إعلان

"نادٍ رقمي سري".. ماذا نعرف عن تطبيق "كلوب هاوس" الذي حجبته الصين؟

01:50 م الثلاثاء 09 فبراير 2021

تطبيق كلوب هاوس

كتبت- رنا أسامة:

فيما تواصل السلطات الصينية حجب ملاذات الواقع الافتراضي عن مواطنيها، حجبت بكين شبكة التواصل الاجتماعي الشهيرة "كلوب هاوس" بعد مناقشات انتقادية حول قضايا سياسية تعدها القيادة السياسية "شائكة" على تطبيق الدردشة الصوتية.

ولم يتمكن المستخدمون في الصين من الوصول إلى المنصة بحسب منظمة "جريت فاير" المعنيّة بتعقّب حجب تطبيقات ومواقع الإنترنت الصينية.

وتستخدم الصين نظام مراقبة واسع النطاق ومتطور لقطع شبكة الإنترنت عن المعارضين ومنع المواطنين من الوصول إلى مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر وانستجرام. فيما تخضع منصات صينية مثل "ويبو"- المُعادل لتويتر- و"ويتشات" لرقابة شديدة.

في التقرير التالي يُلقي "مصراوي" الضوء على أحدث تطبيقات التواصل الاجتماعي التي يطالها مقص الحظر في الصين:

ما هو "كلوب هاوس"؟

تطبيق للشبكات الاجتماعية يعتمد على الدردشة الصوتية فقط؛ إذ يُتيح للمستخدمين الاستماع إلى المحادثات والمقابلات والمناقشات بين الأشخاص المشاهير حول مواضيع شتّى، ويشبه تمامًا الاستماع إلى "بودكاست" ولكن مع طبقة إضافية من التفرد، بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية.

ونظرًا لأن التطبيق الصوتي الأمريكي لا يُمكن الانضمام إليه إلا بدعوة، ولا يمكنك تنزيله من متجر التطبيقات وإنشاء حساب كما هو الحال مع منصات التواصل الأخرى، فهو أشبه بـ"نادٍ خاص"، إذ يجب أن تتم دعوتك للانضمام من قِبل عضو داخل التطبيق.

ولا يُتوافر حاليا سوى على أجهزة "أبل" التي لا يستطيع تحمل كلفتها إلا المستهلكين الأكثر ثراء.

يسمح التطبيق لأعضائه بالاستماع والمشاركة في محادثات مباشرة غير خاضعة للمراقبة تجري في "غرف رقمية".

1

وما أن تصبح عضوًا في هذا "النادي السري الرقمي"، يُمكنك تحديد الموضوعات التي تهمك، مثل التكنولوجيا أو الكتب أو الأعمال أو الصحة. كلما زادت المعلومات التي تقدمها للتطبيق حول اهتماماتك، زاد عدد غرف المحادثة والأفراد الذين يوصيك التطبيق بمتابعتهم أو الانضمام إليهم، بحسب "الجارديان".

وغرف المحادثة تشبه المكالمة الجماعية تمامًا، ولكن مع وجود بعض الأشخاص الذين يتحدثون وآخرون يستمعون إلى هذا الحديث. وكما المكالمة الهاتفية، فبمجرد انتهاء المحادثة، تُغلق الغرفة.

وعلى النقيض من تويتر- حيث تظل مقاطع الفيديو التي تُبثّ مباشرة على المِنصة موجودة ليتمكن المشتركون من العودة إليها ومشاهدتها لاحقًا- تختفي الدردشات الصوتية الحية في غرف المحادثة على "كلوب هاوس".

ومع ذلك، يُمكن لمُستخدمي التطبيق الصوتي الأمريكي تسجيل المحادثة المباشرة. (فعلى سبيل المثال، يُمكن لأحد مُستخدمي يوتيوب رفع بث مباشر لغرفة محادثة أطلقها الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا"، إيلون ماسك).

كيف يُمكن الانضمام إليه؟

ثمّة طريقتان للانضمام إلى مِنصة "كلوب هاوس":

الطريقة الأولى تتمثل في تلقي دعوة شخصية، ومع ذلك، لا يمكن لمُستخدمي "كلوب هاوس" إرسال دعوة إلى أي شخص يريد الانضمام فقط؛ إذ يتوفر للمستخدمين الحاليين دعوتان فقط في البداية. وبمرور الوقت والانضمام لأكثر من غرفة يتم كسب المزيد من الدعوات لاستضافة المزيد. وإذا تمت دعوتك، سيُرسل رابط نصي على رقم هاتفك، يوجهك إلى صفحة الاشتراك في التطبيق.

2

وفي منشور مدونة حديث، قال القائمون على التطبيق إنهم يهدفون في عام 2021 إلى إكمال المرحلة التجريبية لـ"كلوب هاوس" ليتمكنوا في النهاية من وصوله إلى العالم بأسره.

أما الطريقة الثانية، فهي زيارة الموقع الإلكتروني للتطبيق لتحميله من متجر أبل، لتُسجل اسم المستخدم الخاص بك، وبناءً على عدد أصدقائك الذين يستخدمون التطبيق بالفعل، قد يتلقون إشعارًا يُعلْمهم أنك قمت بتنزيل التطبيق، وعندئذ يحصلون على خيار لتوجيهك حتى إذا لم تكن لديهم دعوة رسمية لإرسالها.

