جمال عبدالناصر لمصراوي: "شخصية سليم حال أكثر الرجال.. وصراع الأشقاء ليس مبالغة"

كتبت- منال الجيوشي:

نجم متألق، من العيار الثقيل، يستطيع تقديم كل الأدوار، وتوصيل مشاعر وتفاصيل صغيرة تحملها كل شخصية يجسدها، ويحمل اسمه ثقلا وقيمة فنية كبيرة في أي عمل يشارك به.

الفنان الكبير جمال عبدالناصر، الذي تألق هذا العام في تجسيد شخصية "سليم"، ضمن أحداث مسلسل "حكايتي"، صرح لمصراوي، أن ما حمسه لتقديم هذه الشخصية هو أن الدور مركب لشخص متعلم محب للحياة، ليس متكالبًا عليها، وتحمل شخصيته كل التناقضات.

وتابع: "سليم شخص مش حازم مع أولاده، مبيحبش المشاكل، وله تركيبة خاصة مش بتحمل جواها حسابات وانتقامات، ومدلع ابنه لدرجة إن الولد بقى ياخد قرارات نيابة عن أبوه، ومستهتر، لدرجة إنه لو أخد موقف مبيكملش للآخر، لأنه من خلال الأحداث بنشوف إنه مش بيحب وجع الدماغ وعلى قد ما يقدر بيحاول يبعد عن المشاكل".

وأضاف: "هو لا يحب الزعامة مثل شقيقه الأكبر سليمان، وليس حريصًا على المال مثل شقيقه سعد، فهو شخصية مختلفة، وهذا الأمر جذبني، وهناك خطوط رفيعة تظهر في مشاهد بسيطة، ومهمة توصيل مشاعر الشخصية وتفاصيلها للجمهور هي المهمة الأصعب".

وأوضح أن شخصية "سليم" ليست شريرة، لكنه ليس شخصًا إيجابيًا، وله العديد من الأخطاء، يضر نفسه، كما أضر بأبنائه مع مرور الوقت، بسبب هذه السلبية.

وأشار إلى أن من سوء حظ شخصية "سليم" أنه محاط بالأشخاص السيئين مثل ابنه، وهذا الابن تحديدًا حمل كل هذا الكم من الأنانية بسبب تدليل والده له، فهو في النهاية رجل صعيدي يفضل الولد على البنت، رغم حبه الشديد لابنته، فتدليله لابنه أفسده.

واستكمل: " الزوجة أيضا تركيبة سيئة، فتزوجها سليم بعدما وجهت صوفيا كل اهتمامها لابنتها، كما أن الصراعات بين أشقائه جعلت العلاقة بينهم متوترة طيلة الوقت، ووصلت فيما بعد للثأر والانتقام".

واستطرد: "بشكل عام شخصية سليم هي حال كثير من الرجال، لكن لم يتم تناولها من قبل بهذا الشكل في الدراما، كما أن المسلسل عالج أشياء كثيرة موجودة منها العنف، وقضية الثأر، كما يعرض قصة حب رومانسية بين علي وداليدا، والشخصيات تظهر حقيقية".

وأوضح أن "سليم" بطل تراجيدي نفسي، تركيبته النفسية تحمل الكثير من الأخطاء، واختياراته عادة ما تكون خاطئة، حتى قرار قتل شقيقه اتخذه ابنه "حسام"، حينما قرر أن يرد اعتبار وكرامة والده، بعد الإهانة التي تسبب بها "سليمان".

وتابع: "هو جرب طريقة حسام منفعتش معاه، لأن اللي حصل إن بنت سليمان هي اللي ماتت، وغلطته إنه وافق على حاجة زي كدة من البداية، لدرجة إن قاله إنت ودتنا في داهية".

وأضاف: "مفتاح الحكاية هي موافقته على قتل شقيقه الأكبر، فوقتها لو قُتل سليمان بالفعل، كان سليم سيشعر براحة، خاصة أنه شعر بالذل من جانبه".

وعن ردود الأفعال حول العمل، قال: "ردود الأفعال كبيرة ومهمة جدًا، فالمسلسل يعتبر من بين أفضل الأعمال هذا العام، وفي كل أسبوع يتصدر التريند، وبالطبع الأمر جيد، وأنا سعيد جدًا، والحمد لله أن المسلسل بشكل عام وصل للناس".

أما عن أصعب المشاهد التي قدمها في المسلسل، قال: "الدور كله تحدي، وهناك بعض المشاهد التي أعتبرها من المشاهد الصعبة، مثل مشهد المناجاة، حين يناجي سليم ربه بعدما وقف مع نفسه ليفكر ماذا يفعل، وما آلت إليه الأحداث".

وتابع: "مشهد آخر وهو مشهد وفاة صوفيا، حينما بكى عليها وهو يعترف ضمنيا بتقصيره في حقها حينما قال ربنا يرحمها ويرحمنا كلنا، كما تضمن أحد المشاهد وهو يتوسل لربه قائلا أنا أذيت ناس من غير ما أقصد، والله من غير قصد".

وعن الانتقادات حول وجود "مبالغات" في الصراع بين الأشقاء، علق الفنان الكبير: "الواقع أمر من الدراما، وهناك متغيرات كثيرة حدثت في مجتمعنا، فنسمع عن أب قتل أبناءه، أو شخص قتل والدته، وحينما نقرأ عن هذه الجرائم نفزع ونجزع منها، ولكنها في النهاية موجودة".

وأشار إلى أن الدراما لابد أن تقدم هذه النماذج "عشان الناس تتعظ"، والمسلسل يحظى بشعبية كبيرة في الشارع.

وعن تجربة البطولة الأولى للفنانة ياسمين صبري، قال: "أرى أن ياسمين ممثلة جيدة جدًا، وموهوبة، وذكية ومجتهدة، وتستحق أخذ فرصة، فحينما بدأنا ساندنا أساتذة كبار، والآن لابد أن نمارس دورنا ونقف إلى جانب الممثلين الشباب، حتى يثبت كل واحد منهم كفاءته واجتهاده".

مسلسل "حكايتي" بطولة ياسمين صبري، جمال عبدالناصر، أحمد بدير، أحمد صلاح حسني، نهال عنبر، وفاء عامر، ومن تأليف محمد عبدالمعطي، وإخراج أحمد سمير فرج.