مؤلف "ولد الغلابة" لمصراوي: أذاكر كثيرًا والسقا زميل دراسة.. ولهذا السبب نجح المسلسل

كتبت - منال الجيوشي:

تصدر مسلسل "ولد الغلابة"، تريند بموقع تويتر، عقب عرض أولى حلقات المسلسل على شاشة (إم بي سي)، أول أمس.

وحقق المسلسل نسب مشاهدة مرتفعة، وتوقع قطاع كبير من الجمهور أن يحقق المسلسل نجاحًا كبيرًا على مدار شهر رمضان، خاصة أنه يضم كوكبة من النجوم على رأسهم النجم أحمد السقا ويحمل توقيع مؤلف مميز ارتبط اسمه بالأعمال الناجحة بالدراما المصرية.

مصراوي حاور مؤلف المسلسل أيمن سلامة:

من وجهة نظرك لماذا تصدر "ولد الغلابة" التريند منذ الحلقة الأولى؟

توقعت نجاح المسلسل منذ الحلقة الأولى، خاصة أننا تعبنا وبذلنا مجهودا كبيرا أثناء البروفات وجلسات "الترابيزة"، فمنذ مشاهدتي لأداء السقا وباقي الممثلين، أدركت أنني أمام عمل سيحقق نجاحا كبيرا، والحمد لله تحقق هذا الإحساس من اللحظة الأولى التي عرض فيها المسلسل.

اسمك مرتبط بنجاحات ونقلات في حياة النجوم مثل مسلسل "مع سبق الإصرار" و"حكاية حياة" لغادة عبدالرازق.. ما السر فيما تكتبه؟

السر يكمن في حبي للدراما، أنا أحد عشاق الدراما، منذ درستها في المعهد العالي للفنون المسرحية، وأحب "صنعة" الكتابة، وأحب قواعد ونظريات الدراما والتفتيش فيها والبحث عنها، فأنا أكتبها بشكل علمي، وهي بالنسبة لي تمثل حبا كبيرا جدا، وأحب مهنة الكتابة وأحب الإبداع في الدراما، وتاريخها.

أذاكر كثيرًا، وأتحدى نفسي، وأعمل على تجديد اللهجة واللغة والأحداث، فأنزل للشارع وأعمل قواميس للهجات، وقواميس للكلمات الجديدة والمصطلحات الجديدة التي يستخدمها الشباب، لمواكبة مواضيع المجتمع والأحداث في المجتمع، وهذه الخلطة تضمن نجاح العمل.

لماذا اخترت التعاون مع الفنان أحمد السقا هذا العام؟

أحمد السقا فنان كبير، وزميل دراسة، وكنت سعيدا بهذا التعاون بشكل كبير، وجاء التعاون من خلال المنتج صادق الصباح الذي أبلغني بأن هناك رغبة في التعاون بينهم هذا العام، وأخبرني أن أحمد السقا أبدى رغبته أن أكتب المسلسل، وسعدت جدا بهذا الأمر، خاصة أن السقا تاريخ كبير وعلامة من علامات السينما المصرية من خلال أعماله الناجحة، التي علقت في الذاكرة وستظل كذلك، فقد حفر اسمه في تاريخ الدراما بحروف من نور، وستظل مستمرة لأنه قدم شخصيات وأعمالاً مختلفة طيلة مشواره الفني.

أحمد السقا يظهر هذا العام بشكل مختلف هل لهذه الدرجة يؤثر السيناريو والجملة في أداء النجم؟

بالطبع السيناريو والحوار يجعل النجم يختلف من عمل لآخر، فقبل الكتابة ذاكرت "السقا" جيدا، قبل أنا أبدأ بكتابة حرف، فتابعت أعماله بالكامل، وحددت المنطقة التي لم يقدمها من قبل، فأردت أن أبني المسلسل على موضوع لم يقدمه من قبل، وأحببت أن يكون الموضوع مختلفا.

تواجه الدراما الصعيدية مؤخرًا انتقادات كبيرة بسبب عدم مواكبتها وانفصالها عن واقع الصعيد وهذا لم يظهر في مسلسلك.. فهل تتفق مع الانتقادات التي توجه لدراما الصعيد؟

الحقيقية أن الدراما الصعيدية، أحد الأشكال الناجحة مع الجمهور، فهو يشاهد هذه الأعمال بداية من "الضوء الشارد" و"ذئاب الجبل" وصولا بـ"سلسال الدم" والأعمال الأخيرة، وكلها أعمال ناجحة مع الجمهور.

والعمل الصعيدي مضمون النجاح لحد كبير جدا، وقبل الكتابة سافرت لمحافظة المنيا وتحديدا "ملوي" التي اخترتها للأحداث، لمنطقية أن يسافر البطل القاهرة ويعود في نفس اليوم، نظرا لقرب المسافة، وما يقال عن فكرة اللهجة، هي مزيج من اللهجة السوهاجية على المنياوية، ففي أحداث المسلسل سيظهر أن أصول "عيسى الغانم" وأسرته سوهاجية، لكنهم جاءوا المنيا بلد أمهم "ونيسة" وعاشوا معها، فهم يتكلمون مزيجا من اللهجتين.

أما المنياويون فيتكلمون اللهجة المنياوية، كما أن معنا بالمسلسل مصححين لهجة، وجمعت العديد من المفردات والكلمات التي تقال هناك، قبل أن أكتب أي كلمة، كما أنني رأيت قضاياهم ومشاكلهم عن قرب، فنقلت الواقع ولم أكتب شيئا خياليا.

وماذا عن ظهور تامر حسني كضيف شرف في الحلقة الأولى؟

ظهور تامر حسني كان مفاجأة كبيرة أعددنا لها، الأمر متفق عليه مع المخرج، وهو أن يكون هناك ضيف شرف للحلقة الأولى، والحمد لله لأن تامر له جمهور كبير وهو فنان متألق، وظهوره في المشهد يعد إضافة كبيرة لنا، وحقق نجاحا كبيرا على السوشيال ميديا، وكان ظهوره مفاجأة للناس، وهو تأكيد على المشهد الأول، وهو لماذا ظهر الغلابة في مصر.

ومن وجهة نظرك ما هو سبب ظهور الغلابة في مصر؟

منذ عهد الخديوي سعيد، الذي استدان ودفع الرشاوي للسلطان العثماني، لكي يضمن بقاءه في الحكم، ومن بعده أتى الخديوي إسماعيل الذي فتح الباب على مصراعيه للاستدانة، ومن بعده الخديوي توفيق الذي احتل الإنجليز مصر في عهده.

لو لم نلجأ للاستدانة، لكنا أفضل الآن، فالذين يتباكون على فترة الملكية، ويقولون إننا كنا أفضل، هذا الأمر غير حقيقي بالمرة، "متخلوش جماعة ليها تار مع ضباط الجيش تشوه ثورة يوليو وتقول إن هي اللي جت بالفقر على مصر"، الأمر غير حقيقي، مصر كانت تعاني من مشاكل اقتصادية ضخمة في عهد الخديوي سعيد، وتطور الأمر بشكل كبير في عهد الخديوي إسماعيل، وأصبحنا في مشاكل رهيبة، كما أن الفقر المدقع الذي كان يعاني منه المصريون كان سببا من ضمن أسباب قيام ثورة 1919، وعام 1945 وأثناء الحرب العالمية الثانية كانت مصر في حالة شديدة من العوز والفقر، ففتحنا الباب للتدخل الأجنبي على مصراعيه، ولهذا أصبحنا "غلابة".