شخصيات رمضانية| نبيل سليم.. مهندس ديكور العهد الذهبي للفوازير
كتبت-رنا الجميعي:
تجد بصمته في ثنايا ذكريات التلفزيون خلال فترتي الثمانينيات والتسعينيات، وخرجت من بين يديه أبرز الأعمال الدرامية، كوّن مهندس الديكور نبيل سليم بصحبة المخرج فهمي عبد الحميد ثنائيًا رائعًا، صنعت تلك الثنائية فوازير رمضان في عهدها الذهبي.
تخرّج نبيل سليم بكلية الفنون الجميلة، بعدها اتجه إلى التلفزيون، وصنع ديكور عدة برامج في البداية ثم سينما ، كما يذكر في إحدى اللقاءات التلفزيون "وبعدين اشتغلت مع الحج فهمي عبد الحميد"، تلك كانت الانطلاقة بالنسبة لسليم، ومنذ تلك النقطة بدأ العهد الذهبي لفوازير رمضان، منذ "صورة و30 فزورة" لنيللي عام 1978، و"أنا وأنت فزورة" العام التالي، وبعدها التعاون الأشهر مع شيريهان منذ "ألف ليلة وليلة: عروس البحور" عام 1985.
لم يكن التعاون مع فهمي عبد الحميد مُجرد عمل عادي بالنسبة لسليم "كنا زي أسرة واحدة"، ومع فنان مبدع مثل عبد الحميد تألق سليم في صناعة ديكور فوازير رمضان منذ عام 1985 حتى عام 1989 مع "فوازير الفنون"، وهي آخر فوازير تحمل بصمة فهمي عبد الحميد، بعدها رحل الأب الروحي لفوازير رمضان.
في 17 يناير 1990 رحل عبد الحميد، وكان فُراقه موجعًا لرفيقه الذي اعتاد على مناقشة تفاصيل العمل باستمرار معه "كنا عايزين نعمل ابداع، الديكور والأزياء والاستعراضات"، وفي ذلك الوقت كانت تقنيات الخدع ليست متقدمة كما الآن "مكنش فيه فوتوشوب ولا حاجة"، كان سليم يُبدع كما تعلم من أستاذه، ومُخلص لحق الصنعة كما بقية فريق العمل.
بالنسبة لسليم كانت فوازير رمضان مع الحج عبد الحميد تجربة لا تنسى، واجه مهندس الديكور تحديات كثيرة خلال عمله "كان فيه صعوبة واحنا بنعمل ألف ليلة وليلة والفوازير، كنا بنصور في استديو اتنين، وكانت مساحته 15 متر في 15 متر"، كان عملًا مُرهقًا وصعبًا "لكن كنا مجموعة وفيه حب بيننا"، وبجانب التحديات التي قابلها سليم في عمله كمهندس ديكور، لم يخلْ الأمر من مفارقات مضحكة "في سنة كنا بنعمل رسوم متحركة في ألف ليلة وليلة، وكان فيه ديك بنصوره عشان مشهد، وكنا عايزين نعيد المشهد ودورنا على الديك مش لاقيينه، اكتشفنا إن الناس في اللوكيشن افتكرت إن الديك اتصور فأكلوه على السحور".
لم تكن المفارقة الوحيدة التي عاشها سليم خلال فوازير رمضان، وفي أحد الأعوام جلب طاقم العمل قرد لحاجتهم لتصويره، وهرب القرد نحو مبنى التلفزيون من الخارج "والناس في الإنتاج والإكسسوار كانوا بيدوروا عليه".
مع رحيل فهمي عبد الحميد، كان نهاية عهد وبداية عهد جديد بالنسبة لسليم، وبرغم حزنه اضطر يُكمل مشوار رفيقه، وأكمل العمل في فوازير عالم ورق ورق التي أخرجها خليفته جمال عبد الحميد في نفس عام الوفاة "وبعدها مستحملتش أشتغل تاني بعد وفاته رغم إنه كان فيه طلب".
كان سليم مُحبًا ومخلصًا لعمله بشدة، وبعد فترة استطاع مرة أخرى العودة إلى التلفزيون، وشارك في صناعة ديكور أبرز مسلسلات فترة التسعينيات وبداية الألفينيات، وعمل مع أشهر مخرجي تلك الفترة؛ يحيى العلمي وإنعام محمد علي ومجدي أبو عميرة وأحمد صقر "ويحيى العلمي كان الأقرب بعد فهمي"، ولكن رغم تعدد إنتاجه "لكن الفوازير فضلت الأقرب ليا لأنها كانت البداية"، ورحل سليم العام الماضي في 22 سبتمبر مُخلفًا ورائه إرث ضخم شكّل تاريخ التلفزيون المصري.
فيديو قد يعجبك: