بالصور.. اكتشاف أكبر مدينة مخفية للمضطهدين تحت الأرض
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
عثر عمال الحفر بالمصادفة، على شبكة من الدهاليز تمتد تحت المنازل الحجرية في ولاية ماردين جنوب شرق تركيا، ويعتقد أنها أكبر مدينة تحت الأرض في البلاد.
بلغ مجموع ما اكتُشف إلى اليوم أكثر من خمسين قاعة، متصلة بنفق يبلغ طوله 120 متراً، وزُيِّنَت جدران بعضها برسوم غامضة، من بينها مثلاً حصان منمق و8 نجوم وأشجار ويد شخص بالغ.
وقال مسؤولون محليون "حفرنا أكثر من 8200 متر مربع من مساحة إجمالية تقدر ب900 ألف متر مربع، ما يجعلها أكبر مدينة تحت الأرض في الأناضول وربما حتى في العالم".
ويرجح الباحثون أن الناس في الماضي لجأوا إلى هذه الكهوف للاحتماء من الظروف المناخية والأعداء والحيوانات المفترسة والأمراض، حتى حوّلوها إلى مدينة حقيقية".
وكانت هذه المنطقة الواقعة على الحدود مع سوريا، على أبواب بلاد ما بين النهرين، محطّ أطماع كل الإمبراطوريات الكبرى، وتعاقبت عليها الاحتلالات، كما سكنها أتباع ديانات مختلفة مثل الوثنيين واليهود والمسيحيين والمسلمين.
تحمل هذه المدينة المخفية تحت الأرض اسم مدينة ماتياتي وهو الاسم الذي استُخدِم في الألفية الأولى قبل الميلاد.
ويقود النفق إلى قاعة ذات أرضية محفورة في كتلة من الحجر الجيري، وفي وسطها بلاطة ربما كانت تستخدم للاحتفالات أو تقديم الأضاحي.
وعلى الجدران، تشهد آثار الآلات على الضربات التي ضربت لفتح الممر في الحجر.
ويرجح أن "اليهود والمسيحيين وجدوا فيه ملاذاً لممارسة دينهم الذي كان ممنوعا وقتها".
وقال الدكتور أكرم أكمان، المؤرخ في جامعة ماردين، إن "هذه الأراضي كانت قبل وصول العرب محل نزاع مرير بين الأشوريين والفرس والرومان ثم البيزنطيين".
وأشار إلى أن "مسيحيي المنطقة شرعوا في بناء الكثير من الأديرة المحصنة في القرنين الخامس والسادس"، وأقاموها في الجبال بعيداً من أطماع الغزاة.
وأوضح أن "الناس واصلوا استخدام هذا المكان كمساحة للعيش حتى بعد توقف الهجمات، عندما أصبحت المسيحية الدين الرسمي (للإمبراطورية البيزنطية)".
وأضاف "استُخدِمَت بعض القاعات كسراديب الموتى، وكانت أخرى بمثابة مخازن للغلال".
وعُثر أيضاً على عظام، وكذلك على آثار لحيوانات ومنتجات زراعية كانت تُخزّن في هذه الأقبية خلال عهد العثمانيين.
فوق الأرض، تنتشر أبراج طبيعية ذات مظهر سريالي يصل ارتفاعها إلى (40 مترًا)، منحوتة بواسطة الطبيعة من الصخور البركانية الناعمة على مدى ملايين السنين.
وتنتشر الآلاف من هذه المداخن الطويلة عبر وادي الحب في متنزه جوريم الوطني، لتشكل أرض العجائب الصخرية التي لجأت إليها الحضارات الإنسانية قبل نحو 4000 عام.
ووضع النشاط البركاني الذي بدأ منذ ما يقرب من 14 مليون سنة الأساس للمناظر الطبيعية المتعرجة التي نراها اليوم. أمطرت سلسلة من الانفجارات، الرماد، على ما يعرف الآن بوسط الأناضول، وتحول هذا الرماد إلى طبقات سميكة من التوف، وهو نوع من الصخور الخفيفة المسامية. ثم غطت الانفجارات اللاحقة الطوف بالحمم البركانية التي تصلبت إلى قشرة صلبة من البازلت.
وتشكلت المداخن، التي تسمى تقنيًا "هودوس"، على مر الدهور عندما عملت الرياح والمياه على الصخور، ما أدى إلى تآكل التربة لتترك وراءها الأعمدة فقط. وتآكل البازلت بشكل أبطأ، ولهذا السبب فإن العديد من المداخن مغطاة بقمم من البازلت تشبه الفطر حتى يومنا هذا.
تحملت الطبيعة العبء الأكبر، لكن البشر ساعدوا أيضًا في تشكيل هذه المداخن الخيالية. وتمتلئ المناظر الطبيعية بالكهوف والأنفاق التي يعود تاريخها إلى زمن الحثيين، الذين سكنوا المنطقة بين عامي 1800 و1200 قبل الميلاد، وفقًا لما ذكرته مجلة ناشيونال جيوغرافيك.
وفي وقت لاحق، امتد وسط الأناضول إلى حدود الإمبراطوريات المتنافسة - بما في ذلك الإمبراطوريات اليونانية والفارسية والبيزنطية والرومانية - ودفعت الاضطرابات المتكررة سكان المنطقة إلى البحث عن أماكن للاختباء بين الأبراج وتحتها. حتى أن المسيحيين الفارين من الاضطهاد في روما القديمة نحتوا الكنائس والأديرة من الحجر الناعم، ووسعوا شبكات الكهوف والأنفاق إلى مدن مترامية الأطراف تحت الأرض.
إن كثافة الأحياء السكنية المخبأة بين المداخن الخرافية هائلة للغاية لدرجة أنها "واحدة من أكبر مجمعات مساكن الكهوف في العالم"، وفقًا لليونسكو التي أدرجت منتزه جوريم الوطني والمواقع الصخرية في كابادوكيا على قائمتها لمواقع التراث العالمي في عام 1985.
كما أُطلق على المداخن الخيالية لقب "الحي الشاهق الأكثر غرابة في العالم" من قبل مجلة ناشيونال جيوغرافيك.
فيديو قد يعجبك: