من يحاسب فيسبوك على دوره في مذبحة نيوزيلندا؟
القاهرة – مصراوي:
دخل موقع فيسبوك، مجددا، دائرة الاتهام بعد الهجوم الإرهابي الدموي الذي نفذه إرهابي يميني وبثه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ يواجه عملاق التواصل الاجتماعي تهمة الترويج للإرهاب والتطرف.
وعلى الرغم من أن شركة فيسبوك إعلنت مساء أمس حذف 1.5 مليون فيديو للهجوم على مسجدي نيوزيلندا، فإن الانتقادات لم تتوقف مع تصاعد المطالب بوقفة حازمة.
وقالت فيسبوك في بيان أنها تحذف كل النسخ المحررة من الفيديو، والتي لا تتضمن محتوى مصورا احتراما للأشخاص الذين تأثروا بالهجوم، الذي أسفر عن 50 شهيدا من المصلين في المسجدين.
وكان الإرهابي الذي هاجم المسجدين يوم الجمعة بث الهجمات مباشرة على فيسبوك لمدة 17 دقيقة، واستمر تداول نسخ من الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي لساعات بعد ذلك.
ودعت رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن، إلى مناقشة أزمة البث الحي مع فيسبوك.
وقال موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: "نبهتنا الشرطة النيوزلندية إلى فيديو على فيسبوك بعد بداية بث حي بقليل، وبالفعل حذفنا حساب منفذ الهجوم والفيديو."
وأضاف بيان الشركة: كما نتعهد بحذف جميع أشكال الدعم والإشادة بمنفذ أو منفذي الهجوم بمجرد علمنا بوجودها. وسوف نستمر في التعاون مع الشرطة النيوزلندية بشكل مباشر في كل الإجراءات والتحقيقات الخاصة بالحادث."
ووفقا لموقع دويتشه فيله، قال موقع يوتيوب للتواصل الاجتماعي عبر الفيديو في تغريدة على حساب الموقع الرسمي على تويتر: "نعبر عن بالغ أسفنا، ونعمل بكل يقظة من أجل حذف الفيديو العنيف."
واتسمت منهجية شركات التواصل الاجتماعي في مكافحة متشددي اليمين المتطرف بالتخبط.
وبدأ تويتر في حذف حسابات أنصار اليمين المتطرف في ديسمبر 2017. وحذفت الشركة حساب ريتشارد سبنسر، وهو أمريكي يتبنى فكرا قوميا وكان سببا وراء انتشار مصطلح "البديل الأبيض"، لكنها أعادت تفعيل الحساب مرة ثانية.
واعترفت شركة فيسبوك، التي حذفت حساب سبنسر في إبريل 2018، بأنها تواجه صعوبة في التمييز بين خطاب الكراهية والخطاب السياسي المشروع.
وواجه موقع يوتيوب هذا الشهر اتهامات بأنه يفتقر إلى الكفاءة أو المسؤولية في التعامل مع فيديو يروج لجماعة "ناشيونال أكشن" المحظورة التي تنتمي إلى النازيين الجدد.
وقالت يافيت كوبر، عضوة البرلمان البريطاني، إن موقع التواصل الاجتماعي عبر الفيديو وعد أكثر من مرة بحذف هذا الفيديو، لكنه يعاود الظهور على الموقع من جديد.
يعتقد سياران جيليسبي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة ساري البريطانية، أن المشكلة تتجاوز مجرد نشر فيديو صادم كهذا واعادة تداوله.
وأضاف: أن "المسألة ليست مجرد بث المذبحة مباشرة. فمنصات التواصل الاجتماعي تسابقت من أجل حذفه، لكن لم يكن بيدها الكثير لتقوم به من أجل الحيلولة دون نشره نظرا لطبيعة هذه المنصات، لكن السؤال الأهم هو عما نُشر من محتوى مشابه على هذه المواقع من قبل."
ويستخدم باحث العلوم السياسية، جيليسبي موقع يوتيوب كثيرا، ويؤكد أنه يتلقى بشكل مستمر توصيات على الموقع بمشاهدة محتوى يميني متطرف.
وقال: "هذا المحتوى منتشر على يوتيوب بشكل هائل لكن لا توجد وسيلة لتقدير حجمه. ونجح يوتيوب في التعامل بطريقة صحيحة مع المتشددين الإسلاميين لأن خطابهم كان ببساطة غير مشروع بشكل واضح. لكن نفس الضغط لم يُمارس من أجل حذف محتوى اليمين المتطرف رغم أنه يشكل خطرا مماثلا."
وتوقع أن تظهر مطالبات كثيرة ليوتيوب بالتوقف عن الترويج للعنصرية ومحتوى وقنوات اليمين المتطرف.
واتفق بهاراث جانيش، الباحث في معهد أوكسفورد للإنترنت، مع ما طرحه سياران جيليسبي.
وقال جانيش: "حذف الفيديو هو الإجراء الصحيح، لكن مواقع التواصل الاجتماعي سمحت لمنظمات اليمين المتطرف بنشر مناقشاتها في غياب منهجية لدى تلك المواقع في التعامل مع الكراهية التي تحملها تلك النقاشات."
وأضاف: "كان هناك ميل ولا يزال إلى الخطأ في تفسير حرية التعبير مع أنه من الواضح أن بعض الناس ينشرون أيديولوجيات سامة وعنيفة."
وشدد على أن "شركات التواصل الاجتماعي تحتاج إلى التعامل مع هذه الأيدولوجيات بقدر أكبر من الجدية."
فيديو قد يعجبك: