خبراء الفلك يرصدون أبعد نجم عن كوكب الأرض
كتب - حاتم صدقي:
هناك العديد من النجوم في الكون السحيق والتي تبعد كثيرا عن مجال الرؤية، ولكن من حين لآخر يمنح التحايل على الطبيعة خبراء الفلك فرصة نادرة للقبض على أضواء النجوم البعيدة.
ففي دراسة نشرت في طبعة يوم الاثنين من مجلة ناتشر العالمية للفلك، أعلن فريق من الباحثين الدوليين اكتشاف نجم يبعد عن الأرض بمسافة تقدر بنحو تسعة مليارات سنة ضوئية، وبذلك يكون أبعد نجم عن الأرض يتم رصدة من جانب الإنسان حتى الآن، وذلك عن طريق التليسكوب الفضائي هابل وظاهرة تسمي الانجذاب التثاقلي.
وتعني تسعة مليارات سنة ضوئية من الأرض أن علماء الضوء يرون أن الضوء بدأ السفر إلى الأرض قبل 9 مليارات سنة على الأقل. وبالمقارنة، يبلغ عمر الكون حوالي 13.8 مليار سنة.
ومن الطبيعي في ظل هذه الظروف أن يأتي ضوء النجم ضعيفًا جدًا في الرؤية، لكن ظاهرة تُعرف بالعدسات التثاقلية، وهي تحايل من الطبيعة التي تضخم بشكل هائل من الوهج الضعيف للنجم، مما ساعد علماء الفلك الذين يعملون في جامعة كاليفورنيا على تحديد الجرم السماوي البعيد.
وعادة ما يكون من المستحيل ملاحظة النجوم التي تبعد أكثر من 100 مليون سنة ضوئية، لكن اكتشاف العملاق الأزرق، الذي أطلق عليه اسم إيكاروس، أصبح ممكنا فقط لأن ضوئه تضاعف 2000 مرة كما ذكر موقع (سبيس . كوم).
ويمكن أن تعمل العدسات التثاقلية على تضخيم الأشياء البعيدة بنحو 50 ضعف فقط، ولكن إلى حد بعيد ولدهشة الباحثين، تم تكبير النجم "إيكاروس" إلى حد أكبر بكثير من ذلك.
حدث ذلك لأنه في قمة التكبير الأولي من قبل مجموعة من المجرات، تم تضخيم إيكاروس بشكل أكبر عند محاذاة نجم أخر أمامه بالضبط. ومن الممكن أن توفر النظرة العابرة علي النجم البعيد نافذة يمكن التعرف من خلالها على كيفية تطور النجوم بشكل عام، خاصة، تلك التي تكون مضاءة بشدة. ومع الإطلاق القادم للتليسكوبات الحديثة الأكثر قوة مثل تليسكوب "جيمس ويب" يعتقد علماء الفلك أن عمليات التمثيل المصغر مثل هذه الدراسة قد تسمح لهم بدراسة تطور نجوم الكون المبكرة بتفاصيل غير مسبوقة.
فيديو قد يعجبك: