عدوى الأميبا آكلة الدماغ.. خطر جديد يهدد العالم
كان عام 2023 هو الصيف الأكثر سخونة في آخر 2000 عام، ويبدو أن صيف عام 2024 سيكون بنفس القدر من الشدة. ومع وصول الصيف إلى ذروته، من المرجح أن تمتلئ البحيرات والمسابح العذبة في عدة مناطق بالأشخاص الذين يحاولون تبريد أنفسهم. ولكن مع ارتفاع درجات حرارة هذه البيئات ذات المياه العذبة، يمكن للكائنات الحية التي تعيش فيها أن تتحول، ما يشكل تهديدات ضارة أو حتى مميتة للسباحين.
نجلريا فوليري، أو الأميبا آكلة الدماغ، هو أحد هذه التهديدات التي يبدو أنها مهيأة لبدء إصابة المزيد من الناس.
الأميبا آكلة الدماغ هي كائن وحيد الخلية يحب درجات الحرارة الدافئة، ويعيش في التربة والمياه العذبة، ويفترس البكتيريا، مثل العديد من الأنواع الأخرى من نوعه. يمكن أن تختبئ الأميبا في البحيرات والأنهار والينابيع الساخنة ومياه الآبار ومياه الصنبور والمسابح سيئة الصيانة، من بين مصادر المياه الأخرى.
وما يثير القلق بشأن هذا الكائن الحي الصغير هو أنه يستطيع الدخول إلى المخ عبر الأعصاب الموجودة في الأنف ثم تدمير خلايا المخ. ويمكن أن تؤدي هذه العدوى النادرة إلى حالة مميتة تسمى التهاب السحايا والدماغ الأميبي الأولي (PAM)، ولهذا السبب يُعرف عادةً باسم "الأميبا آكلة الدماغ".
صحيح أن عدوى الأميبا آكلة الدماغ التي تؤدي إلى التهاب السحايا والدماغ الأميبي الأولي نادرة نسبيًا، لكن هذا الاضطراب المميت يمكن تشخيصه خطأً في بعض الأحيان على أنه عدوى أخرى أكثر شيوعًا في الجهاز العصبي، مثل التهاب السحايا الجرثومي والتهاب الدماغ الفيروسي. وقد يعني هذا التشخيص الخاطئ أن بعض حالات التهاب السحايا والدماغ الأميبي الأولي قد يتم تجاهلها.
تبدأ أعراض عدوى الأميبا آكلة الدماغ عادة بعد مرور يوم إلى 12 يومًا من تعرض الشخص للأميبا، ويموت المرضى في غضون يوم إلى 18 يومًا من بدء الأعراض. كما أن اختبار الإصابة عملية بطيئة، ما يزيد من تعقيد التشخيص، ولا توجد أدوية محددة لقتل الأميبا.
وأثارت حالات الإصابة التي شوهدت في خطوط العرض الشمالية قلق الباحثين من أن ارتفاع درجات الحرارة قد يجعل حالات الإصابة بعدوى الأميبا آكلة الدماغ أكثر شيوعًا.
ونشرت ليجا ستال، عضو هيئة التدريس في جامعة ألاباما، مؤخرًا بحثا لتحديد كيفية تأثير التغيرات في البيئة على نمو مجموعات عدوى الأميبا آكلة الدماغ. ووجدت أن ألميبا يمكنها تحمل تغيرات درجات الحرارة المرتفعة التي لا تستطيع الكائنات الحية الدقيقة الأخرى التي تنتقل عن طريق المياه تحملها. تعني هذه المرونة أن الأميبا يمكن أن تعيش لفترة أطول من منافسيها وبالتالي تزيد من قدرتها على الوصول إلى الموارد.
وفقًا لستال، يمكن للأميبا البقاء على قيد الحياة في نطاق من درجات الحرارة ومستويات الحموضة. يمكن أن تنمو في درجات حرارة تصل إلى (46 درجة مئوية) ولكن من المعروف أيضًا أنها تتكاثر في درجات حرارة منخفضة تصل إلى (26 درجة مئوية).
ومع ذلك، فإن ارتفاع درجات الحرارة ليس الشيء الوحيد الذي يمكن أن يحفز انتشار عدوى الأميبا آكلة الدماغ، إذ يمكن للعواصف الأقوى والأكثر تكرارًا بسبب تغير المناخ أن تسبب تغييرات محلية في مستويات المياه وتزيد من كمية المواد العضوية التي تنتهي في الماء من الجريان السطحي. يمكن أن يوفر هذا الجريان السطحي العناصر الغذائية للكائنات الحية في الماء، بما في ذلك آكلي الدماغ. لا يمكن للعواصف أن تنشر المزيد من عدوى الأميبا آكلة الدماغ من الأرض إلى الماء فحسب، بل تغير أيضًا مستويات الكائنات الحية الدقيقة المائية الأخرى.
فيديو قد يعجبك: