بعد سلسلة الفضائح والشطب.. هل انتهى زمن توشيبا اليابانية؟

رسميا، أعلنت بورصة طوكيو أمس الأربعاء، شطب شركة توشيبا عملاقة الإلكترونيات اليابانية من بورصة طوكيو، لتنهي بذلك تاريخا طويلا من التفوق امتد نحو 74 سنة، بعد عقد من الاضطرابات والفضائح التي أسقطت واحدة من العلامات التجارية اليابانية الكبرى وأدت إلى مستقبل غامض.

وجرى تحويل توشيبا إلى شركة خاصة في صفقة بقيمة 14 مليار دولار واستحواذ كونسورتيوم من المستثمرين عليها بقيادة مستثمر الأسهم الخاصة Japan Industrial Partners (JIP)، ومعه شركة الخدمات المالية Orix، ومزود المرافق Chubu Electric Power، وشركة Rohm لصناعة الرقائق.

يأتي ذلك بعد سنوات من ضغوط المستثمرين الأجانب على الشركة بعد الاضطرابات التي بدأت بفضيحة محاسبية هائلة هزت واحدة من أشهر الشركات في اليابان وأثارت تساؤلات حول نموذج حوكمة الشركات المنعزل في البلاد، وفقا لتقرير صحيفة ذا جارديان البريطانية.

واتخذت شركة توشيبا بالفعل خطوات لمحاولة إحياء نفسها في ظل الملكية الجديدة، بما في ذلك صفقة مع المستثمر روم لتصنيع رقائق للتحكم في إمدادات الطاقة للإلكترونيات.

ويعتقد بعض المحللين أنه قد يتم تفكيك الشركة لمحاولة تحقيق المزيد من القيمة.

تعود جذور شركة توشيبا إلى مصنع أنشئ في عام 1875، وفقًا لتاريخ الشركة، إذ اندمجت شركة Shibaura Engineering Works مع شركة طوكيو للكهرباء في عام 1939 وتم تغيير اسمها إلى توشيبا في عام 1978.

وبعد أن نجت من اضطرابات الحرب العالمية الثانية، صعد نجم توشيبا مع الاقتصاد الياباني، الذي أصبح ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة.

ظهرت مشاكل توشيبا علنًا لأول مرة في عام 2015، عندما فتحت الشركة تحقيقًا اتهامها بالمبالغة في تقدير الأرباح، ثم تلتها مشاكل كبيرة في فرعها للتكنولوجيا النووية. أدى ذلك إلى مبيعات الأسهم وتفريغ بعض أجزاء الأعمال بما في ذلك الوحدة التي تصنع شرائح ذاكرة فلاش للهواتف الذكية.

وسوف تراقب الحكومة اليابانية الأوضاع عن كثب، خاصة أن الشركة يعمل بها نحو 106 آلاف شخص، ويُنظر إلى بعض عملياتها على أنها مهمة للأمن القومي.

وقالت توشيبا في بيان: “تعرب الشركة عن خالص امتنانها لمساهميها وأصحاب المصلحة الآخرين لتفهمهم ودعمهم المخلص لإدارة الشركة لسنوات عديدة منذ إدراج الشركة. ستتخذ مجموعة توشيبا الآن خطوة كبيرة نحو مستقبل جديد مع مساهم جديد."

وتهدف توشيبا الآن إلى إعادة هيكلة نفسها تحت إشراف الفريق الإداري الجديد، الذي يسعى إلى إعادة إدراج أسهم توشيبا في غضون خمس سنوات تقريبًا.

وتحتفل توشيبا في عام 2025 بذكرى مرور 150 سنة على تأسيسها، مع أنها كانت غارقة في الاضطرابات الإدارية في السنوات الأخيرة.