بعد إطلاقه باللغة العربية.. كيف نستفيد من دليل جوجل للذكاء الاصطناعي؟
كتب- أحمد شعبان:
دليل خاص أطلقته شركة "جوجل" بالتعاون مع "معهد أكسفورد للإنترنت"، عن "أساسيات الذكاء الاصطناعي"، باللغة العربية، يضم سلسلة من الشروحات المبسّطة والقصيرة، بهدف تيسير فهم مداخل الذكاء الاصطناعي وآلية عمله ودوره في تغيير العالم من حولنا.
الدليل الجديد يتضمن نحو 26 موضوعاً عن الذكاء الاصطناعي، تبدأ بأساسياته وآليات عمله، وحتى آثاره على المجتمعات واستخدام تقنياته.
مصطلح الذكاء الاصطناعي يشير إلى الأنظمة أو الأجهزة التي تحاكي القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها، وفي مقدمتها القدرة على التعلم والاستنتاج ورد الفعل. وبات لافتاً دخول الذكاء الاصطناعي في عدد كبير من المجالات الصناعية والبحثية، مثل الطب والتعليم والسيارات وغيرها.
خطوة جوجل، جاءت في الوقت الذي أثبت فيه الذكاء الاصطناعي نجاحه في مجالات عدة اقتحمها، وفق ما يقول لمصراوي الدكتور فادي رمزي، خبير الإعلام الرقمي والمحاضر بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، ويضيف: "الدليل موجود منذ فترة طويلة، لكن ما حدث هو إطلاق النسخة العربية، في وقت تشهد فيه عدة دول عربية منها مصر، خطوات متسارعة نحو الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي، وهو ما سعت إليه جوجل للاستفادة من الاستهلاك المتنامي لهذه التقنيات عربياً"
أحمد صبري رئيس شعبة الإعلام الرقمي في غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات في مصر، تحدث لمصراوي عن أسباب إطلاق جوجل للدليل، قائلاً إن هناك سباقاً عالمياً وتنافساً كبيراً بين شركات التقنية على استخدام الذكاء الاصطناعي، تسعى كل منها إلى حجز مكان لها عبر إنتاج لغتها وأدواتها الخاصة لهذه التقنيات "جوجل تسعى لأن تكون جزءاً من المنظومة العالمية المتوجهة للذكاء الاصطناعي، خاصة أنها مالكة لخدمات كثيرة، منها نظام تشغيل الأندرويد، الذي يستخدمه أكثر من 70% من المستخدمين عالمياً، بالتالي ما تنتجه جوجل فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي سيكون له الصدارة بالنسبة لهذا العدد الضخم لأنها صاحبة نظام التشغيل".
فيما يشير "رمزي" إلى استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في مواجهة أزمة كورونا. في مصر، أطلقت وزارة الصحة تطبيق "صحة مصر" الذي يمكن لمستخدميه الإبلاغ عن حالتهم أو عن حالة شخص آخر مع تسجيل بعض المعلومات والأعراض التي يطلبها التطبيق، لتحديد مدى احتمال الإصابة بناء على الإجابات التي سيتم تسجيلها وسيتم توجيهه للإجراء المناسب لحالته أو لحالة الشخص المبلغ عنه، كذلك يرسل التطبيق رسائل تنبيه في حال الاقتراب من أو التواجد في أحد المواقع التي تحتوي على إصابات وذلك لأخذ الاحتياطات الوقائية وتجنب الإصابة.
التطبيق الجديد، أطلقته الوزارة ومعه خدمة "الواتساب"، بهدف تخفيف الضغط على الخط الساخن 105، فيما يتعلق باستفسارات المواطنين بشأن وباء كورونا، حيث "يتلقى الخط الساخن يومياً ما يفوق الـ40 ألف مكالمة من جانب المواطنين، مما دفع الوزارة لزيادة عدد العاملين على هذا الخط أكثر من مرة حتى وصل العدد إلى 290 موظفا، لمتابعة كل الاتصالات"، بحسب المهندس أيسم صلاح، مستشار وزير الصحة لتكنولوجيا المعلومات.
