باحثون يصممون "روبوت" يتحلّى بأخلاق البشر
كتبت - رغدة عاطف :
إذا كانت الصورة النمطية الشائعة عن الروبوت أنه مجرد آلة مبرمجة على أداء مهام بعينها، ولا تشعر ولا تفرق بين الخير والشر وعديمة الأخلاق والضمير، فإن مجموعة من العلماء يؤكدون أن هذه الصورة ستتغير قريبا.
وقالت صحيفة العرب اللندنية إن الروبوت أصبح يشارك في الحروب ما يعني أنه يجب عليه التمييز بين العسكريين والمدنيين حتى لا يكون الأبرياء ضحية سلاحه.
"هناك رغبة متزايدة من قبل المؤسسات والمجتمع المدني لرؤية الروبوت يتسم بالعدالة والأخلاق"، هكذا تقول دانا بويد، باحثة رئيسية في وحدة الأبحاث التابعة لشركة مايكروسوفت.
وقالت الصحيفة اللندنية إن باحثين بريطانيين تعاونوا مع متخصصين يابانيين على تطوير أول روبوت يعمل كأخصائي اجتماعي، ومن المقرر أن يبرمج الروبوت الجديد الذي سيكون جاهزًا في السنة القادمة على حسن الأخلاق واحترام ثقافة وتقاليد الشعوب الأخرى.
ويقترح خبراء التكنولوجيا تحويل القيم الإنسانية إلى رموز برمجية لتزويد الروبوت بمجموعة من القيم التي تواكب المجتمع الذي سيعمل فيه.
وقال ستيوارت راسل، أستاذ علوم الكومبيوتر في جامعة كاليفورنيا في بيركلي: "ستكون الفلسفة الأخلاقيةُ القطاعَ الأساسي في الصناعة، فمع تولي الروبوت مهام أكثر تعقيدًا أصبح من الضروري أن نترجم أخلاقنا إلى لغة الذكاء الاصطناعي".
خوض الروبوت حوارًا وديًا قصيرًا مع أفراد الأسرة ربما يكون مرغوبا في مجتمع أو طبقة اجتماعية، كما قد لا يناسب مجتمعا آخر أو أسرة أخرى- وفقًا لما قالته الصحيفة اللندنية.
وقال راجا شاتيلا، رئيس اللجنة التنفيذية لمبادرة "آي تربل إي" العالمية المعنية بأخلاقيات الأنظمة المستقلة والذكية، أصدرنا مسودة لدليل أطلق عليه "التصميم المنحاز أخلاقيا"، ليضع قواعد إرشادية عامة تساعد على التوظيف الأمثل لأنظمة الذكاء الاصطناعي في حياتنا.
وأكد شاتيلا أن الدليل ليس "دستورًا رسميًا" للروبوت، لكنه مساعدة قيّمة لمعرفة كيفية مواجهة تحديات ترسيخ القيم في الأنظمة الذكية المستقبلية، إضافة إلى مواجهة آثارها الاقتصادية والإنسانية.
ومع تزايد وظائف ومهمات الروبوت سيتعرض هذا الأخير إلى مواقف معقدة أكثر من تلك التي حددها كاتب الخيال العلمي إسحق عظيموف "قوانين الروبوتات الثلاثة" قبل حوالي 70 عامًا، والتي تلزم الروبوتات بحماية البشر، وإطاعة الأوامر، والإبقاء على أنفسهم ضمن هذا النظام.
يمكن تصنيع روبوت يمتلك أخلاقيات أكثر تطورًا، ولكن هذا لن يحدث قبل أن نجد وسيلة لتحديد القيم الإنسانية كقواعد واضحة، هكذا يوضح الخبراء.
وتابع الخبراء: "في هذه الحالة سيتطلب تزويد الروبوت بالقدرة على التقييم والاستجابة "جوانبَ أخلاقية مهمة لأفعاله"، وهذا هو التحدي الأكبر، ليبقى السؤال القائم هو: ممن يرث الروبوت أخلاقياته؟.
فيديو قد يعجبك: