جثامين الموتى تلوث العالم.. دراسة تقترح طريقة جديدة للدفن
حذرت دراسة علمية حديثة، من أن مساحة الأراضي المتاحة لدفن الموتى على وشك النفاد، وأوصت بضرورة البحث عن بدائل للدفن التقليدي الذي يؤدي إلى أضرار للبيئة حيث يستغرق جسد المتوفي عدة عقود ليتحلل في التربة.
الدراسة صدرت عن وحدة The Conversation AFRICA، وهي مشروع بحثي ممول من جامعات كيب تاون وجوهانسبرج وبريتوريا، وطالبت بضرورة العمل على إعادة الأجسام البشرية إلى الطبيعة بأسرع وقت.
وحلّل فريق البحث 408 جثة بشرية، تم استخراجها من القبور والمقابر الحجرية في شمال إيطاليا، لدراستها ومعرفة الظروف التي تساعد في تسريع التحلل. وانتهى الفريق إلى أن عملية التحلل تُلوث التربة والمجاري المائية، وأن حرق الجثث ينتج بصمة كربونية كبيرة.
وقالت الدراسة "بينما يجب احترام طقوس وفاة البشر ودفنهم، وفقًا لمعتقدات الناس، ورغم أن الكنيسة الكاثوليكية سمحت بحرق الجثث منذ 1963، إلا أنها لا تزال تفضل الدفن، كما يعتمد المسلمون أيضا طريقة الدفن التقليدي، أما الهندوس فإنهم يحرقون جثث موتاهم"، وفقا لسكاي نيوز عربية.
وتضيف أن معظم طقوس دفن الموتى التقليدية لها العديد من الآثار الضارة طويلة الأمد على البيئة، موضحة أن بقاء شظايا الخشب والمعدن في التوابيت والصناديق في الأرض يؤدي إلى تسرب المواد الكيميائية الضارة من خلال الطلاء والمواد الحافظة والسبائك، كما أن المواد الكيميائية المستخدمة في التحنيط تبقى أيضًا في الأرض ويمكن أن تلوث التربة والمجاري المائية.
وتقترح الدراسة عدة بدائل للمقابر التقليدية، منها (تحليل الجثث بالماء)، حيث يذوب الجسد بسرعة، ويتحول إلى مواد عضوية أو رماد.
ويرى البعض أن العديد من هذه البدائل إما غير قانونية أو غير متوفرة أو مكلفة أو لا تتماشى مع المعتقدات الدينية والشعبية، والغالبية العظمى تختار دفن التوابيت أو دفن الجثث في باطن الأرض.
وحذر فريق البحث من أن الجثث التي يجري التخلص منها في مقابر مصممة تقليديًا «تابوت داخل مساحة حجرية» يمكن أن يستغرق أكثر من 40 عامًا حتى يتم هيكلتها، وقال «في هذه المقابر، تستهلك البكتيريا الأكسجين بسرعة في المساحة الحجرية حيث يُوضع التابوت، وهذا يخلق بيئة دقيقة تعزز الحفاظ على الجسم لأجل غير مسمى تقريبًا».
وأكد البحث الشكوك السابقة حول التحلل البطيء للجثث داخل مقابر حجرية، وقال إن ذلك يساعد في تكوين مادة شمعية نتيجة تفاعلات كيميائية تحول الأنسجة الدهنية بالجسم لمادة صابونية مقاومة للتحلل، وقد توقفه تماما.
وقدم البحث عدة نتائج تهدف لتحويل الموتى لهياكل عظمية بشكل أسرع، أبرزها وجود نسبة عالية من الرمل والحصى في التربة داخل المقابر بما يعزز تحلل الجثث وهيكلها العظمي في أقل من 10 سنوات، حتى لو كانت داخل تابوت، كون التربة تسمح بتدوير مزيد من الهواء والكائنات الدقيقة، وتصريف المياه وكلها مفيدة لتحلل المواد العضوية.
وتوصل الفريق البحثي إلى حل ثان بعدما أتيحت له تجربة ما يُسمى بـ«المقبرة المهواة»، تم تطوير مقابر ببعض الدول الأوروبية منها فرنسا وإسبانيا وإيطاليا لإتاحة مزيد من التهوية والتحلل الصحي بشكل أسرع من المقابر التقليدية.
وفي هذه المقابر، ينقى فلتر الكربون المنشط، الغازات، ويتم امتصاص السوائل من خلال مساحيق بيولوجية متحللة، أحدها يوضع في قاع التابوت والآخر تحته، وبمجرد التحلل، يمكن نقل بقايا الهيكل العظمي لصندوق عظام وإعادة تهيئة المقبرة لدفن جثث أخرى.
وتشير الدراسة إلى أن المقابر الهوائية أرخص أيضًا من المقابر التقليدية بما يتوافق مع معايير الصحة العامة وحماية البيئة.
فيديو قد يعجبك: