قريبًا.. زحمة القاهرة بالتاريخ والأماكن من خلال أوبر
سان فرانسيسكو - خالد البرماوي:
يعرف جيدا رواد المحور المركزي الذي يربط بين مدينة السادس من أكتوبر بالجيزة ووسط القاهرة معاناة الانتظار لساعات طويلة يومياً في رحلة الذهاب والعودة، ولو أننا نستطيع أن نرصد ونحصى عدد الساعات والبنزين الضائعة بشكل سنوي قد نجد أننا أمام اهدار وقت وجهد ومال يكفي لبناء محور جديد كل عام.
ولكن من أين لنا بتلك المعلومات؟
قبل عامين تقريبًا قررت إدارة المرور بالقاهرة غلق نزلة المحور للقادم من طريق الواحات متخذا الدائري، ما قلل بشكل فوري من وقت الانتظار في التقاطع بين المحور والدائري لحوالي 10 دقائق في الرحلة الواحدة. أريتم؟ قرار بسيط مثل ذلك وفر عشرات السنين على ملايين المصريين. ولكن كان هذا قرار تخمينياً، مبنى على خبرة كبيرة بالطبع، لكن في النهاية لم يستند لمعلومات موثقة سابقة.
تعد شركة أوبر التي تعمل في النقل عبر تطبيق على الهواتف الذكية من الشركات القليلة في العالم التي تملك قواعد بيانات ضخمة عن حركة المرور في أكثر من 400 مدينة حول العالم، ما جعل الشركة تفكر في كيف يمكن الاستفادة من تلك البيانات، وهذا ما جعلها تعمل على مشروع تجريبي لتقديم منصة بيانات مفتوحة تغطي أهم المدن التي تعمل بها. (هذا الفيديو يشرح الخدمة).
مصراوي كان هناك
وخلال زيارة "مصراوي" لمقر الشركة بمدينة سان فرانسيسكو الأمريكية، أتيحت الفرصة للتعرف على مشروع أوبر الجديد، الذي مازال في طور التجريب، وأطلق عليه "Uber Movement"، خاصة أن القاهرة من المدن الرئيسية في ذلك المشروع. حالياً يمكن فقط الدخول والتسجيل في الخدمة.
ويقول جوردن جلبرتسون، مدير مشروع "أوبر موفمينت": "نبني منصة بيانات عليها كل حركة المرور في المدن التي نعمل بها، بما فيها من أوقات الزحام وتوقيتاته، ورصد تأثيرات مثل حالة الطقس والمناسبات وكافة الظروف المحيطة والمؤثرة".
تشبه خدمة أوبر الجديد منصة جوجل للبحث عن المعلومات في أطار زماني ومكاني محدد، وهو ما يعنى أن المستخدمين أو المسؤولين والباحثين وجميع المهتمين بتأسيس وإدارة المدن أو الطرق والنقل، يمكنهم أن يبحثوا عن تاريخ حركة المرور في منطقة وسط القاهرة في الفترة الزمنية من كذا لكذا، وفي نطاق شوارع محددة.
بناء كوبري أو إلغائه
ويعتقد جلبرتسون أن هذا المنصة يمكن أن تساعد في عشرات القرارات والأفكار، "باكتشاف معلومات دقيقة عن توقيتات وأماكن الزحام وكثافة الحركة بين أماكن وأخرى، يمكن أن نتخذ القرار السليم ببناء كوبري أو نفق في هذا المنطقة أو تلك، أو حتى إلغاء الفكرة بناء على المؤشرات الدقيقة".
ويضرب مثالا أخر، "إذا رصدنا نموا في حركة المرور على طريق معين، بينما طريق أخر بدأت تقل عليه الحركة، هذا مؤشر هام يمكن أن يفيد المسؤولين الحكومية ومطوري الطرق والعقارات، حتى أنه يمكن أن تلفت النظر لحركة نمو وتوسع المدن".
حسب توقعات مؤسسة PWC للأبحاث، فحركة "النقل التشاركي" التي تقدمها شركات مثل أوبر وكريم وليفت وديدي، ستستحوذ على 25 في المئة من حركة نقل الناس بحلول عام 2030، وهي حاليًا 5 في المئة. ويؤكد اندرو سلزبرج، مدير سياسيات وأبحاث النقل بشركة أوبر أن خدمة "موفيمنت" ستكون متاحة خلال النصف الأول من هذا العام، وهي منصة مفتوحة ومجانية، تعمل وفقا لشروط المشاع الإبداعي.
القاهرة في القائمة
وجمعت أوبر التي تقدر قيمتها الحالية بسبعين مليار دولار، لهذه الخدمة أرشيفها المتاح من البيانات منذ بدء عملها الفعلي في عام 2010، وحاليا متاح على موقع "موفمينت"، ولكن ليس متاح بيانات لحظية "Real time data"، ولم يستبعد سلزبرج تقديم معلومات لحظية عن حركة النقل، وقال : "سيكون عظيما لو تمكنا من ذلك، ولكن في الوقت الحالي سيتم تحديث البيانات كل 6 أشهر".
"نعمل الآن على تقديم الخدمة لعدد محدود من المستخدمين لتجريبها، واخترنا أربع مدن في أمريكا وأستراليا لاختبار ردود الفعل، وتطويرها بناء على ذلك". وأضاف "القاهرة من أكثر المدن نشاطا لدينا، وبالتأكيد ستكون في القائمة الأولية". مؤكدا ترحيب أوبر بالتواصل مع الجهات المعنية والمهتمة بتطوير حركة النقل والطرق في مصر للاستفادة من هذه البيانات.
وعن خصوصية البيانات، يقول مدير مشروع "موفيمنت": "كل بيانات السائقين والركاب غير مسموح بتوزيعها، نحن نعرض فقط البيانات العامة واتجاهات حركة النقل، دون أي تفاصيل عن أي رحلة تمت في أي مكان أو أي توقيت محدد".
ومن جانبها علقت موريل باوزر، عمدة ولاية واشنطن، على موقع "موفيمنت" قائلة: "البيانات الذكية باتت عنصر هام في نجاح منظومة إدارة المدن، ورأينا كيف يمكن أن تساهم في التخفيف من الزحام المروري وتحسين البنية التحتية".
فيديو قد يعجبك: