الانتخابات الأمريكية: الناخب أمام كلينتون "المرفوضة" وترامب "المنفلت"
كتب- محمد قاسم:
أقل من 24 ساعة وتنتهي الحملات الانتخابية الأمريكية التي اعتبرها محللون أنها الأسوأ منذ عقود، وتمثل منحنى تاريخي في سياسة الولايات المتحدة الأمريكية.
ويبدأ الناخبون الأمريكيون الثلاثاء في التدفق على مراكز الاقتراع لانتخاب رئيسهم المقبل، وتنحصر المنافسة بين الديمقراطية هيلاري كلينتون والجمهوري دونالد ترامب.
استطلاعات الرأي الأخيرة جلها جاءت في مصلحة كلينتون إلا أن ترامب تقدم في استطلاع حديث أجرته شبكة "ايه بي سي نيوز" وصحيفة واشنطن بوست بفارقة نقطة واحدة للمرة الأولى منذ مايو الماضي.
كان ذلك بفضل إعلان مكتب التحقيقات الفيدرالي "اف بي أي" التحقيق مجددا في قضية البريد الإلكتروني للمرشحة الديمقراطية وكذا نشره وثائق تخص زوجها بيل كلينتون في اخر ايامه في الرئاسة مطلع القرن الحالي.
وأعلنت اف بي اي عدم وجود ما يدعو إلى توجيه اتهام لكلينتون.
المحترفة والهاوي
يقول الدكتور إبراهيم عوض، أستاذ السياسات العامة بالجامعة الأمريكية، إن "هيلاري كلينتون سياسية محترفة، بينما ترامب هاوٍ أتى من مجتمع الأعمال. وإنتاج الأفكار وصياغة السياسات ليست صنعته".
أضاف عوض لمصراوي أن "كلينتون يمكن أن تتوقع مواقفها السياسية، بينما لا يمكنك ذلك مع ترامب باعتبار أن الهواة تؤثر فيهم الرياح المتقلبة".
وأوضح أن أفكار مرشحة الحزب الديمقرطي تتلخص في اتخاذ إجراءات لسياسات اجتماعية لمساندة مستويات معيشة الطبقة المتوسطة والتخفيف عن الفقراء.
من هذه الإجراءات إتاحة فرص التعليم العالي لأبناء الطبقة المتوسطة، وخلق فرص العمل، عن طريق تحديث البنية الأساسية المتردية في أنحاء الولايات المتحدة بين طرق أخرى.
وأشار إلى أن كلينتون "تريد أن تمول سياساتها الاجتماعية من رفع الضرائب على الأغنياء".
وقال إن كلينتون استفادت من خبرتها الطويلة في الإدارة ومجلس الشيوخ الأمريكيين، والعمل في منظمات المجتمع المدني وفي حملات رئاسية منذ الستينيات من القرن الماضي.
وأكد عوض أن هيلاري كلينتون أدخلت تعديلات على بعض سياسات أوباما، والمؤشرات تقول أنها تسير على ذات النهج الذي اختطه أوباما داخليًا، مع استعداد أكبر نوعًا ما لاستخدام القوة خارجيًا في ظل أجواء الحرب على الإرهاب.
وتهدف كلينتون إلى مواصلة العمل في إطار التحالف الأطلسى ومع حلفاء الولايات المتحدة خارجه من أجل الوصول إلى حلول لمشكلات العالم، بحسب عوض.
بينما أفكار ترامب بسيطة، بحسب عوض، لأنها عبارة عن "ردود فعل على منافسته كلينتون أكثر من كونها ابتكارات إيجابية جديدة."
ويقول ترامب إنه سيعمل على جعل أمريكا عظيمة من جديد، وسيعمل على توفير أعداد كبيرة من الوظائف "لكنه لا يقول كيف يفعل ذلك"، حسبما يقول عوض.
من جانبه، أشار الكاتب الصحفي عاطف الغمري، مدير مكتب الأهرام السابق في واشنطن، إلى أن كلينتون أكثر حنكة سياسية من منافسها ترامب.
ورأى الغمري أن ترشيح أنصار الحزب الجمهوري لترامب جاء لسأمهم من المرشحين ذوي الخلفية السياسية، فاختاروا ترامب للتمرد على الطبقة السياسية بالحزب ليس إلا.
وأوضح الغمري أن الجمهوريين وجدوا أنفسهم بعد اختيار ترامب أمام "رجل أعمال هاوٍ ومنفلت".
وقال إن كلينتون استغلت تناقض مواقف ترامب وفضائحه الجنسية وأفقدته شعوره، وظهر هذا جليا في المناظرات.
وبالنسبة للمسلمين في أمريكا، أكد الغمري، أن استطلاعات الرأي أظهرت أن الغالبية العظمى للمسلمين الأمريكيين لن ينتخبوا ترامب، بعد تصريحاته المعادية للمسلمين.
"علامة فارقة"
فيما قال الكاتب الصحفي جميل مطر إن الانتخابات الأخيرة هي أهم وأقبح ما تابعها من حملات انتخاب رئيس للولايات المتحدة الأمريكية، لافتًا إلى أن الأمريكيين أنفسهم غير متفائلين بحال أمريكا فى المستقبل أو حال العالم سواء بوجود ترامب أم كلينتون على رأس القيادة السياسية لأمريكا.
وكتب مطر في مقال نشرته صحيفة الشروق مؤخرا، يقول إن "ظهور دونالد ترامب وترشحه لرئاسة أمريكا نذيرا قويًا وصوتًا صارخًا وعلامة فارقة".
وقال إن "اتهام ترامب للنخبة السياسية بالسعي لتزييف نتائج الانتخابات وحرمانه من تحقيق الفوز الذي يستحقه غرس في العقل الأمريكى، وبخاصة عقل الشباب الشك، أو أنه أكد الشك، فى أن النخبة السياسية الأمريكية فاسدة."
وأشار مطر إلى أن دونالد ترامب لم يكن ظاهرة عابرة على الساحة الأمريكية بل تطورًا حقيقيًا وجوهريًا في النظام الأمريكي.
وقال "سواء نجح ترامب أو فازت هيلارى سيبقى النظام الأمريكى لفترة طويلة قادمة عاجزا عن سد الفجوة التى أحدثها ترشيح امرأة مرفوضة سلفا من بنات جنسها وترشيح رجل، هو الأشهر فى أمريكا، كتاجر نساء وكاره لهن".
وهاجمت المرشحة الديمقراطية منافسها ترامب شخصيًا على ازدرائه النساء وعلى سلوكه معهن، كما استغلت اعترافه بالتهرب من الضرائب وقلبت الطاولة عليه.
فيديو قد يعجبك: