بعد إعجاب الجمهور بمعارك "الاختيار" الحربية.. ما السر وراء جودة المشاهد العسكرية؟
كتبت-رنا الجميعي:
تصدر مسلسل الاختيار نتائج البحث على جوجل، والمحتوى الرائج على موقع اليوتيوب، حيث نشرت منصة Watch it الرقمية على قناتها مقطع من المسلسل تحت عنوان "الاختيار-أكيد المعركة مكنتش سهلة"، ووصلت مشاهداته مئات الآلاف.
وصوّر المقطع المنشور، ومدته 13 دقيقة، إحدى المعارك بين العقيد أركان حرب أحمد المنسي وأفراد من القوات المسلحة، وعناصر إرهابية، وعكست المشاهد المصورة جودة إخراجية وإنتاجية قليلًا ما نرى مثلها.
المشاهد ذكّرتنا بالمعارك التي دارت سابقًا في أفلام حرب أكتوبر، ولكنها توقفت بعد عام أو عامين من حرب أكتوبر، وكانت ابنة زمانها، فما السبب في التطور الموجود حاليًا في إنتاج مثل تلك المشاهد العسكرية؟
أول الأفلام التي تم إنتاجها عن حرب أكتوبر كان فيلم "العمر لحظة"، إنتاج 1973، وهو من إنتاج الفنانة ماجدة، التي مثلت فيه دور الصحفية المتزوجة من الصحفي الكبير، لكنهما يختلفان في الرأي، فهي تتحمس للعودة للعمل الوطني بعد نكسة 1967، بينما يكتب زوجها مقالات تدعو لليأس.
ومن الأفلام التي ظهرت أيضًا فيلم "الرصاصة لا تزال في جيبي"، عام 1974، عن قصة للكاتب إحسان عبد القدوس، وإنتاج محسن علم الدين وإخراج حسام الدين مصطفى.
ويحكي الفيلم عن المجند "محمد" الذي يعود من غزة بعد نكسة1967، وفي جيبه رصاصة يحتفظ بها، ويقابله أهل قريته بفتور شديد، بسبب الهزيمة التي حلت على مصر، وبعد ذلك يشترك في حرب الاستنزاف ثم في حرب أكتوبر، ويعود منتصرًا محمولًا على الأكتاف.
انحصر إنتاج أغلب الأعمال التي تناولت حرب أكتوبر وحرب الاستنزاف خلال فترة السبعينيات، لم يُستثنى منها سوى فيلم "الطريق إلى إيلات" الذي أنتج عام 1993، للمخرجة إنعام محمد علي، والذي صوّر العملية التي نفذها مجموعة من الضفادع البشرية التابعة لسلاح البحرية المصرية، من تدمير لميناء إيلات.
وكذلك فيلم "حائط البطولات"، وأنتج عام 1999، للمخرج محمد راضي، وقد تم منع الفيلم من العرض وقتها، ولم يظهر سوى عام 2014، والفيلم من إنتاج سفنكس فيلم للإنتاج بالتعاون مع قطاع الإنتاج بالتليفزيون المصري.
ويقول الناقد الفني نادر عدلي، إن متابعة الحلقات الأولى من مسلسل الاختيار تؤكد على الإنتاج الضخم، ووجود الدعم الكامل من القوات المسلحة، والتي ظهر بحسب عدلي في الصورة المقدمة للمعارك العصرية، والمنفذة بشكل جيد، وبكامل التفاصيل من ملابس ومكياج "وشكل الدبابات وأسلوب المعارك نفسه".
ولم يرى عدلي تلك الجودة في تقديم المعارك قبل ذلك في الأعمال المصرية من مسلسلات وأفلام تناولت الحرب، ويُفسر سبب ذلك في أن حجم الإنتاج في السبعينيات كان ضعيف، كما أنها صنعت سريعًا بعد حرب أكتوبر مباشرة، وكانت تلك الأفلام رغبة من منتجين القطاع الخاص "وكانت كلها مشاهد قليلة ومش منفذة بشكل جيد".
يتفق الناقد الكبير طارق الشناوي أيضًا في أن سبب جودة تنفيذ المعارك "فيه رعاية من الأجهزة الأمنية"، كذلك أشاد بالمخرج بيتر ميمي التي تميل أعماله دومًا للحركة، كما فعل سابقًا في مسلسل كلابش وأفلام مثل كازابلانكا.
كما أشاد الشناوي بالدراما المصنوعة في المسلسل، والتي كتبها المؤلف باهر دويدار، فلم يهتم فقط بالجانب العسكري بل أيضًا في التحليل الثقافي والاجتماعي، وكذلك في فهم دوافع الإرهابيين.
فيديو قد يعجبك: