بالصور.. قنبلة طبيعية حجمها 42 مليون فدان تهدد مستقبل العالم

كشفت دراسة علمية، أن مناطق الخث في جمهورية الكونغو الديمقراطية، هي عبارة عن قنبلة كربونية ضخمة موقوتة، قد تؤدي إلى أزمة بيئية عالمية لأن الخث لا يخزن الكربون، بل يطلقه إلى الغلاف الجوي.

وتنتشر الأراضي الخثية في أكثر من ١٨٠ بلداً، وهي نظم إيكولوجية حيوية عظيمة القوة. ومع أنّها تغطي ٣% فقط من مساحة اليابسة، إلا أنها تختزن نحو ٣٠% من كربون التربة في العالم. كما توفر تلك الأراضي خدمات حيوية ومنها التحكم في إمدادات المياه ومنع الفيضانات وموجات الجفاف، وتمنح كثيراً من الناس الغذاء والوقود. وتستضيف هذه الأراضي نباتات وحيوانات نادرة لا تقوى على العيش إلا في تلك البيئات المائية الفريدة.

مناطق الخث تغطي مساحات واسعة في جمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية الكونغو، حيث تبلغ مساحتها الإجمالية 42 مليون فدان. وهذا الخث يخزن كمية هائلة من الكربون، تعادل انبعاثات الوقود الأحفوري خلال 3 سنوات في العالم. وهي مهددة بالتدمير بسبب قطع الأشجار واستخراج النفط والغاز، وفقا لموقع جازيتا.

الخُث أو التُرْب أو الطُرْب، ويسميه البعض البيتموس أو البطموس، إلا أن الكلمة العربية المرادفة له هي الخث، وهي نباتات متفحمة توجد بالأراضي الرطبة في المناطق المعتدلة، تتعفن ببطء في الطور الأول لتكون الفحم، وتتركب من الحزازيات ونباتات المستنقعات القصبية كالغاب والبوص.

ويقول البروفيسور سيمون لويس من جامعة ليدز البريطانية، "نحن نعلم أن أراضي الخث قريبة جدا من نقطة التحول، وحينها يمكن أن تنبعث منها مليارات الأطنان من الكربون إلى الغلاف الجوي".

ويقول البروفيسور كورنيل إيفانجو من جامعة كيسانجاني بجمهورية الكونغو الديمقراطية، رئيس الفريق العلمي: "أراضي الخث معرضة للخطر أكثر مما كنا نعتقد، وعلى كل شخص أن يلعب دورا في حمايتها. ويجب على الدول المسببة لتلوث البيئة خفض انبعاثات الكربون بسرعة".

وتقول أرليت سودان نونو، وزيرة البيئة في جمهورية الكونجو: "من المهم أكثر من أي وقت مضى أن تستثمر الدول الغنية الملوثة للبيئة، في حماية أراضي الخث والتنوع البيولوجي والسكان المحليين. وإذا أردنا منع تحول هذا المخزون الضخم للكربون إلى قنبلة موقوتة، يجب أن يفهم شركاؤنا أن هذه الخدمة القيمة للنظام البيئي الكوكبي لا يمكن أن تظل مجانية إلى الأبد".