ما علاقة إيلون ماسك بهذا التطبيق؟

كان "كلوب هاوس" موجودًا منذ مارس 2020، عندما أطلقه رائدا الأعمال في وادي السليكون، بول ديفيدسون، وروهان سيث. وفي مايو 2020، كان لديه 1500 مستخدم فقط، وبلغت قيمته 100 مليون دولار.

بيد أنه راج هذا الأسبوع بعد أن شارك الملياردير إيلون ماسك في محادثة مُفاجئة على التطبيق مع الرئيس التنفيذي لشركة "روبينهود"، فلاديمير تينيف. وتجاوزت تلك المحادثة الحد الأقصى لغرف المحادثات على التطبيق، وتم بثّها مباشرة على يوتيوب.

3

واعتبارًا من مطلع فبراير الجاري، حظي "كلوب هاوس" يمليون مُستخدم. وأعلن التطبيق عن ميزات جديدة متوقعة، بما في ذلك التذاكر أو الاشتركات، للدفع إلى صانعي المِنصة مباشرة.

وبعد حصولها على تمويل إضافي منذ إطلاقها، تُقدّر قية "كلوب هاوس" الآن بمليار دولار أمريكي. وتُعد شركة أحادية القرن ناشئة مثل "إير بي إن بي" و"أوبر" و"سبيس إكس".

ما سر شعبيته في الصين؟

تمتد قيمة التطبيق إلى ما هو أبعد من تأملات وأهداف إيلون ماسك الرامية إلى التفرّد والنجاح. إذ تقدم مواقع التجارة الإلكترونية في الصين لمُستخدمي "كلوب هاوس" فرصة لشراء الدعوات.

وذلك بخلاف مِنصات مثل " شيانيو Xianyu " و"تاو باو Taobao"، تُباع الدعوة مقابل مبلغ يتراوح بين 150 – 400 يوان، أي ما يعادل 23 إلى 61 دولارًا.

ومع انتشار الرقابة والسيطرة الحكومية في الصين، فإن "كلوب هاوس" غير الخاضع للرقابة بدا ملاذًا للصينيين لخرق "جدار الحماية العظيم، ومناقشة القضايا المحظورة بحرية بما فيها الاحتجاز الجماعي للأويغور، والاحتجاجات المطالبة بالديموقراطية في هونج كونج كونج.

4

ووفق وكالة "كوارتز" الإخبارية العالمية، فإن "المستخدمين الصينيين، ومعظمهم من المستثمرين والمهنيين في مجال التكنولوجيا، كانوا يستخدمون المِنصة للحديث عن الموضوعات التي كانت ستخضع للرقابة مثل الديمقراطية".

وقبل حجبه، كان يُمكن لمستخدمي البر الرئيسي الصيني الوصول إلى التطبيق من خلال تعديل موقع متجر التطبيقات الخاص بهم.

واعتبارًا من يوم 7 فبراير الجاري، بدأ بيع دعوات إلى الصينيين للانضمام إلى المنصة مقابل ما يتراوح من 50 إلى 400 يوان صيني (7.73 دولار إلى 69.59 دولار) على مواقع التجارة الإلكترونية الصينية الشهيرة.

ومؤخرًا، شغل مستخدمو الإنترنت الصينيون تلك الغرف التي تجري فيها مناقشات حول مواضيع تخضع لرقابة شديدة، مثل سجن بكين لأقلية الإيغور المسلمة في أقصى غرب شينجيانج.

وكتبت إيزابيل نيو، وهي صحفية كانت تستمع إلى إحدى تلك المحادثات، على تويتر يوم الأحد "قالت شابة من الصين القارية للتو في كلوب هاوس: هذه المرة الأولى التي أتصل فيها بالإنترنت الفعلي"، بحسب فرانس برس.

5

وغرّد كيزر كيو، مقدم برنامج "سينيكا بودكاست" الذي يركز على شؤون الصين، مباشرة يوم الأحد بعض المحادثات التي كان يسمعها في غرفة كان يناقش فيها وضع الأويغور.

وأشار خصوصا إلى طريقة تفاعل أفراد من إتنية هان الصينية، وهي المجموعة العرقية المهيمنة في الصين، وأشخاص من مجتمع الأويغور المضطهد، في هذا الفضاء الإلكتروني.

واستمع مراسل من "فرانس برس" إلى متحدث عرّف عن نفسه بأنه صيني من البر الرئيسي، عبّر عن معارضته لمصطلح "معسكرات اعتقال"، رغم اعترافه بوجود مرافق.

وفي حالة أخرى، قال أحد المشاركين إنه يصدق الدراسات والأبحاث الغربية حول معسكرات اعتقال الأويغور، لكنه يشعر بأن الأعداد الواردة فيها قد يكون مبالغا بها.

6

وذهل عدد كبير من المستمعين أمام صراحة المناقشات عبر الإنترنت.

وكتبت الصحفية المقيمة في برلين ميليسا تشان عبر تويتر "أنا في غرفة محادثات في كلوب هاوس يديرها تايوانيون حيث يتكلّم أربعة آلاف من المتحدثين بلغة المندرين، بما في ذلك الأويغور وهان في الصين وخارجها... عن كل شيء".

وأضافت "من المراقبة مرورا بالأصدقاء الذين غادروا المعسكرات إلى الأمور العادية".

وأمس الاثنين، استمعت "فرانس برس" إلى محادثات لمغتربين صينيين وكذلك أشخاص في بكين فيما كانوا يتناقشون حول ما إذا كان سيتم حظر التطبيق قريبا في الصين.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان