حساسية الماء.. أغرب مرض في العالم يصيب 100 شخص فقط
في عالم الحالات الشاذة الطبية، هناك حالات قليلة تثير الفضول والقلق تمامًا مثل ذلك المرض المعروف باسم "حساسية الماء".
تحول هذه الإصابة النادرة عملية ملامسة الماء التي تبدو غير ضارة إلى محنة مؤلمة، يعاني منها أشخاص مثل حالة لورين مونتيفوسكو البالغة من العمر 22 سنة من ولاية كارولينا الجنوبية بالولايات المتحدة.
تم تشخيص إصابة مونتيفوسكو بحساسية الماء، وتشعر مونتيفوسكو بإحساس مؤلم وحكة حارقة عميقة تحت جلدها، بمجرد لمسة الماء. وتكشف روايتها عن التجارب المروعة التي يواجهها أولئك الذين يصارعون مع هذه الحالة المحيرة.
يُعتقد أن حساسية الماء تنشأ من استجابة مناعية غير طبيعية ناجمة عن تفاعل الماء مع الجلد. فكر في جهازك المناعي كحارس يقظ، دائمًا في حالة تأهب ضد الغزاة. في ذلك النوع من الحساسية، يؤدي الماء بطريقة أو بأخرى إلى إطلاق مواد مثل الهستامين، وبالتالي الكدمات والحكة.
حدد الباحثون طفرات في جينات معينة مرتبطة بحساسية الماء، مثل جين FABP5، وهو جين مهم لوظيفة حاجز الجلد. تؤدي الطفرات في هذا الجين إلى تعطيل قدرة الجلد على صد الماء، ما يؤدي إلى تنشيط الاستجابة الالتهابية.
تساهم الاختلافات في الجينات المشاركة في تنظيم المناعة وسلامة الجلد أيضًا في القابلية للإصابة. ومع ذلك، فإن العوامل البيئية مثل التغيرات الهرمونية أو التعرض للمواد الكيميائية يمكن أن تؤثر على شدتها.
أول توثيق علمي لحساسية الماء، كان في أواخر القرن العشرين، مع تقارير تشرح بالتفصيل التجارب المحيرة للأشخاص المصابين بالطفح الجلدي الناتج عن الماء، حسب تقرير مجلة ساينس ألرت.
لكن ندرة الإصابة بحساسية الماء تزيد من غموضها. وعلى الرغم من ذلك، تترك هذه الحالة علامة لا تمحى على المتضررين، وتشكل تجاربهم بطرق عميقة وغير متوقعة. تشير التقديرات الحالية إلى أنه تم الإبلاغ عن أقل من 100 حالة على مستوى العالم. وهذا يؤكد مكانته كواحد من أندر أشكال الأمراض.
وتوفر علاجات الحساسية التقليدية (مضادات الهيستامين والكورتيكوستيرويدات) راحة مؤقتة ولكنها قد لا تعالج السبب الأساسي.
وتهدف العلاجات التجريبية مثل تعريض الجلد للأشعة فوق البنفسجية، إلى تهدئة الاستجابة المناعية وتقليل الالتهاب. وقد أظهر هذا العلاج بعض الأمل في تخفيف الأعراض.
تستهدف العوامل البيولوجية، التي تسمى "أدوية الجزيئات الكبيرة" المصنوعة من البروتينات، مسارات مناعية محددة متورطة في تفاعلات الحساسية. أنها توفر نهجًا علاجيًا أكثر استهدافًا يحمل إمكانية إدارة الأعراض على المدى الطويل.
يعد تجنب الماء أمرًا صعبًا ويتطلب تخطيطًا دقيقًا، بما في ذلك طرق بديلة للبقاء نظيفًا.
يمكن أن يساعد استخدام الحواجز الواقية، مثل الكريمات، في إنشاء طبقة بين الجلد والماء، ما قد يساعد في تقليل شدة الأعراض وتكرارها.
اقرأ أيضا:
بالصور.. 20 لغزًا غامضا يتحدون العلم والتاريخ والعقل والمنطق
14 صورة مذهلة للكون من مسابقة مصور الفلك العالمية
بالصور.. كارثة ضربت كوكب المريخ قبل 2 مليون سنة
هل ترى وجوها شيطانية في البشر؟.. العلم يرسم أول صورة من نوعها
بالصور.. إعادة بناء وجه مصاصة دماء من القرن السادس عشر
فيديو قد يعجبك: