إعلان

"البدروم".. براح الفن والثقافة من "متر X متر"

02:24 م السبت 26 مارس 2016

كتب- يسرا سلامة:

مكان صغير تُجمع فيه كراكيب البيوت البعيدة عن الاستخدام، هكذا يعرف "البدروم" لدى أذهان الكثيرين، لكن أحمد علام ومحمد أبو النجا قررا أن للبدروم في العمارات استخدام آخر، فهو يمكن أن يكون ملتقى لمحبي الفنون والثقافة من أبناء منطقتهم، وتكون مساحة حرة للانطلاق.

جاءت الفكرة لأحمد علام من زيارة إلى أحد الأماكن للولايات المتحدة الأمريكية، عندما زار أحد المقاطعات هناك وشاهد محل صغير للبيتزا، ورغم ضيق مساحته إلا أنه اتسع في يوم الإجازة الإسبوعية لتلقي أصحاب الفنون والمواهب، وانفتح المحل على مصراعيه ليصعد مجموعة من العازفين الموهوبين إلى المسرح، وانجذب عدد كبير من الحضور وتفاعلوا معهم.

من تلك الفكرة، قرر أحمد وصديقه أن يصنعا من بدروم صغير ملتقى لكل محبي الفن والثقافة بأشكالها المختلفة، أو كما يقول "ساقية صغيرة منتشرة في كل حتة"، وخاصة لمن حوله من المعارف والأصدقاء في منطقة مصر الجديدة، اللذين يجدون في ساقية الصاوي مكانا بعيدا، لينطلق "البدروم" منذ حوالي سنة ونصف.

1

ورش للحكي، رسومات ورقية، أعمال خزف، وأعمال أوريجامي بالورق، واللعب بالعرائس، وعروض "بركشن" بالاضافة إلى الغناء والعزف والتمثيل، وغيرها من الأنشطة الثقافية أصبحت تنمو من بداية البدروم، يقول أحمد "أي صاحب موهبة هو مرحب به ليعرض موهبته في البدروم".

في البداية كانت الفاعليات "سمك لبن تمر هندي" بحسب أحمد، حتى اتخذت وضع الترتيب والتنظيم من قبل القائمين على الفكرة، بعدما أصبح "البدروم" كجزء من جمعية شريان الخير، ليستقبل مواهب وأفكار من الدوائر المحيطة بالأصدقاء، يتم تمويل البدروم من قلب أعضاءه، بعدما أصبح لبعض رواده من أصحاب الأنشطة القدرة عل صناعة ورش تعليمية لعدد من الأنشطة.

2

"زي تأثير كرة الثلج، الفكرة بدأت توسع وكتير انضموا للفاعلية".. يقول أحمد إن "البدروم" يقوم بنشاط كبير شهريا، يجذب من 50 إلى 60 فردا، بالإضافة إلى نشاط صغير أسبوعيا يضم من 10 إلى 15 فردا، يقول مؤسس المشروع "الموسيقى والفن بيشدوا الناس أكتر في الأنشطة، بالإضافة إلى المعارض المصورة"، كما يشهد "البدروم" عروضا مسرحية من فرق شابة "فرقة وجوه من الفرق الشابة وهتعرض عندنا في منتصف فبراير".

تعليم السيناريو بالإضافة إلى ورش عن الخزف، وعروض للسينما للأطفال، أصبحت تلك الفاعليات وغيرها تمد المكان بتمويل ذاتي، وبأسعار زهيدة بحسب أحمد، تلك الأنشطة للكبار وتحديدا لفئة الشباب الذي لديه موهبة لا يجد مكانا للتعبير عنها، لا يتطلب أن يتفرغ أحد حتى من أصحاب البدروم له، "في الاجازات وأقات الفراغ"، ويذهب بعض أموال الأنشطة لعدد من الجمعيات الخيرية في المنطقة.

3

تلك الدائرة الذاتية من التمويل لا تجعل مؤسسي "البدروم" في حاجة لدعم حكومي أو من أي مؤسسات أخرى من المجتمع المدني، كما لا يطمح أعضاء "البدروم" أن تكبر مساحته الصغيرة من بضعة أمتار، لكن أن تنتشر الفكرة، ويصبح كل بدروم في مصر يستوعب من حوله من أصحاب المواهب الفنية والثقافية، من اللذين لا يجدون طريق الشهرة.

"مصر في أوضة وصالة".. الشعار الذي اتخذه أصحاب "البدروم" يعبر عن معنى المكان، حين يضم البدروم مواهب عديدة وجديدة، "نفنسنا يبقى فيه بدروم في كل مكان"، يحلم الفريق أن من يكون هناك "بدروم" في كل مكان، يقول أحمد "لو في كل محافظة طلع 5 او 10 مواهب وفن هيكون أفيد بدل ما نعد على القهاوي"، ليجذب "البدروم" أيضا مجموعة من الأطفال بصحبة أهاليهم.

فيديو قد يعجبك: