حلول رقمية لمواجهة فقدان الحقائب أثناء الرحلات الجوية
فرانكفورت- (د ب أ):
تمثل حالات فقدان الحقائب أثناء رحلات الطيران إزعاجا كبيرا للمسافر ولشركة الطيران، ولذلك هناك الكثير من الشركات العالمية تعتمد على موجات الراديو أو الموجات اللاسلكية لضمان عدم اختفاء الحقائب أو فقدانها أو على الأقل العثور عليها بشكل أسرع.
ومع انتشار الهواتف الذكية والحواسيب اللوحية أصبح هناك تطبيق تقريبا لكل جانب من جوانب السفر والسياحة، حتى أنه يتم تعليق علامات ورقية على حقائب السفر تتضمن باركود، وعلى الرغم من أن معظم الحقائب والأمتعة تصل إلى وجهتها المرغوبة، إلا أن هناك بعض الحقائب تتعرض للفقدان أثناء السفر.
وتسبب كل حقيبة مفقودة إزعاجا كبيرة لصاحبها ولشركة الطيران؛ نظرا لأنه في حال تعرض الباركود للتمزق أو الاتساخات فإنه يصعب قراءته بواسطة الماسح الضوئي، وهو ما يترتب عليه أن تظل بعض الحقائب في مكانها أو على الأقل لا تصل إلى الوجهة المراد الوصول إليها.
تقنية RFID
وفي مثل هذه الحالات تظل أهمية الاعتماد على الحلول الرقمية، مثل تقنية تحديد الهوية بواسطة ترددات الراديو Radio Frequency Identification، والمعروفة اختصارا باسم تقنية RFID، وهي تتبع الحقائب عن طريق الموجات اللاسلكية؛ حيث يتم التعرف على الحقيبة عن طريق هوائي. وأوضح ماركوس موللر، مدير محطة الأمتعة بمطار فرانكفورت الدولي، أن هذا الهوائي يمتاز بمعدل قراءة أفضل من الماسحات الضوئية، التي يتم استخدامها حاليا.
وتعتمد مدى فائدة هذه التقنية على الوجهة القادمة منها الحقائب، وعلى نوعية التقنية التي يعتمد عليها المطار أثناء عمليات النقل والشحن والتفريغ. وأضاف ماركوس موللر قائلا: "تعتبر تقنية RFID من الحلول الرقمية المثيرة للاهتمام وتوفر إمكانيات كبيرة، ولكن ينبغي أيضا أن تعمل بها جميع المطارات وشركات الطيران في جميع أنحاء العالم".
وتجدر الإشارة إلى أن تقنية تحديد الهوية بواسطة الموجات اللاسلكية ليست من التقنيات الجديدة؛ حيث أوضح مارك باخمان، مدير قطاع الطيران والدفاع في الهيئة الألمانية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات Bitkom، قائلا: "يتم استعمال تقنية RFID في مجالات متنوعة في عالم الطيران، مثل الصيانة وتمييز الأجزاء في قمرة القيادة".
ولكن في المقابل يتم استعمال تقنية RFID بنهج آخر في مجال تتبع الحقائب، ويتم تجريب استخدام هذه التقنية في مطار فرانكفورت الدولي، أكبر مطارات ألمانيا، منذ 20 عام تقريبا، ولكن لم يتم تطبيق تقنية التعرف على الحقائب عن طرق الموجات اللاسلكية حتى الآن.
ولكن هناك بعض المطارات الأخرى، التي تعتمد على تقنية RFID باستمرار، مثل مطار ماكاران في لاس فيجاس بالولايات المتحدة الأمريكية ومطار هونج كونج الدولي، علاوة على أن شركة الطيران "دلتا آيرلاينز" الأمريكية تعتمد منذ العام الماضي على علامات للحقائب بها رقاقة RFID، لكي تتمكن من تتبع الحقائب بصورة أفضل.
ومع ذلك تحتاج تقنية RFID إلى بنية تحتية لكي يتم استعمالها على نطاق واسع؛ حيث ينبغي أن تشتمل المطارات على سيور نقل الحقائب والأمتعة وهوائيات يمكنها التعرف على الموجات، وبالإضافة إلى ضرورة توافر طابعات لعلامات RFID، وقد قامت شركة "دلتا آيرلاينز" بتركيب أكثر من 1500 سير من سيور نقل الحقائب في 84 وجهة من أكبر واجهات السفر في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تستخدم فيها تقنية تتبع الحقائب RFID، وسوف تعمل الشركة الأمريكية تدريجيا على نشر هذه التقنية في المطارات العالمية.
رسائل Push
ويمكن للركاب على متن الخطوط الجوية لشركة "دلتا آيرلاينز" تتبع حقائبهم عن طريق أحد تطبيقات الهواتف الذكية؛ حيث أوضح مارك باخمان ذلك بقوله: "عن طريق رسائل Push يتم إخبار العملاء بمعلومات عن الأماكن، التي تتواجد بها حقائبهم، بدءا من إجراءات تسجيل الوصول وحتى سير نقل الأمتعة في وجهة السفر".
ومع ذلك فإن تتبع الحقائب عن طريق تطبيقات الهواتف الذكية يتم أيضا بدون تقنية RFID؛ حيث أوضحت لارا ماتوشيك، المتحدثة الإعلامية باسم شركة لوفتهانزا الألمانية، قائلة: "توفر شركة لوفتهانزا لعملائها إمكانية تتبع الحقائب في تطبيق للهواتف الذكية منذ عامين".
كما يمكن للمسافر اختبار إمكانية استعمال تقنية الموجات اللاسلكية عند القيام بإجراءات تسجيل الوصول، عن طريق ما يعرف باسم علامة Home Tag، والتي يمكن طباعتها في المنزل بالفعل بعد القيام إجراءات تسجيل الوصول عبر الإنترنت، وبعد ذلك يتم وضع هذه العلامة في حامل ثابت مزود برقاقة RFID.
ويجري العمل حاليا على تطوير حامل أمتعة إلكتروني يشتمل على جميع المعلومات الخاصة بالحقائب والأمتعة ورحلات الطيران. وأضاف ماركوس موللر أن هذا الحامل الإلكتروني، في حال نجاحه واستخدامه، يمكن أن يعطي دفعة قوية لانتشار تقنية RFID في المطارات.
وقامت شركة "ريموفا" "Rimowa" بالتعاون مع شركات الطيران العالمية، مثل لوفتهانزا وتي سيستمز وآيرباص، بتطوير حقيبة مدمج بها شاشة؛ حيث تظهر على هذه الشاشة البيانات المستمدة من البطاقة الرقمية لصعود الطائرة، والتي يتم نقلها عبر تقنية البلوتوث، ولا يشتمل الجيل الأول من هذه "الحقيبة الذكية" على رقاقة RFID؛ نظرا لأن هذه التقنية لا تزال في مراحلها التجريبية.
فيديو قد يعجبك: