"فيسبوك وجوجل" تخططان لتعزيز إجراءات الأمن بتشفير محادثات المستخدمين
كتبت - رنا أسامة:
وسط النُزاعات الدائرة بين "إف بي آي" وشركة أبل، تعكُف الشركات التِقنية الرائدة، بما في ذلك: "فيسبوك، جوجل، سناب شات"، على تعزيز السياسات الخاصة بتشفير بيانات المُستخدمين، وفقًا لما كشفته صحيفة "الجارديان" البريطانية.
الأمر الذي من شأنه أن يُزيد العداء بين الشركات التكنولوجية والسلطات، بما يُماثل التوترات بين مكتب التحقيقات الفيدرالي وأبل، على خلفية رفض الثانية الطلب المُقدّم الأولى لفكّ تشفير هاتف أحد مُنفّذي هجوم "سان برناردينو" الإرهابي، ويُرجًح أن يُقابل هذا العداء المُحتمل دعمًا جماهيريًا وتكاتفًا من جانب كافة الشركات التِقنية، وسط اتخاذ إجراءات ملموسة لمواجهة تعنّت الحكومات.
وتُخطّط خدمة التراسل الفوري التابعة لـ فيسبوك، واتس آب، أن توسّع خدمات التطبيق الأمنية، ما يُمكّن من تشفير المكالمات الصوتية، فيما تدرس فيسبوك إمكانية تعزيز أمن تطبيق المحادثات الفورية خاصّتها، ماسنجر.
كما تعمل خدمة الرسائل الشعبية السريعة التي قاربت على الزوال، سناب شات، على إيجاد نظام تراسل آمن، في الوقت الذي تبحث خلاله جوجل عن استخدامات إضافية لتِقنية مشروع تشفير البريد الإلكتروني.
وكان المُهندسون العامِلون بالشركات التكنولوجية الكُبرى، بما في ذلك تويتر، قد توصّلوا إلى أدوات تراسل مُشفّرة من قبل، لم يُكشف عنها النِقاب إما لصعوبة استخدامها أو لأنها تُعطي الأولوية لمشاريع أخرى صديقة للمُستهلك.
يُشار إلى أن التفكير لتوسيع سياسات التشفير بدأ قبل نِزاع أبل مع القضاء في أروقة المحاكم، على خلفية رفضها فكّ تشفير جهاز آيفون أحد الإرهابيين، والتي من المُقرّر أن تواجه على إثرها الشركة الأمريكية "إف بي آي"، في محكمة فيدرالية بكاليفورنيا أواخر الشهر الجاري لبحث القضية، التي انقسم الرأي العام بشأنها، وفقًا لنتائج بعض الاستطلاعات.
ويُحتمل أن تقود جهود الشركات التِقنية لتوسيع سياسة التشفير الشركات التِقنية، إلى صِدام مع واشنطن.
وفي هذا الشأن، كتب الديمقراطي من ولاية كاليفورنيا، ديان فاينشتاين، والجمهوري من شمال كارولينا، ريتشارد بور، مشروع قانون من شانه أن "يفرض عقوبات على الشركات غير القادرة على توفير بيانات المُستخدمين للسُلطات متى احتاجوا إليها".
كما صرّح الرئيس الأمريكي باراك أوباما من قبل، بأنه يعتقد أن تذهب الشركات التكنولوجية إلى أبعد من ذلك، "إن لم تستطِع الحكومة الوصول إلى بيانات المُستخدمين من الشركات، سيتجوّل كل شخص حاملًا حِساب مِصرفي في جيبه، أليس كذلك؟"، في كلمة ألقاها بمؤتمر SXSW التكنولوجي في أوستِن، تِكساس 11 مارس.
وذكرت الصحيفة البريطانية أن شركة "واتس آب" بدأت اتخاذ إجراءات حازِمة حول تشفير بيانات مُستخدميها منذ عام 2014، ما يُصعّب على السُلطات إمكانية الوصول إلى الرسائل الخاصة بالمُستخدمين.
وفي الوقت الذي توفّر تراسلًا مُشفّرًا لمُستخدميها على أجهزة أندرويد وآيفون، تُخطط "واتس آب" لتوسيع نظام التشفير ليشمل المكالمات الصوتية والمحادثات الجماعية، خلال الأسابيع المُقبِلة، وفقًا لمصادِر مُطلعة. وبخِلاف العديد من تطبيقات المحادثات الفورية المُشفّرة، لم تقُم "واتس آب" بدفع الوظائف الأمنية للخدمة كـ "نُقطة جذب" للمُستخدمين، أو باعتبارها ميزة إضافية، وفقًا لتصريحات مؤسسها، جان كوم.
ولم يتضح بعد ما إذا كان هذا الأمر سيشوبه التغيير أم لا، في انتظار إعلان رسمي من جانب الشركة خلال الأسابيع المُقبلة، حول تمديد خدمات التشفير خاصّتها، وفقًا لبعض المصادر. وتُجري شركة أبل مُباحثات مع خُبراء أمنيين حول وسائل تجعل من الصعب، تِقنيًا، إجبارها من قِبل السُلطات على تقديم بيانات مُستخدميها.
هذا ولم تعرض "الجارديان" تفاصيل مُحدّدة حول خِطط فيسبوك وسناب شات، فيما يخُص سياسة التشفير الخاصة بهما، حيث رفضت كافة الشركات التعليق على تلك التقارير.
فيديو قد يعجبك: