لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

القرية الغامضة.. جثامين الموتى لا تتحلل هنا

03:27 م الإثنين 29 أبريل 2024

قرية سان برنارد في كولومبيا

في بلدة صغيرة في أعالي جبال الأنديز الكولومبية، تجثو كلوفيسنيريس بيخارانو أمام صندوق زجاجي يحمل جثة والدتها المتحجرة، التي توفيت قبل 30 عامًا، لكنها تبدو وكأنها نائمة.

ترتدي ساتورنينا توريس دي بيخارانو نفس الفستان المنقوش بالورود والقميص الصوفي الأخضر الذي دُفنت فيه، وهي تحمل زهرة قرنفل حمراء مزيفة في يديها المحفوظة جيدًا بشكل غريب.

وقالت بيخارانو (63 سنة) لوكالة فرانس برس، أثناء وجودها في مثوى والدتها الأخير في متحف يعرض جثتها وجثث 13 آخرين من بلدة سان برناردو، الذين رحلوا بشكل عفوي: "لا تزال تتمتع بوجهها البني الصغير، المستدير، بضفائرها وشعرها.. تبدو كأنها محنطة تلقائيا".

تضيف بيخارانو، إحدى سكان البلدة الواقعة على بعد حوالي 100 كيلومتر جنوب بوجوتا: "إذا أراد الله أن يحفظها... فلا بد أن يكون لذلك سبب".

دفنت توريس في قبو في مقبرة بلدية سان برناردو في عام 1993.

وبعد استخراج قبرها في عام 2001 - كما هو معتاد لإفساح المجال لجثث جديدة - وجدها أقاربها لا تزال بشعرها وأظافرها والكثير من أنسجتها غير ملوثة.

لم يكن الأمر مفاجأة كبيرة، فقد سبق أن استخرج عشرات الجثث المحنطة منذ العام 1963.

وقالت روسيو فيرجارا، مرشدة المتحف: "عندما بدأ كل هذا، كان الناس متشككين بعض الشيء بشأن ما كان يحدث، واعتقدوا أن هذه ستكون أحداثا معزولة".

وقالت لوكالة فرانس برس: "مع مرور الوقت، أصبح العثور على جثث في هذه الحالة أكثر تواترا".

حتى أن البعض منهم ما زال يحتفظ بأعينه، رغم أنها عادةً تكون سريعة التحلل.

وقالت فيرجارا إنه في أواخر الثمانينات، كان يعثر على حوالي 50 مومياء في الضريح كل عام، لكن المعدل انخفض إلى حفنة قليلة سنويا.

وقالت إنه على الرغم من المحاولات العديدة التي بذلها الخبراء لتفسير هذه الظاهرة - والتي لوحظت أيضًا في دول مثل المكسيك وإيطاليا - إلا أن سبب التحنيط التلقائي في سان برناردو لم ينشكف مطلقًا.

وتابعت فيرجارا إن بعض السكان المحليين "يعتقدون" أن عملية التحنيط ترجع إلى أن المتوفي خص كان جيدا للغاية، وأنها مكافأة بعد الموت".

"وهناك آخرون يعتبرون ذلك... عقوبة".

معظمهم مقتنعون بأن السبب في ذلك هو النظام الغذائي الصحي لسكان منطقة سان برناردو المعتدلة، ونمط الحياة الزراعي النشط.

لكن الأدلة لا تؤكد ذلك دائمًا: فإحدى المومياوات تعود لخورخي أرماندو كروز، الذي قضى معظم حياته في مدينة بوجوتا الكبيرة، حيث توفي قبل إعادته إلى مسقط رأسه لدفنه.

لا يوجد نمط واضح لعمليات التحنيط، والحالات تخص أشخاصا من أعمار مختلفة عندما ماتوا، ولا يوجد جنس معين أو نوع جسم معين هو السائد.

يعتقد الكثيرون أن الإجابة يجب أن تكمن في أقبية الدفن.

وقالت فيرجارا إنه قبل ستينيات القرن الماضي، كان في البلدة مدفنان ولم تكن هناك حالة تحنيط واحدة معروفة.

وأضافت أن المناخ في المنطقة رطب، وهو ما يساعد عادة على التحلل، وليس العكس.

وقالت عالمة الأنثروبولوجيا دانييلا بيتانكورت من جامعة كولومبيا الوطنية إن هذه الظاهرة قد تكون بسبب وضع المقبرة على منحدر جبلي شديد الانحدار.

"الرياح تهب باستمرار لأن الجو حار. ومن الممكن الافتراض أن الأقبية تعمل كالفرن... فهي تسبب الجفاف للجثامين.. لكن هذه الفرضية لا تزال بحاجة إلى اختبار".

ويجب أن يأذن أقارب أصحاب الجثث المحنطة بعرضها في المتحف. ويختار معظمهم حرق الرفات بدلاً من ذلك.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان