الاختيار3| أسسها حارس "بن لادن" لـ"فتح مصر".. ما قصة "خلية مدينة نصر"؟
كتب- محمود سعيد:
تناولت الحلقة التاسعة من مسلسل "الأختيار 3" نجاح قطاع الأمن الوطني بوزارة الداخلية في إسقاط "خلية مدينة نصر" الإرهابية التي خططت لارتكاب أعمال إرهابية في عام 2012 وعلى رأسها استهداف حاملة طائرات أمريكية في قناة السويس.
فكيف نشأت خلية مدينة نصر؟
ما بيَّن عام 2006 إلى 2009، تعرَّف المتهم الرئيسي محمد جمال الكاشف، متهم سابق بقضية "العائدين من أفغانستان" على المتهمين الجهادي طارق أبوالعزم وكريم عزام أثناء سجنهم بقضية "تنظيم جند الله"، وأُفرج عنهم بقرار جمهوري من الرئيس الراحل محمد مرسي مع آخرين من الجماعات الجهادية والإسلامية.
وذكرت التحقيقات أن المتهم محمد جمال سافر إلى ليبيا عدة مرات، تمهيدًا لتهريب السلاح إلى مصر، وأسس خلية "مدينة نصر" التي ضمت 26 متهمًا.
ونسبت النيابة للمتهمين بأنهم فى غضون الفترة من شهر أبريل 2012 حتى شهر مايو 2012 بدائرة مدينة نصر أول محافظة القاهرة، أسسوا وأداروا جماعة أسست على خلاف القانون الغرض منها الدعوة لتعطيل أحكام الدستور والقوانين ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين.
كما أسندت لهم تأسيس وإدارة جماعة جهادية تدعو إلى تكفير المؤسسات والسلطات العامة بالدولة والاعتداء على أفراد ومنشآت القوات المسلحة والشرطة والمسيحيين ودور عبادتهم وممتلكاتهم واستهداف مقار البعثات الدبلوماسية والسفن الأجنبية المارة بالمجرى الملاحي لقناة السويس بغرض الإخلال بالنظام العام، وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر.
وأشارت مصادر جهادية لموقع "المرجع" الصادر عن مركز "سيمو باريس" إلى أن المتهم محمد جمال سعى لتأسيس خلية مسلحة موالية لتنظيم "القاعدة" في مصر، استنادًا لانضمامه لتنظيم القاعدة في الثمانينيات وصعوده في التنظيم ليصبح أحد الحراس الشخصيين لزعيم التنظيم آنذاك أسامة بن لادن، وما يعزز ذلك الطرح رفع المتهمون في جلسة المحاكمة بتاريخ 22 أكتوبر 2014 صورًا لـ"بن لادن".
درزينة أسلحة ومتفجرات في شقة "خلية مدينة نصر"
خلال مداهمة قوات الأمن لشقة "خلية مدينة نصر" بالحي السابع، لقي المتهم كريم عزام مصرعه، وعثر داخلها على صديرى كامل مجهز بالمواد المتفجرة وجاهز للاستخدام وحزام ناسف ودائرة تفجير كاملة بمفاتيح تشغيل و10 هواتف محمولة منها 3 "مجهز كمفجر" و"مجموعة من المفجرات، وبوادئ التفجير ومواد مفرقعة".
وبتفتيش صالة رياضية تتبع المتهم، عثر داخلها على 63 قنبلة يدوية و3 صواريخ كاتيوشا و3 قاذفات RBG وحاملة إطلاق صواريخ وصاروخ مضاد للدبابات و2 بندقية آلى و2 طبنجة «حلوان–صينى» و199 مفجرا و9 علب متفجرات و23 طلقة قناصة.
أضاف بيان صادر عن وزارة الداخلية آنذاك أنه بتفتيش محل سكنه عُثر على كيس به مادة صفراء تزن كيلوجراما يشتبه فى كونها مادة "TNT".
رسالة من أحد مؤسسي التنظيم لـ"الظواهري"
كشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا عن وجود رسالة نصية بالحاسب الآلى الخاص بـ محمد جمال الكاشف موجهة إلى أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة يبرر فشله في السفر إلى أفغانستان "أعود إلى موضوع سفري لم أستطع القيام بذلك بسبب وضعي على قوائم الممنوعين من السفر، ووضع اسمي على قوائم الإرهاب الدولي، في أكثر من بلد عربي، وقد حاولت السفر بوثيقة غير اسمى الحقيقى فتعرضت للنصب، فلجأت إلى إرسال آخر كان معي في السجن، فتم الاتفاق على عمل جهادي داخل مصر".
وأضاف "توصلت إلى إنشاء قوات صلبة للكوادر الموثوق بها لدينا، وقاعدة متقدمة خارج مصر فى ليبيا، للاستفادة من واقع ليبيا بعد الثورة، من ناحية شراء الأسلحة، وكذلك استقطاب العناصر غير المعروفة فى مصر، وتكوين مجموعات لنا داخل سيناء، حيث بدانا العمل فى شهر إبريل، وقد وصل لنا مبلغ من إخواننا باليمن فى البداية للعمل فى مصر، إلا أنه كان دون المطلوب بكثير، كما لا يخفى عن حضرتك ما تتطلبه من تأسيس العمل فى مصر من أموال ضخمة تتمثل فى شراء أسلحة وذخائر، وتوفير أماكن مموهة للتدريبات وسيارات دفع رباعي للتحرك في صحراء سيناء والصحراء الغربية، وكفالة عائلات الإخوة الذين يعملون لدينا".
واختتم "وكذلك نقل الأسلحة من ليبيا، فمثلا نقل قطعة الكلاشنكوف من ليبيا إلى مصر يتكلف ألف جنيه، بخلاف ثمن السلاح، بينما نقل الصاروخ يتكلف 2000 جنيه، وتنويها بأن جزءًا من استراتيجية العمل الدولي، يعتمد على الأسلحة الثقيلة مثل الهاون وصواريخ الجراد، مما أصبح أماماً سوى طلب الدعم المادي.. ونرجو الرد".
"معركة فتح مصر" ضمن أحراز القضية
في 9 فبراير 2013، أمرت النيابة العامة بإحالة 26 متهمًا (بينهم 9 هاربين) بالقضية 333 لسنة 2012 للجنايات.
وضمت القضية المتهم الهارب عمر رفاعي سرور، المقرب من الإرهابي هشام عشماوي - الذي أعدمته مصر لاحقًا.
وتبين خلال المحاكمة أن الأحراز تتضمن محررات خطية تحتوي على مخطط يسمى "معركة فتح مصر"، تشير إلى "التوظيف العسكرى لمدن القاهرة والإسكندرية وبورسعيد والسويس والإسماعيلية" وضرورة اختراق بنية الدولة باستهداف الأقباط، وقتل رموزهم وتفجير منشآتهم الحيوية ودور عباداتهم وأماكن تجمعاتهم لدفع الصراع الطائفي إلى نقطة اللاعودة، والعمل على تفتيت القوى السياسية والاجتماعية المصرية وضرورة استهداف المصالح الأمريكية فى مصر والسيطرة على أرض سيناء وجبال البحر الأحمر واتخاذهم نقطة ارتكاز المجاهدين واكتساب أهلها كأنصار.
كما كشفت أوراق القضية قيام المتهمين بوضع مخطط لتهديد قناة السويس وتدريب عدد من أفراد التنظيم على قيادة الزوارق الصغيرة القادرة على حمل المتفجرات لاستعمالها فى تنفيذ عمليات استشهادية ضد السفن المارة بقناة السويس وعلى رأسها فيديو لحاملة طائرات أمريكية، وإنشائهم جهاز خاص للاغتيالات لاستهداف رجال الأعمال ووكلاء الشركات.
أحكام بالمؤبد والمشدد
قضت محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار شعبان الشامي في 2014 بمعاقبة المتهمين طارق طه عبد السلام ومحمد جمال الكاشف و عادل عوض شحتو و بسام إبراهيم وهيثم السيد ورامي محمد الملاح ونبيل محمد عبد المنعم الشحات وطارق يحيي هليل وعلي السيد بالسجن المؤبد.
كما عاقبت: حاتم مختار السعيد و سامي المغربي و حسن سلامة عودة أبو بنونة بالسجن المؤبد و معاقبة كل من المتهمين وليد عبد الرازق محمد السيد و حسن فاروق حسن و عمر رفاعي سرور وأحمد محمد بالسجن المشدد 15 سنة، كما عاقبت وائل عبد الرحمن مصطفى وإسلام طارق رضا وهاني حسن وسعد أحمد سلام بالسجن المشدد 10 سنوات، ومعاقبة كل من عماد عبد النبي وسامح أحمد شوقي ونور الدين سالم محمد بالسجن المشدد 7 سنوات.
فيديو قد يعجبك: