لغز علمي عجز الباحثون عن تفسيره.. ما الذي يسبب التأتأة؟
يعاني أكثر من 80 مليون شخص حول العالم، بما في ذلك الرئيس الأمريكي جو بايدن، من التأتأة، وهي حالة تؤثر على طلاقة الكلام وتوقيته. قد يكرر الأشخاص الذين يتلعثمون الأصوات أو المقاطع أو الكلمات؛ وقد يطيلون الأصوات؛ وقد يعانون من انقطاعات أو عوائق في الكلام. يمكن أن تتداخل التأتأة مع الحياة اليومية للشخص، من خلال إثارة القلق حول المواقف الاجتماعية، على سبيل المثال.
على الرغم من انتشار التأتأة على نطاق واسع، لا يزال العلماء لا يعرفون الكثير عن أسبابها - على الأقل في معظم الحالات.
تقول إلينا تريبوليتي، أخصائية العلاج السريري للكلام واللغة في جامعة لندن، لمجلة لايف ساينس إن علم الأعصاب ليس لديه تفسيرات جازمة للتأتأة بشكل قاطع. الإجماع الحالي بين الباحثين هو أن الحالة ناجمة على الأرجح عن مزيج من العوامل، بما في ذلك العوامل الوراثية، والاختلافات في بنية الدماغ ووظيفته، وبيئة الشخص.
قد تحدث أشكال نادرة ومكتسبة من التأتأة بعد إصابة في الدماغ لسبب محدد، مثل السكتة الدماغية أو مرض باركنسون.
ومع ذلك، فإن معظم الأشخاص الذين يتلعثمون لديهم ما يسمى بالتأتأة التنموية، التي تنشأ أولاً في مرحلة الطفولة، في سن 2 إلى 5 سنوات، ولكنها تختفي في نحو 90٪ من الأطفال قبل سن البلوغ. وثبت أن هذا الشكل من التأتأة أصعب بكثير في التفسير، على الرغم من اقتراح العديد من الفرضيات على مر السنين.
قد يكون أحد الأسباب الرئيسية للتأتأة التنموية وراثيًا، إذ تشير الدراسات التي أجريت على التوائم المتطابقة إلى أن العوامل الوراثية قد تكون مسؤولة عن أكثر من 80٪ من الحالات. وذهب العديد من الدراسات الصغيرة إلى خطوة أبعد من ذلك بتحديد جينات معينة قد تلعب دورًا في التأتأة. وتشمل هذه الجينات التي تشارك في حركة المواد داخل الخلايا أو في تنظيم انتقال مادة الدوبامين الكيميائية في الدماغ.
الرجال أكثر عرضة للتلعثم بنحو 4 أضعاف من النساء. ولا يعرف العلماء حتى الآن سبب حدوث ذلك، على الرغم من وجود بعض النظريات. على سبيل المثال، قد تكون النساء أكثر مقاومة لوراثة التلعثم مقارنة بالرجال.
هناك أيضًا اختلافات دقيقة في أدمغة الأشخاص الذين يتلعثمون مقارنة بمن لا يتلعثمون. توجد هذه الاختلافات في مناطق الدماغ المسؤولة عن التخطيط وتنفيذ الكلام، بما في ذلك التلفيف الجبهي السفلي والقشرة الحركية اليسرى.
بالإضافة إلى ذلك، كشفت دراسة أجريت عام 2024 أن التلعثم قد يكون ناتجًا عن تعطل شبكة من الخلايا العصبية في الدماغ التي تربط اللوزة والبطامة والحاجز. تشارك هذه الأجزاء الثلاثة من الدماغ على التوالي في تنظيم المشاعر والتحكم في الحركات ونقل المعلومات بين أجزاء مختلفة من الدماغ.
يمكن أن تؤثر العوامل البيئية أيضًا على التلعثم. قالت تريبوليتي إن ردود الفعل السلبية من العائلة أو الأصدقاء المقربين يمكن أن تخلق قلقًا حول تلعثم الشخص ما يؤدي إلى تفاقم أعراضه.
وقالت إن أبحاث التأتأة كانت محدودة على مر السنين لأن العلماء لا يستطيعون دراستها في الحيوانات كما يفعلون مع الحالات الأخرى. بدون هذه المعرفة، قد يكون من الصعب تطوير علاجات مستهدفة.
قال سكوت ياروس، أستاذ علوم الاتصال والاضطرابات في جامعة ولاية ميشيجان، لموقع لايف ساينس، إن العديد من الدراسات بحث في استخدام الأدوية لتقليل التأتأة، لكن لا يوجد حاليًا أي شيء في السوق يمكنه القضاء عليها.
قال: "الأدوية التي درسناها تقلل من التأتأة لدى بعض الأشخاص، في بعض الأحيان.. هذا جيد؛ لا يوجد خطأ في ذلك، لكنه ليس علاجًا".
اقرأ أيضا:
معجزات الخالق.. 24 صورة لنباتات تشبه الحيوانات
بالصور.. 12 مخلوقا يتحدون الزمن والكوارث والتطور
20 صورة مذهلة.. تفاصيل ساحرة لا تراها العين
بالصور.. حقيقة الأشجار العجيبة التي تمشي في الغابة
فيديو قد يعجبك: