لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

''ديريك'': أول من حفر ''البئر'' الذى أثار جنون العالم

09:56 ص السبت 08 نوفمبر 2014

دوين دريك

كتب- محمد منصور:

العالم نهم للطاقة، فبدونها؛ تتوقف آلات وتنتهى حيوات، وتُصبح عودة الإنسان للعصر الحجرى مسألة وقت، وللطاقة مصادر، أهمها النفط، الذى من أجله خاض العالم حروبًا مريرة طويلة، لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا، وللنفط طُرقًا فى استخراجه، تُزيد من إنتاجية آباره؛ التى قام بحفرها لأول مرة ''دوين ديريك''، المهندس الأمريكى الذى ''أشعل جنون العالم''.

فى عام 1849، وأثناء حفر بئر لاستخراج أملاح الأرض، التى كانت تُستخدم آنذاك فى عمليات التبريد، خرج من جوف الكوكب سائل أسود كثيف القوام، أستمر فى الاندفاع خارج ''الحفرة'' التى تمنى العمال أن يحصلوا منها على ملح يبيعونه بسنتات معدودة، اندفاع السائل أحبطهم، وقاموا بسد ''البئر الفاسد''، إلا أن التسربات استمرت فى الخروج، ليقوم أحد الكيميائيون بتحليلها و ''تقطيرها'' مستخدمًا النواتج فى الإضاءة عوضًا عن الشموع المُكلفة، وقتها، ووقتها فقط، فطنت شركة ''بنسلفانيا للأملاح'' إلى ضرورة إعادة فتح البئر الذى ردمه العمال، وإيجاد الطريقة المُثلى لاستخراج مكنوناته، ليستدعوا خير مُوظفيهم ''دوين دريك''.

ولد ''ديريك'' فى مقاطعة ''درين'' بولاية نيويورك، لأب يعمل مزارعًا، وفى سن الثامنة، أنتقل إلى ''فيرمونت'' حيث أنهى تعليمه الأساسى، ليعمل فى مجال الزراعة حتى سن التاسعة عشر، وهو السن الذى انتقل فيه من منزل والده للعمل كموظف ليلى على متن سفينة شحن نقلته إلى ولاية ''ميتشجان''.

لدى وصوله الولاية، تمكن ''ديريك'' من الالتحاق بوظيفة كاتب بفندق مغمور، وبعد عامين؛ اتجه شرقًا للعمل فى مصنه منتجات غذائية، ليتزوج ويتجه للعمل فى شركة ''بنسلفانيا للأملاح الصخرية''.

كانت الشكرة تعمل فى مجال استخراج الأملاح لاستخدامها فى عمليات التبريد، وقتها؛ بدء ''ديريك'' فى تطوير نماذج للحفر ساعدت الشركة على إنتاج مئات الأطنان من الملح الصخرى سنويًا، وحين واجه العمال ''معضلة'' السائل الأسود اللزج، وعُرف جدواه الاقتصادى فيما بعد، أسندت الشركة لـ''دوين ديريك'' مهمة إنتاج أكبر قدر من النفط لاستخدامه فى أغراض التدفئة والإنارة.

بدء الرجل فى التفكير فى الطريقة الأمثل لاستخراج البترول، ليجد أن شق الأرض بمثقاب حاد باستخدام محرك بخارى ثم وضع المواسير وإكمال الحفر فى الأعماق هى الطريقة الأفضل لحفر آبار على مستويات عميقة، تواعتمد ''ديريك'' على مُحرك بخارى بقدرة 6 أحصنة ليمد عمود الحفر بحركة ترددية تُمكنه من الوصول للأعماق، وهى الطريقة التى عُرفت لاحقًا بـ''الدق''.

فى أغسطس من العام 1859، تمكن ''ديريك'' من إكمال حفر أول بئر لإنتاج البترول، بلغ إنتاجه نحو 1800 برميل يوميُا، ''، وظلت الولايات المتحدة تستخدم طريقة ''الدق'' التى قادتها لاستخراج نحو 23 مليون برميل بترول فى عام 1920.

لم ينجح ''دوين ديريك'' فى الحصول على براءة اختراع لطريقة استخدام الأنابيب فى استخراج النفط، غير أن الطريقة أخذت فى الانتشار فى طول أمريكا وعرضها، وساهمت إلى حد كبير فى تغيير الواقع الذى تعيشه البشرية، فقد ساهم اختراعه فى خلق صناعة النفط الحديثة.

فى عام 1880 وفى مثل هذا اليوم، 8 نوفمبر، توفى ''دوين ديريك'' بعد أن عانى ويلات الفقر والمرض طيلة سنوات، ليدفن فى بيت لحم بولاية ''بنسلفانيا'' وينقل رفاته لاحقًا إلى مسقط رأسه حيث شُيد له تمثالا ونُصبًا تذكاريًا لتخليد الأب الشرعى للصناعة التى أثارت جنون العالم.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان