بلومبرج: الصين ومايكروسوفت في مهمة خلع آيفون عن العرش
أكدت تقارير اقتصاداية صحة التحليلات السابقة التي تشير إلى أن شركة أبل ستواجه عاما عصيبا وقدمت بالفعل أضعف بداية عام لها منذ سنة 2019، ما يهدد بفقدانها لقب الشركة الأعلى قيمة سوقية في العالم، في ظل اقتراب قيمة مايكروسوفت السوقية من 3 تريليونات دولار.
وتحتفظ آبل بلقب الشركة المدرجة الأكثر قيمة منذ يوليو 2022، ولكن السهم انخفض بشكل حاد هذا العام بعد أن خفضت مؤسستان توصيتهما لسهم شركة التكنولوجيا، في ظل الضغوط الصينية لتحجيم مبيعات «آيفون».
وتراجع سعر أسهم شركة «أبل»، الذي قفز 50% تقريباً العام الماضي، في جلسات 2024 كافة، في طريقها لخسارة نحو 183 مليار دولار من قيمتها السوقية، وفقاً لبيانات شبكة «بلومبرج».
وتراجع سهم صانعة أيفون نحو 6.7% في أسبوع مسجلاً أطول سلسلة خسائر منذ أكتوبر، لتتراجع قيمة الشركة السوقية إلى 2.81 تريليون دولار، لتقترب من قيمة «مايكروسوفت» السوقية البالغة 2.73 تريليون دولار.
ويرى محللون أن آبل على وشك أن تخسر رهانها على الارتباط الاقتصادي بين الصين والولايات المتحدة، إذ إنها تعتمد على العمال الصينيين لتصنيع هواتف أيفون وعلى مستهلكيها ليشتروها.
وفي ظل تدهور العلاقات بين واشنطن وبكين، يبدو أن آبل تواجه خطراً استثنائياً على الشركة وعلى رئيسها التنفيذي تيم كوك، الذي كان مسؤولاً عن قرار «أبل» بتعهيد الإنتاج إلى الصين قبل فترة طويلة من بلوغه قمة هرم الشركة خلفاً لستيف جوبز في سنة 2011.
وفي سبتمبر، أبلغت هيئات حكومية صينية في بعض المدن الموظفين أنهم لم يعد مسموحاً لهم بجلب هواتف «أيفون» إلى مقار عملهم، في إطار خطة لإبعاد هواتف «أيفون» عن المكاتب التي تديرها الدولة. وقالت «بلومبرج نيوز» إن بعض الشركات والوحدات الحكومية في 8 مقاطعات على الأقل طلبت من موظفيها حتى ديسمبر استخدام هواتف من إنتاج علامات تجارية محلية، وكانت تلك خطوة تصعيدية رئيسة في الحملة.
ورد مسؤولون صينيون على التقرير المبدئي في شأن القيود الجديدة بالإشارة إلى أن الدولة لم تحظر الهواتف التي تصنعها «أبل» أو الشركات الأجنبية الأخرى، ولكنهم ألمحوا أيضاً إلى «حوادث أمنية متعلقة بهواتف أبل».
ووصف البيت الأبيض في سبتمبر تلك القيود بأنها «ردة فعل انتقامية شديدة وغير ملائمة» وبدا كوك كأنما يقلل من أهمية التقرير في مقابلة مع «سي بي إس نيوز»، مشيراً إلى أنه لم يرَ أي تغيرات رسمية في السياسات.
ويتزامن ذلك مع التقدم التقني الذي أحرزته الشركات الصينية. وقال جيمس لويس، الدبلوماسي الأمريكي السابق الذي يعمل نائباً أول لرئيس مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن الصين حاولت دفع «أبل» إلى خارج سوق الهواتف الذكية المحلية على مدى أكثر من عقد، ولكنها لم تحقق نجاحاً يُذكر. وأضاف: «ما تغيّر أنه أصبحت هنالك هواتف صينية ممتازة».
وفي أغسطس، أعلنت شركة «هواوي تكنولوجيز» عن جهاز يكاد يقارن بهاتف «أيفون 15 بروماكس» وهو أعلى هواتف «أبل»، ويمثل هاتف «ميت 60 برو» الجديد عودة «هواوي» إلى سوق الهواتف المتطورة.
وارتفعت حصة «هواوي» السوقية في سوق الهواتف المتطورة بشكل كبير من 11% في سنة 2022 إلى 24% في نهاية الربع الثالث من سنة 2023، وفقاً لشركة «آي دي سي» (IDC) للبحوث. وقالت نبيلة بوبال، مديرة البحوث في الشركة، إن النجاح الذي حققه الهاتف الجديد دفع «آي دي سي» لخفض توقعاتها لمبيعات «أبل» في الصين لسنة 2024. وقالت: «نجاح (هواوي) يؤثر بقوة في نمو (أبل) في الصين».
فيديو قد يعجبك: