مفاجأة علمية: حل ''معضلة الجد'' في عملية السفر عبر الزمن
كتب- محمد منصور:
في 28 يونيو 2009، أقام عالم الفيزياء الشهير ''ستيفن هوكينج'' حفلة ضخمة في ساحة جامعة كامبريدج، أحضر المثلجات والمُشهيات والبالونات، جلس العالم الأبرز في مجال الفيزياء على كرسيه المتحرك في كامل اللباس الرسمي، انتظر ثم طال الانتظار، غير أن أحدًا لم يأت، فـ''هوكينج'' - الذى توقع عدم مجيء شخص واحد إلى الحفل- أرسل دعوات الحفل بعد انتهاؤه بالفعل، مهديًا ذلك إلى ''مسافر زمني ما في المستقبل'' مطالبًا إياه بالحضور، وحين انقضى وقت الحفل ولم يأت أحد، برهن ''ستيفن'' بذلك على استحالة السفر إلى الماضي مهما كانت التقنية المستخدمة ومهما كانت الظروف قائلاً ''هذا بالإضافة إلى معضلة الجد بالطبع''.
ماذا سيحدث لك إذا سافرت بواسطة آلة زمن وعُدت إلى الماضي وقمت بقتل جدك في مهده؟ سؤال احتار في إجابته العلماء المناصرين لإمكانية السفر عبر الزمن، ففي حالة حدوث ذلك، سيقوم الشخص المُسافر بقتل جده، وبالتالي لن يستطيع الجد أن يُرزق بطفل؛ الذي سيكون هو أب المسافر الزمني، وبالتالي لن يأتي ذلك المسافر إلى الحياة، ولن يسافر عبر الزمن لقتل جده! تلك هي معضلة الجد.
لكن، ربما يكون ''هوكينج'' مخطئًا في كتب التاريخ المُستقبلية، فبعد عقود طويلة، حاول العلماء فيها الإجابة على ذلك السؤال، الذى يبدو أقرب للفلسفة منه إلى العلم، تمكن مجموعة من الباحثين من معرفة إجابة السؤال بواسطة الفوتونات الضوئية، وذلك حسب تقرير نشرته مجلة ''ساينتفك أمريكان'' المُتخصصة بمجال العلوم.
معظم نظريات الفيزياء لا تحتوي على نفي إمكانية السفر إلى الوراء عبر الزمن، وخصوصا مع وجود تقنيات مُقترحة – مثل تجاوز سرعة الضوء وحقول التفاف الزمن والأنفاق الكمية - يمكن إيجادها حال توافر الإمكانيات بل إن بعض النظريات والتي من بينها نظرية النسبية العامة لأينشتاين تصف الأمر بكونه ''ممكنا''، فالتشوهات الناتجة من حقول الجاذبية القوية، مثل تلك التي ينتجها ثقب أسود، قد تتمكن من عمل تشوه عميق في نسيج ما وصفته النسبية بـ''الزمكان'' وهو ما قد يؤدى إلى خلق منحنيات زمنية مُغلقة CTC'''' والتي يمكن أن تستخدم في السفر عبر الزمن.
إلا أن ''هوكينج''، ومعه العديد من الفيزيائيين، يؤكدون عدم وجود تلك المنحنيات بالشكل المُسرد في النظرية النسبية العامة، بسبب سلوك الجسيمات الأساسية في الفراغ، غير أن عالم بجامعة ''كوينزلاند'' تمكن من صياغة فرضية تؤكد أتفاق النسبية مع نظريات ميكانيكا الكم، التي لطالما استخدمها المناهضين لفكرة السفر عبر الزمن للبرهنة على استحالة تلك العملية.
فـ''تم رالف'' عالم الفيزياء بالجامعة، تمكن بمساعدة فريق كبير من الباحثين من استخدام فوتونات ضوئية داخل منحنى زمنى مُغلق CTC وقياس تطوراته وكتابة نتائج تتفق في جوهرها مع النظرية النسبية العامة التى يؤكد على احتمالية السفر عبر الزمن، فقد قام الباحثون بدراسة الفوتون داخل حلقة مُفرغة من الزمن، ووجدوا أن ذلك الفوتون حين يُسمح له بالتحرك بين وضع سابق وحالي –ماضي ومستقبلي- لن يؤثر ذلك على وضعه الآنى، وهو ما يحمل حلاً جذريًا لـ''معضلة الجد''.
الفيزيائي ''تود براون''، الأستاذ بجامعة جنوب كاليفورنيا، يؤكد أن التجربة ''حاكت بأمانة'' عملية كانت توصف بالسابق بكونها مستحيلة، وهو الأمر الذى يجعل العلماء ''أقرب لتنفيذ رحلات عبر الزمن''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: