تخطى المليون مشاهدة.. عمل كوميدي عن الحياة في "الهرم وفيصل"

كتب- محمد مهدي:

خلال شهر رمضان الكريم، تنتشر موجات من السخرية جول المحتوى المُقدم على شاشات التلفزيون سواء أعمال فنية أو برامج أو مواد إعلانية، وفي الأيام الأخيرة تفاعل الملايين مع إعلان خاص بمنطقة سكنية، مما دفع العشرات من رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى صنع فيديوهات قصيرة بامكانيات بسيطة عن المناطق التي يعيشون فيها من بينها فيديو تخطى المليون مشاهدة عن شارعي الهرم وفيصل، عمل على كتابته وتنفيذه "محمودالحسيني" مخرج مسرحي شاب "كنا بنهزر، ومعانا معدات تصوير، فقررنا نعمل حاجة عن المناطق اللي ساكنين فيها" يقولها الحسيني لمصراوي.

كان الحسيني قد حصل قبلها بأيام على ورشة فنية عن التصوير والمونتاج والإخراج من " Toronto film school" بكندا عبر الإنترنت "حبيت استفاد من الوقت خلال فترة الحظر" وحينما وردت الفكرة إلى عقله سرعان ما تحمس لها "طرحت الموضوع على الفرقة المسرحية اللي بنشتغل سوا (سالب عشرين)" وافقوا على الفور، أبدوا رغبتهم في تنفيذ الفكرة "خاصة إننا كنا هنعرض أكتر من مسرحية في شهر مارس وأتاجلوا بسبب (كورونا)" كانت فُرصة جيدة لعودة الفريق من جديد لتقديم أعمال فنية، ولكن تلك المرة عبر "السوشيال ميديا".

عكف الحسيني على كتابة المشاهد الكوميدية التي تتعلق ببعض التصرفات والمعاملات في شارعي الهرم وفيصل، ثم اتفق مع فرقته على ساعات التصوير في توقيت مناسب قبل موعد الحظر "صورنا في أكتر من منطقة في الهرم وفيصل عشان المصداقية والأهالي يتفرجوا على أماكن عارفينها كويس" تجاوب زملائه في الفرقة المسرحية وعدد من أصدقائه ساهم في إتمام العمل خلال وقت قياسي لكن ذلك لم يمنع من مواجهة صعوبات عدة خلال التصوير.

توقف التصوير عدة مرات بسبب تدخل المواطنين "الناس كانت بتسأل احنا بنعمل إيه بالظبط، وبنصور الكلام دا ليه" حينها يحاول الحسيني شرح الفكرة لهم وأسباب تواجد الكاميرا بصحبتهم حتى يُقنعهم بالاستمرار أو يضطر إلى الانتقال لمنطقة أخرى منعًا للإزعاج، فضلًا عن التصوير في عدد من المنازل ليبتعد عن "دوشة"الشارع، وعند الانتهاء من الأمر لم يحتاج إلى وقت كبير في عملية تقطيع المشاهد وتنسيقها وتجهيزها للعرض "خدت يوم واحد لحد ما بقيت جاهزة" وعلى الفور قام الشاب العشريني بنشرها على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".

لم يتوقع الحسيني انتشار الفيديو القصير على نطاق واسع "قولت هيتشاف بس مش للدرجادي" خلال ساعات قليلة وصل لأكثر من مليون مشاهدة على صفحته الشخصية بـفيسبوك "دا غير إنه اتاخد في أكتر من 200 صفحة تانية، ومشاهداته حققت أكتر من 5 مليون لحد دلوقتي" انهالت عليه تعليقات الإشادة مع مشاركة الآلاف لهذا العمل "الناس كانت بتعلق على مواقف في الفيديو أو كلمات معينة" شعر المخرج المسرحي بالسعادة لتفاعل الجمهور وردود الفعل الواسعة.

لا يفكر الحسيني في الوقت الحالي في تنفيذ أعمال ساخرة جديدة متعلقة بالمواد الإعلانية التي تُذاع على مدار شهر رمضان الكريم "معنديش نية أعمل حاجة تاني" لكنه يستعد في الوقت الحالي إلى نشر 3 أفلام قصيرة قام بتصويرها في الآونة الأخيرة بعد الورشة الفنية التي حصل عليها مؤخرًا "ومستنين أزمة كورونا تعدي عشان نرجع تاني بفرقتنا المسرحية نعمل عروضنا في (الفلكي) وقاعة سيد درويش وغيرها من الأماكن".