حوار- إنجي المقدم: الجمهور متعطش لرومانسية "ليالي أوجيني".. والعمل مع هاني خليفة متعب
حوار- منى الموجي:
مع المشهد الأول من الحلقة الثالثة، تطل سيدة في منتصف العمر، يملؤها النشاط والحيوية، سريعة الحركة، تنتقل بين "طاولات" المطعم الذي تملكه بخفة الفراشة وبابتسامة لا تفارق وجهها، أنيقة رغم ارتداءها ملابس العمل، اختارت تصفيف شعرها بشكل كلاسيكي وتركت له مساحة من الحرية، تتلاءم مع حيويتها، بهذه الصورة أطلت الفنانة إنجي المقدم مرتدية ثوب الإيطالية العاشقة لمصر والتي ترفض أن تتركها "صوفيا".
نجحت إنجي في جذب الأنظار إليها، بشخصية صوفيا وإتقانها الحديث باللغة الإيطالية، التي تعلمتها خصيصًا لأجل الدور، وصدق الجمهور أنها تنتمي لأربعينات القرن الماضي، وواحدة من سكان الحي الراقي في بورسعيد "أوجيني". "مصراوي" التقى إنجي وتحدث معها عن دورها، وكيف تعلمت اللغة الإيطالية، وكشفت عن عشقها للأعمال التي تدور أحداثها في الأربعينات، كما تحدثت عن سبب عدم تواجدها في السينما منذ دخولها عالم التمثيل، إلى الحوار..
تطلين على الجمهور في رمضان بمسلسل واحد هو "ليالي أوجيني".. لماذا وقع اختيارك عليه؟
أبحث شخصيات فيها تحدي، وعن ظهور مختلف كل عام، أغير من خلاله جلدي، حتى أثبت لنفسي أنني ممثلة لديها ما لم يظهر بعد، فاختار شخصيات بعيدة عن بعضها البعض، كذلك أوافق على مسلسلات تدور أحداثها في أطر مختلفة، ومع مخرجين لم أتعاون معهم من قبل.
وما الذي وجدتينه في "صوفيا" مختلف عن أعمالك السابقة؟
التمثيل باللغة الإيطالية، لأول مرة في حياتي، أقدم شخصية إيطالية تعيش في مصر عام 1946، وتركيبة صوفيا خاصة جدا، لم أقدمها من قبل، هي ست بنت بلد جدا، تعتبر نفسها مصرية حتى النخاع ولا تشعر بأنها في غربة رغم صعوبة الفترة التي كانت تعيش فيها، فهي تعيش في بورسعيد عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية والتي كانت فيها إيطاليا تحارب ضد الإنجليز المحتلين لمصر، والذين حرصوا على اضطهاد الإيطاليين الذين يعيشون فيها، وأصرت على عدم ترك البلد، والجمهور يكتشف على مدار الحلقات أسرار صوفيا، فهي تعيش صراع ولديها سر من الممكن أن يحطم أي امرأة، ومع كل ذلك هي مُقبلة على الحياة، وتظهر بصورة مبهجة "معافرة"، وتحتضن كل من حولها، "حبيت صوفيا وتمنيت إني أتعرف على ست زيها".
وكيف جاء استعدادك لتقديم دور "صوفيا" على مستوى الشكل واللغة؟
تم ترشيحي للدور بعد أن رأوا أن شكلي يناسب الشخصية، والأزياء التي صممتها ياسمين القاضي ساعدتني جدًا على الدخول في روح الشخصية، والحمد لله سعيدة بالنتيجة التي ظهرت بها صوفيا، فالملابس حقيقي تُحدث فرق كبير، والأمر كله تم تحت إشراف المخرج هاني خليفة، الذي يدقق في كل التفاصيل، وبالنسبة للغة؛ فحصلت على دروس لمدة شهرين حتى استطيع نطق الإيطالية بشكل سليم، تجعل الجمهور يصدق أنها لغتي الأم، خاصة وأنها لغة لم أعرفها من قبل، والمشكلة لم تكن فقط في النطق السليم ولكن أن أشعر بما أقول حتى يصل الإحساس للجمهور.
وهل كان الأمر صعبًا؟
جدًا جدًا، "المسلسل كله كوم والمشاهد اللي بالإيطالي كوم تاني، كنت حاملة همها جدًا"، والشركة المنتجة حرصت على توفير مدرب إيطالي لي، كنت أتواصل معه طوال الوقت، وكان يمنحني "واجب" وسجل لي الحوار، والذي كنت أسمعه ليل نهار، وكنت أجلس معه ليعلمني النطق ويشرح لي ما احتاج فهمه.
وما الاختلاف بين عملك في مسلسل يتناول زمن معاصر وآخر يعود بكِ لزمن قديم؟
"المذاكرة"، وفي "ليالي أوجيني" منحني المخرج هاني خليفة قائمة أفلام إيطالية قديمة، حتى أحصل منها على "المود" والإحساس الخاص بهذه الفترة، إلى جانب مخزوني الشخصي من جدتي وأمي، فجدتي عاشت فترة طويلة من حياتها في الأربعينات في بورسعيد، وأنا كنت قريبة منها جدًا، وكانت تحكي لي الكثير من تفاصيل هذه الفترة، وكذلك أمي وُلدت في بورسعيد، وكنت أشاهد صورها وكيف كانت تبدو بملابس هذه الفترة، وسيناريو المسلسل ساعدني جدًا في الوقوف على طريقة الكلام، لاستخدامه مصطلحات قديمة، والمخرج كان حريص على توجيهنا دائمًا، ليخرج المسلسل وبه "روقان" أكثر، "هوانمي" في الحركة.
ولماذا لم تظهر صوفيا وهي تتحدث الإيطالية فقط؟
لأنها عاشت وتربت في مصر، هي فقط تتحدث الإيطالية مع أبناء الجالية الإيطالية، لكن مع المصريين تتحدث معهم بلغتهم، وهذا ما يحدث في الطبيعة، لدي صديقة سويسرية ولدت في الفيوم، وتتكلم مصري تمامًا "عمرك ما تقولي إنها سويسرية".
وما هي أصعب مشاهدك في "ليالي أوجيني"؟
هناك الكثير من المشاهد الصعبة، التي تحمل الكثير من المشاعر، ومن بينها مشاهد صامتة لا أنطق فيها بأي كلمة، فقط التعبير يكون بالوجه، صوفيا لديها مشاهد فيها صفحات وصفحات من الانهيار والمشاعر.
المسلسل "ناعم" إلى حد بعيد.. ألم يقلقك اختلافه عن باقي المسلسلات القائمة على الإثارة والتشويق؟
حقيقي المسلسل ناعم جدًا، وبعيد عن الإثارة والغموض، واختلافه لم يشعرني بالقلق، لأن كل شخص سيبحث عما يناسبه، أنا لا تجذبني مسلسلات الإثارة والغموض، أحب النعومة والحاجات الاجتماعية والرومانسية، مثل "جراند أوتيل" كان ناعم وحقق جماهيرية فظيعة.
وبمَّ تفسرين اهتمام الجمهور مؤخرًا بهذه النوعية من المسلسلات؟
لأنهم يفتقدون الرومانسية، "الشياكة" والأخلاق التي كانت موجودة قديمًا، الناس تعبت من العشوائية ومن السرعة ومن الزحمة، "عايزين رواقة، وعندنا حنين للماضي، وأنا من الناس دي".
في البداية كان الاسم "أكاسيا" ثم تم تغييره لـ"ليالي أوجيني".. ألم يقلقكم أن يؤثر الاسم الغربي على استقبال الجمهور للمسلسل؟
"أكاسيا" كان اسم النسخة الأصلية، الفورمات الإسباني، ووجدناه "أجنبي" جدًا، وقررنا تغييره ليصبح "ليالي أوجيني" لأن هناك شارع معروف في بورسعيد اسمه "أوجيني"، ومعظم الأحداث تدور في هذا الشارع، وفكرنا في أن غرابة الاسم من الممكن أن تدفع الناس للبحث عن سر التسمية.
كيف رأيتِ العمل مع المخرج هاني خليفة؟
سعيدة جدًا جدًا بالتجربة معه، أحد أهم أسباب قبولي للمسلسل هو أنه من إخراج هاني خليفة؛ لأنه من المخرجين الذين أحترمهم، وأسمع عنه منذ فترة بعيدة، وهو مخرج يهتم بالتفاصيل وبالممثل، حسّاس جدا، ضميره حي، العمل معه متعب ومرهق ولكن في النهاية تكون النتيجة مرضية للجميع، وكنت متحمسة للعمل معه، وقلت له "عايزة اتعلم منك".
منذ بدايتك وأنتِ بعيدة عن السينما.. ما السبب؟
عند دخولي المجال، كانت السينما تعاني من أزمات في الإنتاج، وهو ما أثر عليّ بالطبع، وفي البداية لم تكن تأتيني الكثير من العروض، وبعد أن صنعت اسم في المجال، كانت تأتيني أعمال لا ترضي طموحي، وحتى الآن انتظر العمل الذي يرضيني ويكون مؤثر ومبهج، يجعلني أشعر بحالة من التشبع.
وكيف ترين وضع السينما حاليًا؟
وضعها يتحسن بالطبع، ولدي أمل أن القادم أفضل.
وكيف ترين الدعوات التي تطالب مخرجي السينما بترك الدراما التليفزيونية والعودة لتقديم أفلام؟
إذا تم توفير الإنتاج، بالتأكيد ستكون السينما اختيار الجميع، "مين مبيبحبش السينما"، أحب التليفزيون لكن السينما ستظل هي التاريخ.
فيديو قد يعجبك: