الحرب بين أمريكا وروسيا والصين تنتقل إلى القمر: معركة استعمار الفضاء
أثار مشروع عودة أمريكا إلى القمر في المهمة المساة أرتميس 1، جدلا عالميا حول الحق في استعمار القمر.
كانت وكالة ناسا أطلقت في الساعات الأولى من صباح الأربعاء صاروخها العملاق في اتجاه القمر، تمهيدا لإعادة رواد الفضاء إلى القمر مجدداً بعد نصف قرن من آخر رحلة بشرية إليه.
يهدف البرنامج التابع لوكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية إلى بناء معسكر على سطح القمر خلال السنوات الست المقبلة، وبناء المزيد من مراكز البحث خلال العقد المقبل.
وما أثار الجدل حول الحق في استعمار القمر، أن إدارة الفضاء الوطنية الصينية ووكالة الفضاء الفيدرالية الروسية روسكوزموس، أعلنتا عن خطط لبناء قواعد قمرية خاصة بهما في الفترة نفسها.
يقول ألكسندر سوتشيك، رئيس القانون الدولي العام في وكالة الفضاء الأوروبية، إنه لا يمكن لأي جهة أن تفعل ذلك، ويضيف قائلاً: "يمكن لأي دولة أن ترفع علماً على القمر، ولكن الأمر ليس له أي معنى أو نتيجة قانونية. فوفقاً لمعاهدة الفضاء الخارجي لا يمكن لدولة أن تدعي السيادة على القمر أو أن تجعله أرضاً خاصة بها".
وفقا لدويتشه فيله، أوضح سوتشيك أن هذا القانون يمتد ليشمل الشركات الخاصة مثل شركة سبيس اكس SpaceX التي أنشأها ايلون ماسك، وقال: "نحن نتحدث هنا عن القانون الدولي .. الدول ملزمة بتطبيق القانون على مواطنيها والشركات الخاصة في أراضيها".
لكن ماذا يحدث إذا استخرج الناس بعض المواد والعناصر من القمر؟ هل يمكنهم امتلاكها وبيعها؟ يقول سوتشيك: "قد تقول دولة ما إنها ليست لديها مصلحة في اعتبار القمر أرضاً وطنية تابعة لها، لكنها مهتمة بامتلاك المواد المستخرجة من القمر أو المريخ وبيعها مرة أخرى على الأرض".
يأتي الجدل من تفسيرات قانونية مختلفة للمادة 2 من معاهدة الفضاء الخارجي لعام 1967، والتي تنص على أن "الفضاء الخارجي، بما في ذلك القمر والأجرام السماوية الأخرى، لا يخضع للتملك الوطني بدعوى السيادة، عن طريق الاستخدام أو الاحتلال، أو بأي وسيلة أخرى".
وإذا كان من الممكن بالفعل امتلاك أجزاء من القمر للاستفادة منها، فهل يصبح تقاسم الأرباح أمراً لازماً؟ في الوقت الحالي لا توجد معاهدة تتناول مثل هذه القضايا. لكن وفقًا لكاي أوفي شروجل، رئيس المعهد الدولي لقانون الفضاء، تنص معاهدة الفضاء الخارجي بوضوح على أنه لا يمكن لأي شخص امتلاك مواد مأخوذة من القمر أيضًا.
يقول شروجل: "لا توجد ثغرات. هناك فقط تفسيرات خاطئة متعمدة لمعاهدة الفضاء الخارجي. الدول المسؤولة عن الجهات الفاعلة الخاصة عليها فقط أن تقول: لا.. لا يمكنك امتلاك هذه الموارد. وإذا فعل طرف ما ذلك، فإنه يكون قد انتهك القانون الدولي".
وعلى الرغم من أن المعاهدات ساعدت في الوصول إلى تعاون دولي، إلا أن بعض الخلافات حول استكشاف الفضاء تبدو حتمية. في وقت مبكر من هذا العام، قال رئيس ناسا، بيل نيلسون في مقابلة إن الصين يمكن أن تهبط يوماً ما على القمر وتعلن أنه أرضها الخاصة. لكن الصين رفضت بشدة هذه المزاعم، وأكدت من جديد التزامها بالسلام ونزع السلاح في الفضاء.
قال شروجل: "ستفقد جميع الاتفاقيات قيمتها عندما تسود الفوضى العارمة في الفضاء وعلى الكواكب والأقمار التابعة لها"، مضيفاً أن "فكرة الفوضى في الفضاء، كانت بالضبط ما أدى إلى الوصول لمعاهدة الفضاء الخارجي، عندما لم تكن القوى الفضائية المختلفة متأكدة من كيفية تطور إمكانيات كل منها.. واليوم يجب علينا ألا نرتكب خطأ بتغيير هذا المسار".
فيديو قد يعجبك: