8 عبارات لا يجب أن تقولها للشخص المُكتئب
كتبت - رنا أسامة:
كـ "ليلة باردة بلا مأوى يُشعِر بالدفء والأمان"، أو "حجر ثقيل يسدّ أنفاس الروح"، يبدو الشعور بالاكتئاب لدى البعض، فتارة يشعرون بأن العالم كُله يُحاصرهم من كل جانب، وتارة أخرى لا يشعرون بأي شىء، ويبقى الإحساس الدائم بالرغبة لأن تأتي الرياح لتأخذ هذا الشعور إلى أبعد نُقطة مُمكنة.
ووسط تلك المعاناة، والأحاسيس المتداخلة التي يعجز الوصف عن التعبير عنها، يوجد أشخاص تحاول – بكل عفوّية وسلامة نيّة – التخفيف من حِدة ذلك الشعور، ولكنهم للأسف يُسيئون اختيار العبارات التي يستخدمونها، "من باب النصيحة"، لأحبائهم وأصدقائهم ممن يعانون من الاكتئاب، ليُزيدوا بها "الطين بلّة".
وفيما يلي ترصد مجلة Wife.Mom.Superwoman، المعنيّة بشؤون الأمومة الأبوّة، عبر موقعها الرقمي، أكثر العبارات المُزعجة التي يجب الامتناع عن التفوّه بها أمام الشخص المُكتئب.
1. "انت اكتأبت تاني؟":
في لهجة ملؤها الاستخفاف والسُخرية، يُباغِتون الشخص المُكتئب بالسؤال الأسخف على الإطلاق: " هو الاكتئاب رجِعلك تاني؟ انت اكتأبت تاني؟"، وكأنهم يُذكّرونه بأن ذلك (الكلب الأسود)- كما يصفونه عُلماء النفس- صديقٌ مُلازِمٌ له.
والأفضل من ذلك أن تقول له: (أشعر بالأسف حقًا يا صديقي، أتذكّر كم كان صعبًا تجربة ذلك من قبل، كيف يُمكنني مُساعدتك الآن؟)
2. "انت مش لوحدك، فيه غيرك أسوأ منك":
ينهالون على الشخص المُكتئب بعبارات مُزعجة، على غِرار نغمة "انت أحسن من غيرك"، مثل: (على الأقل أنت لستَ مُشرّدًا، على الأقل أنت لست عاطلًا، على الأقل أنت لست مُجرمًا، على الأقل أنت لا تتضوّر جوعًا كما في دول العالم الثالث، وغيرها من عبارات "على الأقل").
وكأن تلك العبارات، المُيرة للغضب، سيكون مفعولها ساحِرًا، بمجرد أن يسمعها كل من يشعر بالاكتئاب، ستنفرج أساريره وينهض فرحًا، في حين أن الاكتئاب لا علاقة له بكل ذلك، فمن الممكن أن تملك كل ما يحلم به أي شخص، وتعجز عن (الاستمتاع) به، وهذا هو جوهر المرض.
والأفضل من ذلك أن تقول له: (اعلم أنك تعاني وتشعر وكأنّك مُحاصر، ولكنني هُنا بجانبك، أنت تعني لي الكثير وسأظل معك ما حييت).
3. "انت بتصلّي؟":
يُنصّبون أنفسهم شيوخًا، ليربطوا اكتئاب الشخص وشعوره بالهَم والحزن، بتقصيره لواجباته الدينية، فيُسارعون بنصحه بضرورة تأديّة الفروض الدينية، كُل على ديانته، ليقرأ القرآن إذا كان مُسلمًا، أو الإنجيل إذا كان مسيحيًا.
والأفضل من ذلك أن تقول له: (أشعر ببالِغ الحزن لكونك مُكتئبًا، سأدعي لك الله بأن يُريح بالك ويُذهب من قلبك الغمّ والحُزن).
4. "حاسِس بيك":
يوهمون الشخص المُكتئب بانهم يشعرون بما يُعانيه، وهذا أمر مُستحيل - حرفيًا - فكما تتفاوت درجات السعادة، تتباين درجات الاكتئاب بالمِثل، بشكل واسع جدًا جدًا جدًا.
والأفضل من ذلك أن تقول له: (اتمنى لو كنت أستطيع الشعور بما تُعانيه حقًا، ولكني لا أقدر، أتمنّى لو أستطيع فهم المناطق المُظلمة بداخلك، ولكني أعلم أنني لا أقدر. هل تسمح لي بمُشاركتك إياه؟ هل تُساعدني على فهم ما تمر به؟)
5. "انت محتاج تكون إيجابي":
ما إن يتقمّص أحدهم دور "خبير التنمية البشرية"، وينصحه بضرورة التفكير بإيجابيّة، والنظر إلى نصف الكوب المليان وغيرها من التُرهات والفذلكات الشفهية، يُصبح لسان حال المُكتئب: "حقًا؟.. هل أُعاني من الاكتئاب، وأشعر أنني أعيش كالأموات، فقط، لأنني شخصٌ سلبي؟!"
وهكذا بدلًا من أن يحاولا التخفيف عنه، يضعون اللوم عليه ويُظهرونه بمظهر المُخطىء في حق نفسه.
والأفضل من ذلك أن تقول له: (ما رأيك في أن نذهب سويًا في نُزهة للاستجمام والاسترخاء وإعادة تجديد الشغف بالحياة؟!)
6. "عندك إيه في حياتك يخلّيك مُكتئِب؟":
لا يتصل الشعور بالاكتئاب بالحاجات المادية الملموسة، ففي أحيانٍ كثيرة يتسبّب عدم التوازن الكيميائي في أدمغتنا بالشعور به.
والأفضل من ذلك أن تقول له: (هل تحب الحديث حول ما يجري في حياتك، يسبب شعورك بالاكتئاب؟ انا هُنا متى أردت الحديث).
7. "انت مش محتاج علاج":
لا تقول للشخص المُكتئب عبارة "انت مش محتاج دواء، أو انت مش محتاج علاج"، أبدًا أبدًا، طالما أنك لست طبيبه أو مُعالِجه النفسي، فلا تُقدم له استشارة طبية على الإطلاق، خاصة وأن الاكتئاب مرض مُعقّد للغاية.
وهُناك العديد من الأسباب التي يمكن أن تُسبب الاكتئاب، بما في ذلك:(التقلبات المزاجية، القابلية للتعرّض له بالوراثة، ضغوط الحياة المُستمرة، أعراض جانبية لبعض الأدوية، ومشاكل طبيّة)، ومن ثمّ قد تُزيد نصيحتك الطبية له الأمر سوءً.
والأفضل أن تقول له: (تأكّد من استشارة طبيبي نفسي، لضمان الحصول على أفضل رعاية صحية مُمكنة).
8. "السعادة اختيار":
قد تبدو تلك العبارة لطيفة، مثالية، ساحرة، في المُطلق، ولكنها لا تتماشى مع تعقيدات الحياة وطبيعة مرض الاكتئاب.
والأفضل من ذلك أن تقول له: (أكره أن أرى قلبك يتعذّب، وسأظل هُنا بجانبك حتى تُصبح في حال أفضل).
وخِتامًا، أوصى موقع Wife.Mom.Superwoman، بضرورة الاستماع جيدًا لمَن يُعاني من الاكتئاب، والوقوف بجانبه حتى يتمكّن من تجاوز ذلك الشعور، والتركيز على بعض الأشياء خلال التعامل معه، يتجلّى أهمها في:
الإقرار بمعاناته: (أنا أراك، أنا أسمعك، أعلم أنك تُعاني).
التعاطُف: (أريد أن أفهم، بقدر ما يُمكنني القيام به، ما تمُر به من معاناة).
الفِعل: (كيف يُمكنني أن أساعدك؟ ما الذي يُمكن أن نفعله سويًا لتجاوز هذه الأزمة؟)
منحه الشعور بالراحة: (لستَ وحدُك، أنا هُنا بجانبك).
يُذكر أن هُناك من 20 لـ 25% من المُراهقين يُحتمل أن يعانوا من اكتئاب حاد خلال إحدى مراحل حياتهم، كما أنه يؤثر على نحو 6.7 في المئة من سكان الولايات المتحدة، وتحديدًا بين الأعمار التي تتجاوز الـ 18، وفقًا لتقارير المجلس القومي للصحة النفسيّة.
وتُعاني النساء منه مرتين أكثر من الرجال، لأسباب ربما ترجع إلى التغيرات الهرمونية التي تحدث خلال فترات: البلوغ، الحيض، الحمل، الإجهاض، وانقطاع الطمث.
ويُصاحب الاكتئاب بعض الأعراض، أهمها: ( الشعور بالتعب والإنهاك وفُقدان الطاقة يوميًا، الشعور بالتفاهة المشوبة بالإحساس بالذنب، فقدان الاهتمام بمُمارسة الأنشطة اليومية، التردّد الدائم، الأرق أو النوم بشكل مُفرط، انعدام الشعور باللذّة في أي شىء في الحياة، التفكير الدائم في الانتحار والرغبة في الموت، نقص ملحوظ أز زيادة ملحوظة في الوزن).
فيديو قد يعجبك: