إعلان

"ستأكل برازك وتشرب بولك".. تعرف على الجانب الآخر لحياة رواد الفضاء

10:35 م الإثنين 12 فبراير 2018

كتب - حاتم صدقي:

المهمة الفضائية القادمة التي سيقوم بها رواد الفضاء إلى كوكب المريخ، قد تستغرق حوالي ستة أشهر، وقد يعتمدون في طعامهم على مواد غذائية مستمدة من فضلاتهم الخاصة، وهو مفهوم جديد من شأنه أن يقلل مساحة وأوزان البضائع المحملة على متن المركبة الفضائية، وتعظيم الاستفادة من المواد الموجودة على متنها بالفعل، ويقوم فريق من الباحثين بجامعة ولاية بنسلفانيا، على تطوير نظام للاستفادة من بعض أنواع الميكروبات في تحويل النفايات أو الفضلات الصلبة للإنسان إلى أطعمة محملة بالبروتين والدهون.

وأطلق الباحثون على نتائج هذه التجارب "جوو الميكروبية"، وهو نوع من المواد الغذائية شبه القابلة للغذاء، ونظرًا لصعوبة تربية وتنمية المحاصيل الغذائية في الفضاء، بالإضافة إلى الوقت الطويل الذي تستغرقه لتكون جاهزة، يكون على رجال الفضاء الاعتماد على عناصر موجودة بالفعل في بيئتهم.

ويمثل "الهضم اللاهوائي" العمود الفقري لهذا النظام، الذي يمكن أن يفتت بعض المواد دون حاجة للأكسجين، وهي عملية شائعة للحد من نفايات الناس على الأرض، وفي إطار الاختبارات المعملية، أنتجت عملية الهضم هذه غاز الميثان، الذي تحول بدوره إلى مادة مفيدة باسم "ميثايل كوكاس كابسولاتس"، ويستخدم الآن في تصنيع كريات لتغذية الحيوان، تتكون من المواد البروتينية بنسبة 52%، والدهون بنسبة 36%.

وطبقًا لتقرير الأكاديمية القومية للعلوم بالولايات المتحدة، تعمل الفضلات البشرية بأفضل طريقة ممكنة عندما يتناول الإنسان غذاء يتكون من 50% مواد كربوهيدراتية، ومواد دهنية بنسبة من 25 إلى 35%، ومواد بروتينية بنسبة تتراوح من 10 إلى 35%، ولذلك ينبغي إجراء مزيد من التجارب على غذاء الـ "جوو"، قبل أن يصبح مصدرًا نموذجيًا للغذاء.

واعتمدت التجارب على مواد صلبة وسوائل بديلة لمخلفات الإنسان الحقيقية، فعندما يتم إدخال تلك الفضلات في التجارب، سيكون هناك نوع من القلق حول الكائنات التي يمكن أن تسبب بعض الأمراض للإنسان، حيث يمكن أن يساعد تغيير درجات الحرارة أو الحموضة على إتمام هذه العملية، وأوضحت نتائج التجارب أن رفع درجة حرارة النظام إلى ما يعادل 70 درجة مئوية، يساعد في التخلص من معظم الميكروبات.

ومن الأمور اليقينية، أنه ستكون هناك - إلى جانب هذا الغذاء - بعض النباتات التي تنمو لتوفر بعض القوام والنكهات الطبيعية للغذاء، ولكن ماذا عن الجوانب النفسية المرتبطة باستهلاك مواد غذائية مصنوعة من مواد غير مُحببة إلى النفس، حيث تضيف ليزا شتاينبيرج الباحث الرئيسي في هذه الدراسة، أن رجال الفضاء سوف يكون عليهم أن يشربوا بولهم بعد معالجته.

وفي النهاية من الممكن القول، إنهم سيعيشون في الفضاء اعتمادًا على أشياء تختلف تمامًا عمّا اعتادوا عليه على كوكب الأرض، فالتخلص من مخلفات الإنسان على الأرض مشكلة كبيرة، أما في الفضاء فهو جزء من الحل.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان