أحمد أيوب: "عبد القادر حاتم" نموذج سياسي ثقافي إعلامي شامل
كتب- محمد خميس:
عقد صالون الإعلام صالونه الشهري بمكتبة مصر العامة تحت عنوان "الإعلام والدولة والحرب" تحدث فيها كل من نجله الدكتور طارق عبد القادر حاتم، والكاتب الصحفي عباس الطرابيلي، والكاتب الصحفي والمؤرخ العسكري عبده مباشر، والإعلامي الدكتور جمال الشاعر وأدار الندوة الكاتب الصحفي أحمد أيوب، ومشاركة الإعلامي أيمن عدلي.
وتناولت الندوة جوانب شخصية الدكتور عبد القادر حاتم من الناحية الإنسانية والمهنية، وأكد الكاتب الصحفي أحمد أيوب رئيس تحرير مجلة المصور، أن خلال فترة الاحتلال الإسرائيلي كان الدكتور عبد القادر حاتم هو أول من أدخل المؤلفات والصحف الاسرائيلية إلى مصر، مشيرًا إلى أهمية معرفة العدو الذي نواجهه، فقد حرص علي دراسة عدونا جيدًا، وعبر عن ذلك من خلال مقولته "أعرف عدوك!"، ولكن كم نحن الآن بحاجة إلى معرفة تاريخنا ورموزنا الكبيرة وأنفسنا أولا قبل معرفة العدو الحقيقي!. كم نحن بحاجة الآن إلى تطبيق دور الإعلام الرئيسي ألا وهو نشر الوعي الفعلي بين المواطنين.
وأضاف أيوب: "نحن بحاجة إلى نشر الوعي وهو ما يبرز أهمية هذه الندوات، حيث الكشف عما قدمته النماذج الناجحة وماذا قدموا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي للوصول إلى الجمهور المستهدف الأساسي وهو الشباب، بجانب استضافة نماذج مقربة ومحببة للشباب الآن، ولا يعني ذلك أبدًا إهمال القامات الكبيرة في مختلف المجالات وخاصة المجال الإعلامي، ولكن تطبيقًا لمبدأ المجايلة الذي تم التطرق إليه في مناقشات اليوم.
افتتح الندوة الإعلامي أيمن عدلي الذي رحب بالمتحدثين والحضور وأعطي نبذة معلوماتية عن الدكتور عبد القادر حاتم، ليتم بذلك بداية الحديث الذي ابتدئه نجله الدكتور طارق عبد القادر حاتم، فتحدث عن المناخ الأسري والديني الذي نشأ فيه والده، والذي كان أول ما تأثر به في حياته فانعكس ذلك علي مسيرته المهنية وقام بترجمته من خلال انشاء إذاعة القران الكريم، أول وأكبر محطة إذاعية دينية في العالم العربي.
ثم تطرق بعده الكاتب الصحفي عباس الطرابيلي إلى مجال السياحة الذي كان الدكتور عبد القادر حاتم أول الواعين إلي أهميته منذ البداية، فقال أن الدكتور عبد القادر هو أول من نبهنا إلى البحرين الأحمر والمتوسط، وذلك حين بدأ الشروع في إنشاء الفنادق، وتحويل 45 قصرًا إلى فنادق سياحية.
وقال الكاتب الصحفي عبده مباشر عن دور الدكتور عبد القادر حاتم في حرب السادس من أكتوبر، وعن خطته العسكرية والإعلامية التي عرفت وقتها باسم ضباب الحرب. تحدث عن ذكائه العسكري الشديد وتضليل اسرائيل عن طريق توجيه الإعلام والمطالبة في المؤتمرات الدولية بمبادرات السلام، وكذلك إرسال الرجال المصريين بوثائق مصرية عمدًا إلى الموساد الإسرائيلي لكسب ثقته والتمكن من تضليله أكثر فأكثر.
وتحدث الإعلامي الدكتور جمال الشاعر عن بعده الأنساني الذي تمثل في رفقه الشديد في التعامل مع العساكر والجنود ولطفه معهم، كما تحدث عن ذكائه الأداري الشديد الذي مكنه من العمل مع ثلاثة رؤساء وهو ما يعد معجزة حقيقية بكل المقاييس، وهو أن يتمكن أحد من الحفاظ علي منصبه بعد تغير الرئيس الحاكم، إنما هو احتفظ بمنصبه ليس فقط لمرة واحدة بعد تولي الرئيس السادات الحكم، ولكن للمرة الثانية بعد تولي الرئيس مبارك. و أشادوا المتحدثون جميعا أن ذلك بسبب كفائته العالية التي جعلت من الصعب بل من المستحيل الإستغناء عنه واستبداله بأي أحد آخر، كما تحدث عن لقب أبو الإاعلام المصري وسبب تسميته بذلك.
واختتم الدكتور جمال الشاعر كلمته بسؤال لقادة الإعلام في مصر، قائلا:" ماذا لو كان الدكتور عبد القادر حيا بيننا الآن؟ ما الذي كان سيفعله في وضع الإعلام الحالي؟" داعيا بذلك مسئولي الإعلام الي محاولة الاستدلال به والسير علي خطواته.
فيما حضر الندوة مجموعة من الإعلامين منهم الإعلامية رباب الشريف والإعلامي وائل عوني، كذلك المخرجة أسماء إبراهيم، وهي المخرجة صاحبة الفيلم التسجيلي الوحيد عن حياة الدكتور عبد القادر حاتم، ذلك إلي جانب حضور بعض لواءات الشرطة والشعراء الذين شاركوا جميعًا في المناقشة التي تمت في النصف الثاني من الندوة. تحدثوا عن دور الإعلام في نشر الوعي بين المواطنين، والمشكلات الحالية التي يعاني منها ماسبيرو علي الرغم من ما قدمه على مدار سنوات طويلة والدور الذي لعبه في تثقيف المواطنين إلا إنه يعاني الآن من أزمة كبيرة.
كما تحدثوا عن الدور الذي أصبحت تلعبه الأعمال الدرامية وتأثيرها الكبير علي الشباب الآن، وناقشوا أهمية تناول حياة الدكتور عبدالقادر حاتم وغيره من النماذج العظيمة من خلال الأفلام أو الأعمال التليفزيونة، مشيرين بذلك الي النجاح الساحق الذي حققه كلا من فيلم الممر ومسلسل الإختيار. وتطرقوا أيضا إلى أهمية المجايلة وهي ربط الأجيال الإعلامية ببعضها البعض عن طريق الإنخراط مع الشباب الآن وتحقيق التواصل وخلق الفرص المطلوبة لهم للاستفادة من النماذج الإعلامية والصحفية الكبيرة، وأيضا إضافة مستحدثات العصر للعمل الإعلامي.
فيديو قد يعجبك: