت أن المشكلة الرئيسية تكمن في أنه يمكن تشفير جميع برامج البريد الإلكتروني، غير أن المستخدمين لا يتوافر لديهم مفتاح لفك التشفير. ولذلك يعمل معهد فراونهوفر لأمان تكنولوجيا المعلومات على تطوير تقنية مجانية تقوم بإنشاء المفتاح بشكل تلقائي إلى حد كبير، ويتم تهيئها مع كل البرامج اللازمة على الحواسب والهواتف الذكية. ومن المتوقع أن يتم طرح تقنية "التشفير الشعبية" خلال فصل الخريف القادم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان