إعلان

تغطية الحوادث الإرهابية بين مصر وبلجيكا.. "الغرب يكسب"

08:18 م الخميس 24 مارس 2016

كتب- محمد زكريا:

دول عدة اكتوت بنيران الإرهاب، عانت ويلاته وتجرعت مرارة هزائمه، حوادث تشابهت من حيث درجة فجاعتها، غير أن تعامل الإعلام معها تفاوت، بين دول غربية ومصر. يرصد "مصراوي" في هذا التقرير بعض من مشاهد الاختلاف تلك على مستوى التغطية الإعلامية.

بروكسل مارس 2016

في تمام ال9:37 بتوقيت جرينتش من صباح الثلاثاء 22 مارس، أعلنت وسائل إعلام بلجيكية عن سماع إطلاق نار وصيحات بالعربية، قبل وقوع الانفجارين في مطار بروكسل، بعدها بثلاث دقائق تم الإعلان عن انفجار في محطة للمترو بنفس المدينة، وحسب التلفزيون البلجيكي فقد عثر رجال الشرطة على 3 عبوات ناسفة لم تنفجر في المطار، دقائق قليلة وتم الإعلان عن إغلاق كافة محطات المترو في بروكسل، قبل الإعلان عن انفجار جديد في محطة أخرى، وفى تمام الساعة 9:50 أرجعت وسائل الإعلام البلجيكية الحادث إلى تفجير انتحاري، وفى غضون الثلاث ساعات والنصف أشارت وسائل الإعلام إلى ارتفاع عدد القتلى في الهجمات إلى 34 قتيلا.

كمين الصفا مارس 2016

اقتصرت تغطية التلفزيون المصري والقنوات الفضائية لحادث كمين الصفا الإرهابي، والذي أسفر عن استشهاد 13 من رجال الشرطة بينهم ضابطان وفرد شرطة وفق مساعد وزير الداخلية للإعلام والعلاقات العامة اللواء أبوبكر عبدالكريم، على نبأ عابر. فيما أعلن مركز الإعلام الأمني بوزارة الداخلية أنه تم إطلاق قذيفة هاون على كمين الصفا الكائن بالطريق الدائري بدائرة قسم ثالث العريش، مضيفا أن الأجهزة الأمنية تقوم حاليا بتمشيط موقع الحادث، متوعدة بحساب المتورطين.

باريس نوفمبر 201

الأمر لم يختلف كثيرا في أعقاب هجمات باريس نوفمبر 2015- التي أسفرت عن مقتل 130 شخص وجرح 368 أخرين- عنها في هجمات بروكسل من حيث التغطية الإعلامية المكثفة، حيث بادرت كل وسائل الإعلام الفرنسية إلى تناول الموضوع في حينه ولحظة بلحظة، وقد استمرت التغطية الإخبارية لأيام، إلا إنها لم تظهر أي صور للقتلى؛ وذلك لان نقابة الصحافة الفرنسية تعتبر نقل صور جثث القتلى إلى المشاهدين سلوكا إعلاميا لا أخلاقيا، وفى 18 أغسطس لنفس العام فتح القضاء الفرنسي تحقيقا على خلفية تغطية وسائل الإعلام الفرنسية للحادث، حيث اشتبه في مخالفة بعضها للقانون.

الشيخ زويد إبريل 2015

تغطية التلفزيون المصري الإخبارية للعملية الإرهابية التي جرت بمنطقة الشيخ زويد في الثاني من إبريل، كانت من خلال نبأ عاجل يفيد بتمكن قوات الأمن من تصفية 15 عنصرًا إرهابيًا حاولوا استهداف 4 كمائن أمنية بالمنطقة، ما أسفر عن استشهاد 5 من عناصر الأمن. في الوقت الذي أعلن فيه الدكتور طارق خاطر، وكيل وزارة الصحة بشمال سيناء، أن التفجيرات أسفرت عن استشهاد 18 مجندًا وإصابة 34 آخرين بينهم مدنيين، وهو ما لم يشر إليه إعلام الدولة الرسمي.

هجمات سيناء يناير 2015

مداخلة هاتفية أجراها التلفزيون المصري مع مراسله في العريش، والذى أكد وقوع انفجارات مساء يوم 29 يناير هزت شمال سيناء، مع الإشارة بعدم وجود إصابات أو قتلى، تلتها مداخلة أخرى مع نقيب الأطباء بشمال سيناء الذي أكد عدم توارد أية أنباء عن وجود قتلى، في الوقت الذى تناولت فيه كافة القنوات الفضائية نبأ ارتفاع حصيلة القتلى في العملية الإرهابية إلى ما يزيد عن 20 شخصًا وإصابة العشرات، نقلًا عن وكيل وزارة الصحة بشمال سيناء وهيئة الإسعاف والمتحدث الرسمي باسم الوزارة. فيما أعلن أحمد موسى في برنامجه التلفزيوني عن وجود أقمار صناعية وأجهزة مخابرات دولية، قامت برصد الأكمنة التي حاول الإرهابيون مهاجمتها، وتعاونت تلك الأجهزة مع العناصر الإرهابية.

كرم القواديس أكتوبر 2014

"في قنوات زبالة بيخرج فيها إعلاميين بيطالبوا بحرية الرأي مش عاوزينها دلوقتي" أطلقها الإعلامي احمد موسى منفعلا في برنامجه التلفزيوني، تعقيبا على هجوم أنصار بيت المقدس على كمين كرم القواديس، بمدينة الشيخ زويد، في ال 24 من أكتوبر 2014، والتي راح ضحيتها 30 من القوات المسلحة.

مديرية أمن القاهرة يناير 2014

في الرابع والعشرين من يناير، قتل 4 أشخاص وأصيب 76 أخرين، وفق وزارة الصحة، في تفجير مديرية أمن القاهرة، فيما تبنت جماعة "أنصار بيت المقدس" مسئوليتها عن الحادث، في تغريدة تضمنت تسجيل صوتي، وقتها أرجع مراسل التلفزيون المصري رفع الأجهزة الأمنية لأحد الأكمنة القريبة من مقر المديرية قبل وقوع الحادث بوقت قليل إلى خطة تأمينية مختلفة تتبني وضع كتل خرسانية أمام الاقسام نافيا أي شبهة تقصير أمنى.

ترى أستاذة الإعلام بجامعة القاهرة، سهير عثمان، أن غياب الشفافية، واستخدام عبارات مطاطة بدعوى حماية الأمن القومي والصالح العام، هو سبب التأخر الذى تشهده الساحة الإعلامية المصرية، مؤكدة أن تسهيل مهمة الإعلامي؛ بمده بالمعلومة، تعنى إتاحتها أمام الرأي العام، كونه صاحب الحق الأصيل في المعرفة.

فيديو قد يعجبك: