إعلان

ChatGPT يقتحم عالم السياسة.. يكتب خطب الزعماء ويصيغ القوانين

11:55 ص الأحد 23 أبريل 2023

برنامج الدردشة ChatGPT

وكالات:
واصل روبوت ChatGPT الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي التوليدي، اجتياح العالم، حتى وصل إلى الأوساط السياسية، إذ يستخدمه سياسيون لكتابة خطابات أو صياغة قوانين، غير أنه يهدّد بتشكيل حملات تأثير يصعب تحديد ما إذا كانت بشرية الصنع أم لا.
في اليابان، استجوب نائب في البرلمان، في نهاية مارس، رئيس الوزراء بأسئلة اقترحها روبوت "تشات جي بي تي" ChatGPT.
وفي فرنسا، صاغ ChatGPT تعديلًا لمشروع قانون للألعاب الأولمبية لعام 2024. وتحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤخرًا عن الروبوت الذي صممته شركة "أوبن إيه آي" OpenAI، ونشر على تويتر لقطة شاشة من محادثة مع "تشات جي بي تي" جاء فيها أن أوروبا "تنافسية" في السباق نحو الابتكار.
وارتبط اسم ماكرون نفسه مؤخرًا بأداة الذكاء الاصطناعي هذه. ففور انتهاء كلمته التليفزيونية الأخيرة التي تطرّق فيها إلى إصلاح نظام التقاعد، سخرت الأمينة العامة للاتحاد العمالي العام صوفي بينيه من خطابه قائلة إنه "يُمكن أن يكون من صنع تشات جي بي تي".
ويحاول السياسيون حاليًا استغلال الإمكانيات التي يوفرها روبوت المحادثة هذا الذي ضمّ أكثر من 100 مليون مستخدم نشط في بداية العام بعد شهرين فقط من إطلاقه.
ويقول الأستاذ في علوم الإعلام في جامعة تولوز باسكال مارشان إن أدوات الذكاء الاصطناعي مثل "تشات جي بي تي" قادرة "على توليد خطابات متماشية" مع الأيديولوجيات السياسية التقليدية. لكن كونها غير قادرة على الابتكار، فهي أقل أهمية بالنسبة للأحزاب التي ترغب في "التكيف مع الوضع الراهن والتوافق مع العصر".
وتواجه الأحزاب اليمينية صعوبات مع برنامج "تشات جي بي تي" بحيث تعتبر أنه وليد ثقافة الـ"ووك" woke (أي اليقظة حيال الإساءات العنصرية والتمييز) ومطبوع بالقيم الليبرالية والتقدمية لسيليكون فالي.
في فرنسا، يروّج رئيس "التجمّع الوطني" جوردان بارديلا على شبكات التواصل الاجتماعي لفكرة أن "تشات جي بي تي" يؤسس لاستبدال عظيم جديد"، علمًا أن "الاستبدال العظيم" هو نظرية مؤامرة يمينية متطرّفة ترى أنه يجري استبدال السكان الأوروبيين بآخرين مهاجرين، بشكل منتظم، وخصوصا من إفريقيا.
أمّا نائبة رئيس "حزب الاسترداد" اليميني المتطرف ماريون ماريشال، فاعتبرت أن الروبوت يقضي على "الحسّ النقدي".
وبرنامج شركة "أوبن إيه آي"، أو منافسوه مثل "بارد" الذي طورته غوغل، هي برامج لديها تحيزات ناتجة عن تدريبها من خلال مجموعة ضخمة من نصوص ومعايير أضافها مصمموها للحدّ من توليد تصريحات مرفوضة.
في نيوزيلندا، صمّم الباحث ديفيد روزادو روبوت "رايت وينج جي بي تي" RightWingGPT المدرّب لإنتاج تصريحات محافظة داعمة للأسرة التقليدية والقيم المسيحية والسوق الحرّة، ولكنه غير متاح للجميع.
في المقابل، أعلن إيلون ماسك أنه يعمل على إنشاء أداته الخاصة للذكاء الاصطناعي "تروث جي بي تي" التي ستسعى، على حد قوله، إلى "إظهار أكبر قدر من الحقيقة" والتنافس مع البرامج الأخرى التي تفتقد للضوابط اللازمة.
في الصين، تعتزم بكين إخضاع أدوات الذكاء الاصطناعي لإجراءات "تدقيق أمني" في مدى التزام محتوياتها "القيم الاشتراكية الأساسية" وعدم مساسها بأمن الدولة.
ويرى باسكال مارشان أنه "إذا طوّر أحد ما روبوتًا للمحادثة يوّلد تصريحات بنفس الاتجاه دائمًا، سيكون قادرًا على توفير عناصر لغوية لأشخاص مقتنعين لكنه سيثير اهتمام عدد أقل بكثير من الأشخاص"، معتبرًا أنه "لا يجب أن نبتعد في خيالنا كثيرًا بشأن التلاعب بالجماهير الذي قد تمارسه هذه الوسائل".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان