رحلة خرسانة بناء مصرية إلى كوكب المريخ.. ما قصتها؟
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
القاهرة - مصراوي:
هل سمعت من قبل عن خرسانة بناء على كوكب خارج الأرض؟، ربما تكون إجابتك بلا، لكن أستاذ هندسة البناء والتشييد بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، الدكتور محمد نجيب أبوزيد، قبل عامين وقف محاطًا بطلابه ليتحاور معاهم بشأن بناء خرسانة على سطح المريخ.
قوبلت الفكرة بحماس شديد من الطلاب، الذين بدؤوا في تحديد الشروط الواجب توافرها في الخرسانة، وفقًا لحوار أبوزيد لموقع "العين الإخبارية".
مثلت المكونات ومواد البناء التحدي الأكبر لفريق العمل، يقول العالم المصري: "ليس من المنطقي جلب مواد بناء للخرسانة من الأرض، فيجب أن تكون من كوكب المريخ".
يمر المريخ الملقب بالكوكب الأحمر بظروف مناخية قاسية مثل تباين الليل والنهار، وهنا كان التحدي الثاني أن تتحمل الخرسانة الوليدة هذه الظروف، بينما كان العقبة الثالثة ألا تتكون الخرسانة من الماء.
وفرت المركبات الفضائية التي تستكشف المريخ معلومات أساسية، ليعتمد عليها فريق العمل المصري في تجربته، لينطلق الأستاذ وحواريه في جمع الخامات من الأرض بشرط أن تكون شبيهة للمريخ.
يضيف زين عابدين، هو مهندس وأحد طلاب الدكتور أبو زيد، خلال مقابلته مع "العين الإخبارية": "يوجد مواد بناء بكوكب المريخ مثل الكبرين ونوع معين من البازلت، واجهتنا صعوبة في العثور على بازلت بمواصفات قريبة من الموجودة بالمريخ، إلا أن الكبريت كان متوفرًا".
رحلة البناء من المحاجر المصرية
جمع الفريق البحثي أكثر من نوع بازلت من محاجر مصرية، ثم ذهبوا بهذه الأنواع إلى مختبر الفيزياء بالجامعة الأمريكية، حيث توجد إمكانيات مختبرية ساعدتهم على تحليلها، وتحديد النوع الأقرب للموجود على كوكب المريخ.
بعد الانتهاء من جمع المكونات أتت الخطوة الثانية وهي التصور في استخدام الخدمات، ومثلت الخطوة الثالثة تحمل الظروف المناخية القاسية على الكوكب الأحمر.
يروي عابدين خطوات بناء الخرسانة: "عند تسخين الكبريت سيتحول إلى الحالة السائلة، ما يجعله يتحمل المناخ شديد الحرارة، ويضاف الكبريت المذاب إلى مسحوق صخور البازلت، اكتشف المهندس المصري أن هناك نسبة مثالية لخليط الكبريت والبازلت التي تحقق أفضل الخصائص للخرسانة هي 1 إلى 1.
بعد عمل شاق من الفريق المصري، أعلن عن هذه المواصفات في دراسة بعنوان " استكشاف مواد البناء المحتملة لكوكب المريخ"، بالمؤتمر السنوي للجمعية الكندية للهندسة المدنية، في مايو 2020، وفقًا للدراسة تعرضت الخرسانة لاختبار مقاومة الانحناء والانضغاط، وسط ظروف مشابهة للظروف المناخية على كوكب المريخ، وأظهرت نتيجة الدراسة تحمل الخرسانة المصرية للضغط حتى 22 ميجاباسكال.
حلوى الدونتس
وجد الفريق البحثي أن أفضل تصور لشكل المبنى هو حلوى الدونتس، نظرًا لكونها دائرية، بحيث تعزل قطاع من المبنى في حال حدوث مشكلة عن باقي المبنى خاصًة عن الظروف المناخية للكوكب الأحمر.
استلهم العالم المصري أبوزيد ورفاقه تجربتهم بعد سماع إعلان وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" بالاهتمام بالبناء والتشييد على الكوكب الأحمر للسكن به، في أحد المؤتمرات الدولية قبل أعوام.
فيديو قد يعجبك: