(الغابات والمدن المستدامة).. شعار اليوم الدولي للغابات 2018
القاهرة - (أ ش أ):
تحيي منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) اليوم الدولي للغابات 2018 تحت شعار (الغابات والمدن المستدامة.. لنجعل مدننا أماكن أكثر صحة وخضرة وسعادة للعيش)، وذلك حيث يوافق هذا اليوم 21 مارس من كل عام.
ويعيش عدد أكبر من البشر في المدن أكثر من أي وقت مضي.. وبحلول عام 2050، يتوقع أن يعيش 6 مليارات شخص أو ما يصل إلى 70% من سكان العالم في المناطق الحضرية، وأن تتزايد أعداد أولئك الذين يعيشون في المدن ويعملون فيها بما يتناسب طرديا مع أهمية الغابات والأشجار في المناطق الحضرية والمنافع التي تقدمها، بدءا من تنقية الهواء من الملوثات المضرة مرورا بخفض التلوث السمعي، وانتهاء بتوفير الأغذية والأدوية.. كما يمكن للأشجار والغابات الحضرية أن تجعل مدننا أكثر إخضرارا وأكثر صحة وسعادة للعيش من خلال تبريد الهواء وتصفية الملوثات الضارة وتخفيف آثار تغير المناخ.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت قرارا في ديسمبر 2012 باعتبار يوم 21 مارس من كل عام يوما دوليا للغابات.. ويشجع هذا القرار جميع الدول الأعضاء على تنظيم أنشطة متعلقة بجميع أنواع الغابات والأشجار الموجودة خارج نطاق الغابات.
ومما لا شك فيه أن هناك أهمية كبيرة لرفع الوعي بأهمية الغابات بالنسبة للإنسان، حيث توفر له المأوى والغذاء والإلهام، كما يعتمد 1.6 مليار من الأشخاص على الغابات في معيشتهم ودوائهم ووقودهم وموادهم الغذائية، وذلك حيث تغطي الغابات نحو 31 % من يابسة العالم.
وتعد الإدارة المستدامة لكافة أنواع الغابات إحدى التحديات الكبيرة التي تواجهها البلدان النامية والمتقدمة المتأثرة بالصراعات من أجل الأجيال الحالية والمستقبلية.. وتشير تقارير (الفاو) إلي أن الأشجار تحسن المناخ المحلي من خلال المساعدة على توفير الطاقة المستخدمة للتدفئة بنسبة تتراوح بين 20 و50%، وذلك حيث تختزن الغابات والأشجار الكربون الذي يساعد علي التخفيف من تأثيرات تغير المناخ في المناطق الحضرية وحولها.
وتعد الآشجار في المناطق الحضرية مرشحات ممتازة للهواء بفضل قدرتها على التخلص من الملوثات الضارة في الهواء ومن الجسيمات الدقيقة، كما أنه من شأن زراعة الأشجار بشكل استراتيجي في المناطق الحضرية أن يرطب الجو بما قد يصل إلى 8 درجات مئوية، فيحد بالتالي من الحاجة إلى التكييف بنسبة 30%.
كما تحد الأشجار من التلوث السمعي بما أنها تقي المنازل من الطرقات والمناطق الصناعية المجاورة، وتساعد الغابات أيضا في المناطق الحضرية وحولها على ترشيح المياه وتنظيمها، مما يساهم في تأمين مياه عذبة عالية الجودة لمئات ملايين الأشخاص، فضلا عن حماية متجمعات المياه والوقاية من الفيضانات من خلال تخزين المياه في أغصانها وفي التربة.
ويوفر الوقود الخشبي المستمد من الآشجار في المناطق الحضرية والغابات المزروعة على مشارف المدن، مصدرا متجددا للطاقة المستخدمة للطهي والتدفئة، مما يحد من الضغوطات على الغابات الطبيعية ومن اعتمادنا على الوقود الأحفوري.