اعتمد تطبيق "صحة مصر" على تقنيات الذكاء الاصطناعي، من خلال قاعدة البيانات الصحية لأكثر من 65 مليون مصري، تم الحصول على بياناتهم الصحية أثناء حملة "100 مليون صحة"، ما يتيح معرفة الوضع الصحي لمن يدخل على قاعدة البيانات بالرقم القومي ورقم التليفون، سواء كان يعاني من أمراض مزمنة مثل السكر أو الضغط، وأيضاً اُسلوب التعامل في حالة شكوكه بأنه مصاب بكورونا؛ والحال كذلك بالنسبة لـ"خدمة الواتساب"، التي استخدمت هذه التقنيات في الرد على أسئلة واستفسارات المواطنين، بناء على قاعدة البيانات الكبيرة التي تم وضعها في خلفية البيانات الخاصة بهذا التطبيق.
يذكر فادي رمزي أن الجمهور العام ربما ليس لديه استيعاباً كبيراً لمنظومة عمل الذكاء الاصطناعي، بالرغم من وجود أقسام وكليات في جامعات مصرية تتعلق بدراسة تخصص الذكاء الاصطناعي لمواكبة التحولات التكنولوجية الحديثة، بالإضافة إلى المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي الذي أنشأته الحكومة في نوفمبر 2019 باعتباره شراكة بين المؤسسات الحكومية والأكاديميين والممارسين البارزين من الشركات الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، ويهدف إلى وضع استراتيجية مصر للذكاء الاصطناعي وتطوير التطبيقات المختلفة ذات الصلة بالذكاء الاصطناعي.
يقول "رمزي": "يمكن الاستفادة من تجربة جوجل في تكملة هذه المنظومة، لأن دليلها المبسط بمثابة أداة تعليمية تساعد وتكمل الوعي بهذا المجال حتى لا يكون مقتصراً على الدوائر الحكومية أو الأكاديمية فقط، بل يتيح للجميع فهم أبعاده وكيفية الاستفادة منه".
كانت شركة "جوجل" قد قالت في بيانها الخاص بإطلاق النسخة العربية من الدليل، إن عمليات البحث المتعلقة بموضوع الذكاء الاصطناعي، سجلت ارتفاعاً متواصلاً في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال الأشهر القليلة الماضية، لافتةً إلى أن أحد الأسباب التي ساهمت في هذا الارتفاع، هو تزايد عدد الوظائف التي تتطلب مستوى معيناً من المعرفة التقنية.
ويضيف "صبري" أن تقريراً عن مستقبل الوظائف في العالم، أصدره المنتدى الاقتصادي العالمي، توقع أن تكون الوظائف المتعلقة بالذكاء الاصطناعي في صدارة كافة الوظائف التكنولوجية بحلول عام 2025، وأشار التقرير إلى أنه "بحلول عام 2025، سيفقد العالم 85 مليون وظيفة بسبب الأتمتة واستيلاء الآلات على العديد من الوظائف التي يقوم بها البشر حالياً، فيما سيقسم أصحاب العمل الوظائف بين الإنسان والآلات بالتساوي. وسيزداد الطلب على الوظائف التي تعزز المهارات البشرية، فيما ستركز الآلات بشكل أساسي على معالجة المعلومات والبيانات والقيام بالمهام الإدارية والوظائف اليدوية البسيطة للموظفين والعاملين.
وتوقع التقرير أن تظهر 97 مليون وظيفة جديدة في مجالات اقتصاد الرعاية، وتكنولوجيا الثورة الصناعية الرابعة مثل الذكاء الصناعي، وإنشاء المحتوى، علماً بأنه ستكون هناك زيادة في الطلب على العاملين في مجال الاقتصاد الأخضر، وفي مجال اقتصاد البيانات والذكاء الصناعي، فضلاً عن الأدوار الجديدة في الهندسة والحوسبة السحابية وتطوير المنتجات، بحسب التقرير.
فيديو قد يعجبك: