صورة مذهلة لثقب أسود هائل حجمه ضعف شمسنا 6.5 مليار مرة

وكالات:

نشر علماء صورة جديدة لثقب أسود تمتاز بأنها الأولى التي تكشف الأحداث العنيفة التي تجري حول واحد من هذه الظواهر الكونية، إذ تظهر الانبثاق الهائل لجسيمات عالية الطاقة إلى الفضاء.

حصل العلماء على الصورة الجديدة، وهي من أوائل الصور الملتقطة للثقوب السوداء، باستخدام 16 تلسكوبا في مواقع مختلفة على الأرض شكلت معا طبق رصد بحجم كوكب. ويقع الثقب الأسود فائق الكتلة الذي التُقطت صورته في مركز مجرة قريبة نسبيا هي إم87، على بعد 54 مليون سنة ضوئية تقريبا من الأرض.

الثقب الأسود تبلغ كتلته 6.5 مليارات مثل كتلة شمسنا، ويظهر في الصورة فقط ظلام هائل وحلقة من المواد الساطعة المحيطة به، إضافة إلى ضوء منبعث بطول موجي أكبر.

ويصعب رصد الثقوب السوداء بحكم طبيعتها، فهي عبارة عن كيان يتمتع بقوة سحب هائلة لا تستطيع أي مادة أو حتى ضوء الإفلات منها بمجرد الوقوع في جاذبيتها.

وتوجد ثقوب سوداء فائقة الكتلة في مراكز معظم المجرات. وبعضها لا يلتهم فقط أي مادة محيطة به وإنما يطلق أيضا دفقات ضخمة وملتهبة من جسيمات عالية الطاقة بعيدا في الفضاء.

وتُظهر الصورة الجديدة كيف تتصل قاعدة هذه التدفقات بالمادة التي تدور حول الثقب أسود في شكل يشبه الحلقة، حسب دورية نيتشر العلمية.

وقال عالم الفيزياء الفلكية المشارك في الدراسة توماس كريتشباوم من معهد ماكس بلانك لعلم الفلك الإشعاعي في ألمانيا "يساعد هذا في فهم أفضل للفيزياء المعقدة فيما يتعلق بالثقوب السوداء، وكيفية إطلاق التدفقات وتسارعها، وكيفية ارتباط المادة المتدفقة إلى الثقب الأسود بتلك المنبثقة منه".

ووصف عالم الفيزياء الفلكية المشارك في الدراسة كازونوري أكياما، من مرصد هايستاك التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، الأمر قائلا "هذا ما كان علماء الفلك والفيزياء الفلكية ينتظرون رؤيته لأكثر من نصف قرن... إنه فجر عصر جديد مثير".