وفي ذات الإطار، تولد الغابات داخل المدن وفي المناطق المحيطة حركة سياحية، كما تخلق عشرات الآلاف من الوظائف وتشجع علي خطط تجميل المدن من خلال بناء اقتصادات خضراء دينامية ومفعمة بالطاقة ومزدهرة.. وأكدت ماريا هيلينا سيميدو نائب المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) أن تغيير طريقة إدارة الأراضي وإنتاج الأغذية والغابات هو السبيل لضمان الأمن الغذائي في ظل تزايد عدد سكان العالم والحاجة إلى إطعام 9 مليارات نسمة بحلول عام 2050.
ويتسبب النمو السكاني السريع في تسريع الطلب العالمي على المنتجات والخدمات التي توفرها الغابات، بما في ذلك الأخشاب والألياف والوقود والأغذية والعلف والأدوية.. ومن المتوقع أن يتضاعف الطلب على الأخشاب وحدها إلى 10 مليارات متر مكعب بحلول عام 2050. كما يسرع النمو السكاني من الطلب على الإنتاج الزراعي، مما يؤدي إلي زيادة عمليات تحويل الغابات إلي أراض صالحة للزراعة لتلبية هذا الطلب ولاسيما في البلدان المدارية والبلدان منخفضة الدخل.
ورغم أن المعدلات العالمية لإزالة الغابات انخفضت بمقدار النصف خلال العقدين الماضيين، وذلك بمقدار 7.3 مليون هكتار في عام 2000 إلى 3.3 مليون هكتار في 2015، إلا أن معدلات ازالة الغابات وتدهورها لاتزال مقلقة.. وأكدت (الفاو) ضرورة معالجة أسباب إزالة وتدهور الغابات وتوفير بدائل مستدامة للمجتمعات المحلية للحصول على الوقود والألياف والمياه العذبة والطعام.
وأضافت ماريا هيلينا سيميدو "أننا أمام تحد كبير، إذ سيتوجب على القطاع الزراعي بحلول عام 2050 زيادة إنتاج الغذاء والعلف والوقود بنسبة 50%، وذلك مقارنة بما كان عليه الحال في عام 2012، لتلبية طلب العدد المتزايد للسكان القاطنين في المدن والذين يواجهون مشكلة تغير المناخ".
وأوضحت أنه خلال الـ25 سنة الماضية، تمكن أكثر من 20 بلدا من تحسين الأمن الغذائي بجانب المحافظة علي غطاء الغابات بل وزيادته.. لافتة إلي أن هذا الأمر يدل علي أن لدينا المعرفة والأدوات لوقف إزالة الغابات على الصعيد العالمي، مبينة أن استخدام المزيج الصحيح من السياسات المتعلقة بالتحريج (إعادة تشجير الغابات) والاستخدام المتكامل للأراضي يمكن أن يؤدي إلى تحقيق نجاح حقيقي، إلا أنه يتطلب في نفس الوقت اتخاذ إجراءات طموحة ومتضافرة في جميع القطاعات الزراعية وخارجها مدعومة بإرادة سياسية ومجتمعية.
ومن جانبه، قال مانويل سوبرال فيلهو مدير منتدى الأمم المتحدة للغابات "إنه علي مدي السنوات الـ25 الماضية تباطأ معدل إزالة الغابات في العالم بنسبة أكثر من 50%.. مشيرا إلي أنه إذا ما استمر الاتجاه الحالي المتمثل في تباطؤ إزالة الغابات إلي جانب جهود إعادة التحريج وزارعة الأشجار، فإن المستقبل الذي نصبو إلي أن نصل فيه إلى مرحلة وقف إزالة الغابات بشكل كامل على الصعيد العالمي يمكن أن يصبح واقعا عوضا عن كونه مجرد طموح".
وفي هذا المجال، قامت (الفاو) عن طريق شراكة عالمية تضم 14 منظمة وأمانة دولية، بالعمل علي مساعدة البلدان علي معالجة مشكلات اختفاء الغابات باعتماد خطة التنمية المستدامة لعام 2030، وخطة الأمم المتحدة الاستراتيجية للغابات 2017 - 2030.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: