الشطة والفلفل.. لماذا يحب البشر الأطعمة الحارة رغم آلامها؟
رغم المشكلات الصحية المؤلمة التي يتسبب فيها، يبدو أن سرا غامضا يجذب البشر إلى تناول أطعمة تحتوي على توابل حارة (الفلفل والشطة)، غير أن باحثين توصلوا أخيرا إلى سر هذا الهوس.
ويقول جون هايز، مدير مركز التقييم الحسي في ولاية بنسلفانيا، إن "البشر هم الكائنات الوحيدة التي تستمتع فعلاً بهذا الشعور بالحرق"، إذ تتراجع معظم الحيوانات عن الاستمرار في تجربة المذاق الحار".
والمعروف أن تأثير الشعور بالاحتراق، يأتي من الكابسيسين وهو المادة الكيميائية "الحارة" التي تشعل اللسان.
وهناك العديد من النظريات حول سبب استمتاع البشر بالأطعمة الحارة رغم آلامها. وحسب هايز هايز فإن أقوى نظرية تتعلق بالمخاطرة والمكافأة. وأظهرت دراسة أجريت عام 2016 في دورية Appetite أن سلوك المخاطرة لدى الشخص كان مؤشرًا جيدًا على تفضيله للطعام الحار. إذا كان الشخص يحب ركوب الملاهي أو القيادة بسرعة على طريق عاصف، فإنه يميل إلى حب الأطعمة الحارة.
وتوصلت دراسة، أجريت عام 2015 ونشرتها دورية Food Quality and Preference، إلى أن الرجال أكثر ميلا للطعام الحار من النساء. لذلك يمكن أن يكون هناك رابط بين الرغبة في تناول الطعام الحار والرجولة المتصورة. وافترضت بعض الدراسات الأولى حول تفضيل الطعام الحار أن استهلاك الطعام الحار كان مرتبطًا بفكرة الرجولة.
وهناك نظرية أخرى تفترض أن الطعام الحار ربما قدم فائدة تطورية في البيئات الحارة، وأن الطعام الحار كان ذا قيمة في هذه المناطق لأنه يسبب التعرق وبالتالي يكون له تأثير التبريد.
لكن بعض الأشخاص يولدون أيضًا بمستقبلات مختلفة أو أقل وظيفية من الكابسيسين، مما يمنحهم قدرة أعلى على تحمل التوابل منذ البداية.
بالنسبة للأشخاص الذين فقدوا حاسة التذوق، يمكن أن تكون الأطعمة الغنية بالتوابل بمثابة بوابة للاستمتاع بوجبة. على سبيل المثال، يمكن أن يغير العلاج الكيميائي الذي يُعطى لمرضى السرطان خلايا مستقبلات التذوق في الفم، ما يعني أن طعم الأطعمة قد يكون مُرًا أو معدنيًا أو مختلفًا عن ذي قبل.
فيديو قد يعجبك: